توجه مساء  الأحد, 16 فبراير الدكتور علي زيدان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة بكلمة الى الشعب الليبي عبر وسائل الاعلام المحلية قال فيها " ان هذه الثورة العظيمة التي كانت نموذجاً بين ومختلف عن الكثير من الثورات في ادائها وفي استحقاقها وفي انطلاقها وفي مبادئها وقد تحققت بها انجازات كثيرة ربما انستنا معاناة الثورة وعثاء سنواتها هذه الانجازات العظيمة يكفي انهاء حكم الفرد المستبد المتسلط وإنهاء مشروع التوريث ان تكون البلاد متاع يورث من الأب للأبن ويكفي انها حققت الحرية للفرد المواطن وللشعب في عمومه فأصبح الجميع أحراراً يتحركون كما شاءوا يتنقلون كما شاءوا دون قيود وتحققت حرية الرأي والتعبير فأصبح المواطن يعبر عن رأيه دون قمع او اكراه وانطلقت حرية الاعلام فانبثقت الجرائد والمجلات والصحف والقنوات الفضائية بالعشرات وربما وصلت للمئات بحرية تامة وربما لهذه الحرية اشكالاتها وسلبياتها ولكن يكفي انها حرية والحرية مسئولية وينبغي ان نتحمل تبعات مسئولية الحرية.
وقال زيدان " ويكفي ان هذه الثورة حققت الدولة رغم ان الدولة تداعت وانهارت استطاع الليبيون ان يحافظوا على ما بقى من مؤسساتها واطلالها وبدأوا يكونون دولة وانطلقوا ويكفي ان هذه الثورة حققت تواصل فريد مع العالم الخارجي فكان المسار الحربي القتالي ضد النظام يوازيه الحراك السياسي الديبلوماسي مع الكثير من الدول فتحركت العديد من الدولة لدعم الثورة وتعضيدها والتضامن معها وصل إلى حد الدخول في الحرب ضد المستبد انتصاراً للمدنيين الذين اختار النظام ان يمحيهم بآلته المدمرة.
واضاف زيدان ان ليبيا بعد ما كانت وجه مكروه في المجتمع الدولي وبدل ان كان الجواز الليبي وثيقة لأثبات الارهاب اصبحت كل بلدان العالم تنفتح ابوابها لليبيين ولعل في انطلاق جرحانا للعديد من العالم ابتدأت من اندونيسيا شرقاً وانتهاء بأمريكا وكندا ليلاقوا العلاج ويلاقوا الترحاب من هذه الدول في وقت كان فيه الجواز الليبي يستحيل ان يتحصل على التأشيرة فهذا الجهد الدبلوماسي وهذا الجهد السياسي الذي حقق علاقات وطيدة مع مختلف بلدان العالم يعتبر انجاز مهم ثم ان حضور عدد كبير من السفارات والبعثات لتساهم مع الليبيين في بناء دولتهم وبناء مؤسساتهم المدنية وبناء مؤسسات المجتمع المدني وتأهيل الكوادر وتطويرها كل هذا يعتبر من انجازات الثورة عندما اقنع الليبيون العالم بأنهم شعب له إرادة وقدرة تستطيع ان تهزم المتجبر والمتسلط وتستطيع ان تنتزع الحرية ولا تقف على هذا الحد بل تسير في خطى واثقة في انتخاب المؤتمر الوطني العام وانتخاب بعد ذلك لجنة الدستور "
واعتبر زيدان " ان عملية الانتخاب في حد ذاته انجاز وعلى مدار 47 سنة لم يعرف الليبيون صندوق الاقتراع والاقتراع السري والوقوف أمام صندوق الاقتراع ليؤكدوا ارادتهم بمن يحكمهم هذا انجاز عظيم ينبغي ان يكبره الليبيون في انفسهم.
واضاف زيدان " على الليبيين ان يفتخروا ويعتزوا بأنهم بنوا الدولة في غياب الدولة ورغم انهيار الدولة وحاولوا الحفاظ عليها وعلى مؤسساتها  وهاهم الآن يحاولون استعادة مكونات الدولة رويداً رويداً ويكفي الليبيين فخرا رغم التحديات الأمنية يقدمون للعالم كل يوم أمثلة على أن الامور قد تحتدم إلى حد تجعل الكثيرين يخشون من تداعي الموقف إلى غير رجعة تم يستعيد الليبيون الأمر إلى سابقه بإرادة واصرار هذا الأمر وهذه الحقيقة التي تتكرر كل اسبوع وشهر تعني ان التحدي القائم هو تحدي حقيقي يواجه الليبيون ولكن يقابل هذا التحدي ارادة مقتدرة تنطلق من ارادة الثورة التي فرضت نفسها في لحظات اليأس هذه الثورة لا تسمح للوطن ولمسار الثورة أن يتداعى لغير رجعة وتتلافاه ليعود لمساره الطبيعي هذا انجاز عظيم وضمانة لكي تستمر ليبيا وتبقى .
واعتبر زيدان انه من  حق الليبيين ان يبتهجوا ويفرحوا اليوم وحق لليبيين ان يقفوا اجلالاً واكباراً لمن ضحوا بأرواحهم من اجل هذا الوطن وحق لليبيين ان يقفوا اكبارا واجلالا لمن فقدوا اجزاء من اجسادهم وجرحوا من اجل هذا الوطن وحق لليبيين ان يقفوا اكباراً واجلالاً لمن تاهوا وضاعوا وفقدوا إلى اليوم ولم يعودوا الينا لأنهم خرجوا في سبيل الوطن وحق لليبيين ان يقفوا أجلالاً لأمهات الشهداء وان يقفوا اكبارا واجلالا لأبناء وبنات الشهداء وان يقفوا اكبارا واجلالا لزوجات الشهداء وان يقفوا اكبارا واجلالا لأحباب واصدقاء الشهداء وكذلك احباب واصدقاء الجرحى والمفقودين هذه التضحيات العظيمة تقتضي مننا همما عظيمة تعيدنا إلى أن نعمل السلم ونعمل الوئام ونحقق الوفاق ونحقق التصالح ونستجمع الحب في مجامع قلوبنا لنجعله واقف يحكم حياتنا وأن الشعوب العظيمة التي تحقق انجازات عظيمة مثل انجازنا اليوم انجاز السابع عشر من فبراير ينبغي ان تجنح وتتجه لإرساء دعائم المحبة والوئام والاخاء من أجل بناء مجتمع وفي لمن ضحوا من اجل هذه الغاية اود ان احييكم مرة اخرى وابارك لكم العيد جميعا واتمنى من الله ان يعيده علينا اعواماً مديدة ونحن ننجز ونحقق ما ارادت هذه الثورة ان تحقق للشعب وللوطن من أجل ان يعمر ويتقدم ويسعد به ابنائه .