وصف المبعوث الأممي الى ليبيا غسان سلامة لقاءه اليوم بالقائد العام للقوات المسلحة الليبية خليفة حفتر بالايجابي مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد موعد للانتخابات.
وعدد سلامة في حوار خاص مع بوابة إفريقيا الإخبارية شروطا يجب توفرها لإجراء الانتخابات وقال انه يعمل على تسريع تجهيز مقر البعثة الاممية في بنغازي لتقوم بعملها في عموم الشرق الليبي. كما عبر عن أمله في افتتاح فرع للبعثة في مدينة سبها .وتنفرد ببوابة افريقيا الاخبارية بهذا الحوار مع المبعوث الأممي خلال زيارته اليوم لبنغازي.
حدثنا بداية عن هذه الزيارة؟
هناك حوار مستمر مع سيادة المشير وهذا الحوار له محطات دورية التقينا مطلع الشهر الماضي التقينا مجددا اليوم وكان حوارا صادقا واعتقد أن نتيجته إيجابية وكالعادة كان التقييم المتبادل للأحداث الاخيرة على الساحة الليبية و على تطور المواقف الدولية لاسيما بعد سلسلة اللقاءات التى قمت بها في ميونخ وقبلها في باريس وروما و اديس ابابا ومن جانبه سيادة المشير اعطاني صورة عن تقييمه للأوضاع والتطورات الاخيرة لاسيما في الجنوب الليبي وتبادلنا الافكار حول هذين الامرين كما اطلعته على اهتمامي الشخصي بافتتاح مقر البعثة في بنغازي وعلى تكثيف عمليات الوكالات التابعة لي في البعثة في الشرق الليبي وكان ممتنا وكان على اطلاع على هذه الاعمال ثم كان هناك نقاش حول ضرورة توحيد المؤسسات الوطنية وعملية وقف العبث الذي اصاب القدرات الليبية ومما يتطلبه من توحيد للمؤسسات ومن تفعيلها ومن حمايتها من اللصوصية ومن حالات الابتزاز.
يرى كثيرون أن الانتخابات حل لما تعانيه البلاد من انقسام سياسي وأن تأجيلها ليس في صالح الحل؟
اعتقد ان الموضوع يطرح احيانا بطريقة خاطئة انا مستعجل للانتخابات اكثر من غيري والتاجيل يكون عندما يكون هناك موعد وتؤجله حقيقة الامر انني لم اعطي موعدا محددا ولا تاريخ محددا ، غيري اعطى مواعيد لكن البعثة لم تعطي تواريخ محددة لكي نقول اننا نؤجلها او نسبقها لماذا لان حصول انتخابات بطريقة غير سليمة يزيد من المشاكل هذا ما تعلمانه في ليبيا سنة 2014 وما تعلمانه في كثير من التجارب الدولية المشابهة يجب ان تؤمن الشروط لكي تكون الانتخابات بداية حل وليس تعقيدا للمشكل القائم ما هي هذه الشروط ، الشرط الاول يتجاوزه كل الليبيين انه الجانب اللوجستي وهو مهم هناك حاجة للتعاقد مع جهات مختصة للالكترونيات ، محتاجة المفوضية ان يكون لها موقع وان تستعيد كامل عافيتها بعد الضربة الهائلة التى اصيبت بها في العملية الارهابية وهذا لم يتم حتى الاسبوع الماضي الانتخابات تتطلب شروطا وهذا الشرط المادي البسيط اخذ ثمانية اشهر لتنفيذه لم يكن بإمكان المفوضية تنظيم الانتخابات من الناحية المادية لقد ساعدنا المفوضية على استيراد كل الاليات التى دمرها الهجوم الارهابي وكنا بحاجة لموقع جديد الان. الموقع تأمن بصورة كافية لمساعدة المفوضية على اعادة تركيب الاليات وإعادة تشغيلها ثم هناك حاجة الى قانون اذا كنت تريد انتخابات نيابية أو انتخابات رئاسية هناك حاجة لقانون. أنا اليوم اتحدث معك وليس هناك قانون لانتخابات رئاسية ولا قانون لانتخابات برلمانية لذلك نحن نريد قانون وإذا كان الليبيون يريدون العودة الى قوانين سابقة مثل قانون 2012 أو قانون 2014 فليقولوا