أبدت زعيمة حزب العمال التروتسكي في الجزائر عدم رغبتها في منصب وزير في الحكومة المقبلة التي ينتظر أن يعينها الرئيس بوتفليقة. وقالت في مؤتمر صحفي عقدته اليوم عقب اجتماع للمكتب السياسي للحزب بالعاصمة الجزائرية،إن تشكيلتها السياسية هي "حزب أصيل يضم مناضلين حقيقيين لا يسعون من خلال عملهم النضالي إلى تقلد مناصب وزارية أو سامية في الدولة". وهو ما اعتبره البعض رفض من طرف زعيمة حزب العمال في تقلد منصب وزير في الحكومة، بدليل أن الحزب لم يشارك في أي حكومة جزائرية من قبل، وكثيرا ما أبدت حنون تأييدا لخيار تشكيل الحكومة من الأغلبية البرلمانية. ويشار إلى أن حنون التي ترشحت الرئاسيات في الجزائر لثلاث مرات متتالية منذ 2004، 2009 ثم 2014، عبرت مرارا عن عدم رغبتها في منصب وزير إن لم
يحصل حزبها على الأغلبية البرلمانية.
وتهجمت الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري ذي التوجه الاشتراكي التروتسكي، مرة أخرى على المرشح الحر لرئاسيات أبريل 2014 على بن فليس، بالقول أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد سمحت "بإجراء عملية فرز وإسقاط أقنعة بعض الذين يدعون الديمقراطية في حين أنهم لم يعترفوا بشرعية اختيار الشعب الجزائري "وأضافت "نحن نتفهم غضب هؤلاء لأن اختيار الشعب قد أعاق مشروع اندلاع ربيع عربي في الجزائر". وأكدت حنون اليوم خلال ندوة صحفية بمناسبة انعقاد دورة عادية للمكتب السياسي لحزب العمال بالجزائر العاصمة أن الانتخابات الرئاسية لـ17 أبريل تعد "انتصارا" للأمة الجزائرية و"تقدما ديمقراطيا" يجب أن يصبح مكسبا. قائلة"نحن جد مرتاحين لان الجزائر خرجت سالمة ومنتصرة ومحصنة منالانتخابات الرئاسية لـ17 أبريل التي تعد انتصارا للأمة الجزائرية".
كما أكدت حنون في ذات السياق أن "الانتخابات الرئاسية جرت في ظروف جد عادية حيث لم تسجل أي تجاوزات و لا انزلاقات دامية. وهي تعد تقدما ديمقراطيا يجب أن يصبح مكسبا". واعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أن " الشعب الجزائري باختياره
التصويت على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد اختار مكسب السلم والأمن". موضحة في هذا الصدد أن "الناخبين قد منحوا أصواتهم للرئيس بهدف قطع الطريق أمام الإنزلاقات و التهديدات و التدخل الأجنبي"
حنون، التي غيرت من خطابها تجاه السلطة في الفترة الأخيرة، قالت إن أغلبية الناخبين " لم يتبنوا برنامج مرشح اليمين (في إشارة للمرشح الحر علي بن فليس). بل اختاروا برنامجا وسطيا (برنامج الرئيس بوتفليقة) لكونه يحتوي على العديد من المكاسب من أهمها مكسب السلم". وأضافت " نحن مرتاحون لكون العديد من المواطنين الذين عادة يصوتون لصالح مرشح حزب العمال، قد اختاروا الرئيس بوتفليقة عوض مرشح اليمين الذي التزم في برنامجه بإلغاء قاعدة 51/49 (الخاصة بالاستثمار الأجنبي) وبتشجيعالخوصصة واستحواذ أقلية على الاقتصاد الوطني".