أصبح مؤكداً أن المفاوضات السياسية الليبية في الصخيرات المغربية، على موعد مع جولة خامسة، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة رسمياً، عن نهاية الجولة الرابعة، بتحقيق ما بين 80 و90 في المئة، من الاتفاق النهائي أو من تقارب الطرفين الرئيسيين في الأزمة الليبية. وفي حديث مع قيادي من وفد مجلس النواب الليبي المعترف به دولياً، طلب عدم ذكر اسمه، فإن مستقبل ليبيا السياسي يتم التفاوض حياله في المغرب، وأن الصخيرات مكان سيدخل تاريخ ليبيا الحديث، إذا جرى التوصل إلى اتفاق، معبراً عن وجود أرضية صلبة ساهم المغرب في صناعتها ليتفاوض الطرفان الليبيان.

وعندما سألته "العربية.نت" عن الحوارات الأخرى، التي تنظمها الأمم المتحدة، مثل حوار الجزائر، أعلن السياسي الليبي أن مفاوضات المغرب هي المفاوضات الجوهرية والأساسية، فيما مفاوضات الجزائر أو بروكسيل أو تونس هي مفاوضات إضافية وثانوية، وتساعد الأمم المتحدة على إشراك أكبر قدر من الليبيين في التفاوض على مستقبل ليبيا. وفي حديث مع مسؤول مغربي رفيع المستوى، أكد للعربية.نت، أن "المغرب ملتزم أمام المجتمع الدولي وأمام الأمم المتحدة وأمام الأطراف الليبية كلها بتوفير المناخ الجيد لسير المفاوضات الليبية مع التدخل لتليين المواقف في المفاوضات غير الرسمية وإقناع الأطراف الليبية بالتفكير في مستقبل ليبيا السياسي".

ووفق المسؤول المغربي فإن حوار المغرب بحسب الأمم المتحدة هو حوار بناء مستقبل سياسي ممكن لكل وبكل الليبيين، وأن الأمم المتحدة اتفقت مع الدول الكبرى على المغرب ليكون منصة لهذه المفاوضات. وإلى ذلك، كشف المسؤول المغربي، أن دور المغرب في المفاوضات الليبية هو العمل على مساعدة السياسيين الليبيين على الانتقال من قيادات قبلية أو حزبية أو أكاديميين أو جامعيين؛ إلى رجال دولة قادرين على تسيير ليبيا المستقبل، موضحا أن استضافة المغرب للمفاوضات السياسية أتت بعد طلب من طبرق وطرابلس وبعد مفاوضات سابقة وقبلية مع الدول العظمى والأمم المتحدة. ومن جهته، ذكر مصدر من الأمم المتحدة "للعربية.نت"، أن الحوارات الموازية لليبيين هي آلية عمل تقنية تنهجها لجنة الدعم من أجل إبلاغ كل الفاعلين الليبيين؛ أولا بـ "خطورة الوضع الميداني حاليا في ليبيا، وثانيا لــ"إحاطتهم بتطور المفاوضات السياسية الليبية في المغرب"، وثالثا لمطالبتهم بـ "دعم مفاوضات الصخيرات المغربية"، ورابعا لـ "الاستماع إلى تقييمهم وتعليقاتهم وآرائهم" حيال مفاوضات المغرب.

وفي قصر المؤتمرات في الصخيرات، وتحت سقف قاعة واحدة، جلس في سابقة من نوعها، الطرفان الرئيسيان في الصراع الليبي، وفد عن مجلس النواب المعترف به دوليا، ووفد عن المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، ومتحاورون ليبيون مستقلون، بدعوة من العاهل المغربي محمد السادس، وبتنسيق مع لجنة دعم ليبيا التابعة للأمم المتحدة، وبتنسيق مع سفراء الدول العظمى الذين يحضرون المفاوضات. وهذه الجلسة التاريخية بحسب الأمم المتحدة هي "رمزية جدا" و"الرموز هامة في تاريخ الشعوب"، بتعبير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.