مر عام على الاغتيال السياسي الثاني في تونس،الحدث الذي هز البلاد وأفرز هبة شعبية دفعت الى بروز جبهة انقاذ وطني نظمت اعتصام الرحيل الذي دفع حكومة الترويكا الى الانحلال وأدخلت تونس الى انتقالية جديدة تحت حكم "التكنقراط".سنة مضت لم تخل فيها تونس من الهزات والعمليات الارهابية فانتظار محطات انتخابية يفترض أن تفصح عن حكام جدد موفى هذه السنة.حول السنوية الاولى لاغتيال البراهمي وسقطات الترويكا بقيادة النهضة الاخوانية ومسائل أخرى تلتقي بوابة افريقيا القيادية في التيار الشعبي والجبهة الشعبية وزوجة الشهيد البراهمي مباركة البراهي.

*سيدة مباركة كيف تحتفل زوجة الشهيد باغتيال زوجها؟
-يصعب علي وأنا زوجة شهيد مناضل وأم لابناء الشهيد الخمسة أن أتحدث عن احتفال.مازلت على حزني ومازلت على لوعة الفراق،لكني سأكابر من أجل الوقوف في الذكرى السنوية الاولى للوفاء لزوجي ورفيق العمر والنضال محمد.مرة سنة ولم أنس فيها يوما حدث الاغتيال ولن أنسى ولن أهدأ الى أن يقع الافصاح عن تفاصيل الجريمة.لن أنسى ما حدث لأبنائي المكلومين وهم يطلبون من أبيهم وهو في حشرجات الموت الاخيرة أن ينطق بالشهادة وقد نطق بها.
*طيب الى أين وصلت المعطيات المتعلقة بجريمة الاغتيال؟
-التحقيقات تجري بخطوات سلحفاتية...والنيابة العمومية تتردد الى الآن فاستدعاء المسؤولين الاساسيين في  عن الجريمة.لقد طالب محامو الشهيد أكثر من مرة باستدعاء وزير الداخلية والوزير الاول واثني عشر قياديا أمنيا للتحقيق كمتهمين و لم يحدث ذلك.الكل يعرف أن الاستخبارات الامريكية أعلمت الداخلية بعملية الاغتيال قبل وقوعها وقد ضاعت الوثيقة بين المسؤولين،وضاعت معها حياة زوجي.يجب محاكمة كل المتسترين كشركاء في الجريمة.لقد ثبت أن حكومة النهضة الاخوانية قد تواطأت مع الارهاب لاغتيال زوجي،وقد وفروا الغطاء السياسي والامني لعملية الاغتيال ، لذلك وجبت محاكمتهم كمجرمين.
*بعد سنة من الاغتيال،هل وقفت على مادفع الى اغتياله بالتدقيق؟
-ثمة أكثر من سبب لذلك...لقد كان زوجي صريحا في تشخيص عمالة الاخوان في تونس ممثلين في حركة النهضة.وقد كان صريحا فاتهام قطر العميلة بتمويل الارهابيين الاخوانيين بمعية تركيا قصد أخونة تونس.وقد وضح أن وصول الترويكا بقيادة النهضة لايمثل المشهد السياسي في تونس.بالاضافة الى ذلك كان جريئا في توصيف كذبة الربيع العربي وحجم المؤامرة التي تتعرض اليها الخارطة العربية.كان ضد الظلاميين في سوريا وضد الاخوان في كل مكان،بالاضافة الى وقوفه مع الجيش المصري بقيادة السيسي في انقاذ مصر من براثن الاخوان.كل ذلك وأكثر جعله هدفا لغدر الاخوان والارهابيين والعملاء.
*طيب هل يقلص من حزنك ما وجدته من تضامن وما حضي به الشهيد من مكانة؟
-يسعدني رغم حزني الغائر وقفة الشرفاء في التيار الشعبي والجبهة الشعبية وكل الاحزاب السياسية الاخرى معي ومع عائلتي في محنتي،ماعدى الترويكا طبعا.يريحني الى حد بعيد أن يكون الاغتيال محنة وطنية.
*وماذا تقولين للبقية؟
-أقول لهم أليس فيكم رجلا يخرج عن صمته ويقول حقيقة ما فعلتموه من جريمة...أقول للاخوانيين إن تونس عصية عليكم وإن دم زوجي لن يذهب هدرا.البؤس للمجرمين،والخيبة لمن تواطئ معهم سواء من حزب المؤتمر أوالتكتل...سيظهر الحق وسينتقم الوطن من أعدائه من المجرمين.
*وماذا عن الفعاليات السنوية الاولى للشهيد؟
-أولا كم أسعدني وأسعد عائلتي ماعاشته مدن صفاقس ونابل وباقي الجهات من فعاليات وفاء لروح الشهيد.وسأكون أسعد بالحاضرين مساء الخميس 24 جويلية في ساحة باردو بمناسبة هذه الذكرى.وأقول لحرائر وأحرار تونس تعالوا لنقف معا في هذه الذكرى ليس من أجل البراهمي فقط بل من أجل كل الشهداء سياسيين وأمنيين وعسكريين...حضوركم لن يعيد لي زوجي لكن لنقف جميعا صيانة لارواح أبنائنا وآبائنا وعرض نساءنا..تعالوا من أجل شرف وعرض وأرض هذا الوطن ضد قوى الظلام والردة والعمالة.