يحظى مسلسل "سرايا عابدين"، الذي يعرض على قناة MBC، بمتابعة كبيرة في الجزائر، خاصة وأنه يرصد حركية القصر الحاكم لمصر في فترة حرجة من تاريخها وتاريخ الدولة العثمانية. الحبكة الفنية والتنوع الدرامي والديكور المتقن، وأداء نخبة من الفنانين الذين حشدهم المسلسل، عوامل ساهمت في جلب أنظار المشاهدين في الجزائر للعمل، كما ساعد توقيت عرضه، قبل الافطار، في رفع نسبة مشاهداته.

الكثير من النقاد والمهتمين بالسينما والتلفزيون يعتبرون أن "سرايا عابدين" كان لافتا واستثنائيا على صعيد القدرة في صناعة ديكور حقيقي للسرايا، بالإضافة إلى نقله للمشاهد حقيقية ما كان يدور في السرايا في تلك الحقبة وطبيعة الحكم ومرتكزاته، والظروف السياسية والتدخلات الخارجية التي طبعت تلك الفترة في مصر. ويقول نور الدين لعراجي، مسؤول القسم الثقافي في صحيفة "الشعب" الجزائرية والمهتم بالسينما والتلفزيون، إن "الحلقات الأولى من المسلسل تظهر أن عملية البناء الفني هي إبداع خالص"، لافتاً إلى أن "تنويع أسلوب التشويق" الذي يعتبر ضرورياً في أعمال كبرى مثل هذه.

وأضاف لعراجي أن "حياة السرايا لم تكن حياة بيت بسيط، أو قصر يترامى في مملكة. إنها سرايا الخديوي إسماعيل.. مما يتطلب خبرة فنية كبيرة من حيث الإخراج وتقاسم الأدوار" لنقل واقعها إلى المشاهد. وعلى صعيد الشخصيات الفنية المشاركة، يرى لعراجي أن وجود الفنان قصي الخولي والفنانة يسرى في المسلسل أضاف قدرا كبيرا للعمل الفني، مضيفاً أن "اإبداع هو عملية التجاوز والابتكار وخلق الأجود. والفنانة يسرا وتجربتها الطويلة والفنان قصي الخولي مثلا ثنائي مبدع، جمع بين تجربتين سينمائيتين مختلفتين، وهذا أضفى لمسة الجديدة على العمل". ومن جهته، يؤكد محمد علال، المتابع الفني والصحفي في القسم الثقافي لصحيفة "الخبر"، أن "سرايا عابدين قدم رؤية درامية مميزة. وهو عمل ينقلنا إلى كواليس حياة القصر وأطفاله الذين تحولوا فيما بعد إلى زعماء".

ويشدد علال على أن المسلسل "لم يخرج عن القصة الحقيقة للخديوي، وهو يحمل العديد من المشاهد الإنسانية من علاقة الملكة خوشيار وزوجة الملك جلنار، وهذا الأمر قلما نشهده في الدراما المصرية التاريخية على وجه التحديد". وبحسب علال فإن المخرج عمرو عرفة "وفق في تقديم الدراما الحقيقية بعيدا عن الحسابات السياسية"، لافتا إلى أن "الأخطاء التي أثارت جدلا في الصحافة المصرية فلا اعتقد أنها أثرت كثيرا على المسلسل بشكل عام، حيث لم نسجل خروجا عن القصة الحقيقية، وفي النهاية التاريخ مهمة المؤرخ، لكن الدراما لها الحق في صناعة المشاهد".

 

*نقلا عن العربية نت