كانت أم تامر أبو الخير الوحيدة من بين أمهات الشهداء الذين ارتقوا في الذكرى السنوية لانطلاق مسيرات العودة، المتيقنة من رحيل ابنها شهيداً، بعدما شاهدت منه رسالة وداع تركها لها ابنها تامر عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قبل ساعات من رحيله، يحدد فيها المطلوب من والدته بعد إعلان استشهاده.
فأمام باب غرفة العمليات في مستشفى الشفاء، جلس أقارب تامر وعائلته ينتظرون خبراً يسرهم بعودته للحياة بعد إعلان خطورة إصابته من الأطباء، إلا والدته كانت تنتظر خروج الطبيب من غرفة العمليات ليعلن استشهاده، وهذا ما حصل بالفعل.
هي لحظات صعبة بالفعل على الجميع، حتى على والدته، ولكنها كرامات يمنحها الله لأمهات الشهداء للصبر على فراق أحبتهم وأبنائهم.
رسالة صغيرة تركها الشهيد تامر أبو الخير لوالدته عبر الفيسبوك قبل ساعات من استشهاده، كانت كفيلة بأن تتهيأ والدته لاستقباله شهيداً، في يوم الأرض، ليروي ثرى فلسطين بدمه.
«أنا بكرة رايح أستشهد، حطيلي أنشودة وداعاً أيها البطل» هكذا ودع تامر والدته، وأوصاها بتنفيذ طلبه بكل جدية، بعد إحساسه بقرب رحيله شهيداً في مسيرات العودة التي انطلقت في نهاية شهر مارس الماضي في ذكرى سنوية المسيرات.
وكان له ما طلب، وحمله أصدقاؤه شهيداً على أكتافهم بعد إصابته برصاص الاحتلال شرق مدينة غزة خلال المواجهات التي دارت في مسيرة العودة، ونقلوه من مستشفى الشفاء إلى بيته في مخيم الشاطئ غرب المدينة.
«عريس الجنة» كانت هذه أول كلمة قالتها والدة تامر أمام باب غرفة العمليات بعدما زف الأطباء نبأ استشهاده لها، فيما عم الحزن والبكاء أرجاء المستشفى على رحيله من أقاربه وأصدقائه.
دموع الوجع كانت حاضرة في اللحظة الأخيرة لتامر في منزله خلال تشييعه جثمانه، وسط حضور أقاربه، لتكسر والدته وجعها وألمها قائلة: «قدمت واحداً من ستة أبناء فداء للوطن وفلسطين، فقد نال ما تمنى، وهذا قضاء الله وقدره».
ووصفت والدته ابنها الشهيد بالحنون جداً، ولا يرفض لها طلباً، وكان سريع التلبية لندائها، والذي يترك كل أموره الخاصة لتلبية ندائها.
ورثته بكلمات مؤثرة قائلة: «أحلى عريس يما، أحلى عريس يا حبيبي، فزت يا حبيبي بالشهادة، فزت ورب الكعبة، إلى جنات النعيم».