في خضم نشاط سياسي ودبلوماسي مكثف تشهده المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، تأتي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرياض، وهي الأولى منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الأمور في المملكة، في توقيت حرج، حسب توصيف عديد من الصحف السعودية الصادرة صباح أمس الأحد، التي اهتمت بالزيارة والمباحثات بين الزعيمين، التي من المنتظر أن تتطرق إلى عديد من الملفات السياسية والأمنية التي تهم الجانبين.

وبعنوان زيارة الرئيس المصري للمملكة تعزيزٌ للعلاقات ومواجهةٌ للتحديات أشارت صحيفة اليوم إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى المملكة تجيء في ظروف دقيقة وحرجة تمر بها الأمتان العربية والاسلامية، بما يحتم على المملكة ومصر أن تتباحثا في مختلف الأمور التي قد يوجد في أعقابها طوق نجاة يخلص العرب والمسلمين من أزماتهم وخلافاتهم الطاحنة.

وأضافت أنه بالإضافة إلى ذلك فإن زيارة السيسي لها أهمية خاصة في ضوء ما سيبحث خلالها من موضوعات ملحة، تشكل في واقع الأمر منطلقا هاما نحو دراسة الأوضاع الحالية المتردية في بعض الأقطار العربية، وإمكانية احتوائها.

وتحت عنوان: مكافحة الإرهاب تتصدر القمة السعودية-المصرية اليوم قالت صحيفة الوطن إنه وطبقا لمصادر دبلوماسية في القاهرة، فإن القمة السعودية-المصرية ستبحث التطورات في اليمن والطرح المصري بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب.

وأضفت أن الزيارة تأتي في إطار مساعي السيسي لإنشاء وتشكيل قوة عربية موحدة تهدف إلى حماية الوطن العربي ومواجهة الإرهاب في ظل الظروف التي تحيط بالمنطقة العربية، كما ستتطرق الزيارة إلى المصالح الحيوية التي تخص البلدين، ومناقشة التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب، فضلا عن الوضع في ليبيا وسوريا والعراق، والمنطقة العربية بأكملها وكيفية مواجهة إرهاب داعش.

وفى صحيفة الرياض، كتب محمد الطميحي تحت عنوان: الواقع المتين للعلاقات السعودية المصرية، يقول إن هناك من يحاول باستمرار استغلال أي فرصة من أجل الإساءة للعلاقة التاريخية التي تربط بين المملكة وجمهورية مصر العربية، وهي محاولات باتت مكشوفة بالنظر إلى الجهات التي تقف وراءها وتروج لها عبر أبواقها الإعلامية.

بعض تلك الشائعات جرى تجاهلها بحكمة، لكنّ بعضها كان مدبرا بدهاء لإحداث أكبر تأثير ممكن، مما تتطلب تدخلا حاسما، وضع حدا للشائعات، وجدد التأكيد على عمق العلاقات المشتركة مع أبرز الدول الشقيقة والصديقة.

ومضى للقول: يخطئ من يعتقد بأن الملك سلمان سيتخلى عن الدور المشرف الذي تقوم به المملكة في مساندة الشعب المصري ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الآن، فمن يعرف مواقف الملك المشرفة يدرك أنه وبشهادة المصريين أنفسهم نصير حقيقي لقضاياهم التي لا تختلف عن موقف أي عربي أصيل.