لي ذلك او اذا ارادوا قانونا جديدا فلينتجوه وجزء من سيادتهم الوطنية ان ينتجوا قانون انتخابات نيابية اما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فلم يحصل في تاريخ ليبيا انتخابات رئاسية وهي بحاجة ايضا لقانون وشرط القانون غير متوفر بعد وعندما يصبح هناك قانون لانتخابات برلمانية او قانون لانتخابات رئاسية نحدد موعد للانتخابات. الشرط الثالث وهو في غاية الاهمية يتعلق بالوضع الامني اجمالا اذ هناك ضرورة على مستوى البلاد لابد ان يكون قبولا ولا اقول مثالي او نموذجي فخلال اشتباكات طرابلس في سبتمبر الماضي لم يكن ممكنا اجراء الانتخابات عندما تحصل اشتباكات أو حروب لا يمكن تنظيم انتخابات اذن هناك حاجة الى وضع امنى مقبول انا اعتقد ان الوضع الامني يتحسن بالإجمال لكنه لم يصل بعد الى المستوى الذي يسمح لنا بإجراء الانتخابات اليوم، لكن قد يسمح لنا بعد شهر او شهرين او ثلاثة او اربعة ثم لدينا شرط رابع في غاية الاهمية ايضا وهو ان يقبل الجميع بنتائج الانتخابات قبل اجرائها وان يتم ذلك علنا وان تقبل نتائج الانتخابات حتى لو فاز الخصم و ان لم نقبل بهذا الشرط ايضا فذلك يعني الدخول في مغامرة غير محسوبة و هذه بعض الامثلة ونحن ذكرنا اربعة شروط وهناك شروط اخرى هذه الشروط الاساسية يجب ان تكون مؤمنة وهذا عملنا وهذا ما نعمل عليه اليوم، لذلك الانتخابات ليست موضوعا فقهيا. هي موضوع عملي؛ هناك شروط لوجستية وتشريعية يجب أن تُضمن بالإضافة إلى الشرط الامني الذي يتحسن نسبيا لكنه لم يصل بعد إلى المستوى الذي نريده شرط القبول المسبق بنتائج الانتخابات. أدعو الذين يطالبون بالانتخابات ان يقولوا بصراحة على التلفزيون انهم يقبلون بنتائج الانتخابات حتى لو فاز الخصم وان يتعهدوا بذلك لكي لا يضعوننا في الوضع الذي وضعونا فيه عام 2014، لذلك هذه الشروط يجب تأمينها ومن يؤمنها هي البعثة ونحن نقوم بما لدينا مع كل الاطراف.
دكتور سلامة ثمة شق من عملكم متعلق بالجانب الانساني. حدثنا عن عملكم في هذا الجانب؟
أشكركم على هذا السؤال معظم الليبيين لايعلمون ان جزءا كبيرا من وقتي هو في محاربة اللشمانية وفي عودة النازحين والاهتمام بالهجرة غير الشرعية واعادة المهاجرين إلى بلادهم الأصلية وعدد كبير من الليبيين لايعلمون ان اعادة تأهيل المدارس من عملنا ايضا من خلال اليونسيف وهناك وكالات عديدة انا فخور ولا اخفي ذلك بانني الرجل الذي إعاد البعثة إلى ليبيا بالكامل بعد أربعة سنوات وأنا موجود الآن في ليبيا منذ سنة وعندما أقول في ليبيا يعني في طرابلس وبنغازي وغدا سأزور المقر ببنغاي لتسريع العمل في تجهيزه وامل ان نفتتح قريبا مقرا في سبها وهناك كثير من الليبيين يعتقدون ان عملي الشخصي على المستوى السياسي فقط.
ماهي خطتكم في الجانب الإنساني؟
هناك مناطق منكوبة نريد العمل على تحسينها ولها الافضلية هناك مثلا برنامج الغذاء العالمي ويهتم باللذين هم في عوز شديد هناك منظمة الصحة العالمية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والذي يهتم كثيرا بموضوع المستشفيات ونحن اهتمينا بمركز بنغازي الطبي وهناك مناطق منكوبة بسبب الحروب نعطيها الاولوية ايضا وهناك وكالات لتأمين الهجرة غير الشرعية ومساعدة المهاجرين في العودة الى بلادهم الاصلية وكل ذلك سيتم العمل عليه من طرابلس وبنغازي.