حازت مسرحية شاردة انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين نص واخراج فرحات دبش على جاءزة أفضل  عمل متكامل  و جائزة احسن ممثلة لهاجر سعيد في مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي بفاس في دورتها التاسعة من 10 الى 15 اكتوبر 2014.

وكان مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين قد قدم اول عرض للجمهور خارج مدنين في مدينة فاس المغربية.

“شاردة " حكاية الواقع وأنشودة ملحونة تنشد دورة من دورات التاريخ الذي نعيش ، واقع عائلة تونسية جنوبيّة النشأة والمنشأ، أفراد شخصيات أفكار و ثقافات اجتماعية مختلفة ، هي اختزال و استبطان لحال واقع البلد والبلاد ، حالة شاردة بين صوت ولواء و راية واحدة و بين التحلل و التصدّع و المفارقات والاختلاف. ظواهر وطباعا اجتماعية تطفو وتبرز وتكتسح جزءا ومساحة كبيرة من هذا الواقع، أشكال وألوان مختلفة للصراع والتنازع والاستقواء بغية السيطرة والتملّك والعظمة، صور لما نعيش اليوم من حكايات وروايات وتصوّرات لحل مجتمع أنهكه الشرود.

" شاردة " الشخصية المحورية أصغر أفراد هذه العائلة و أقلهم تجربة معاشة، ولدت لتكتشف مصيرها في يد بقية إخوتها كل يحاول تقرير هذا المصير وفق مصالحه و أرائه دون أن يكون لهذه الشخصية الفكرة ادني فكرة عن ذلك .

" شاردة" الشخصية الفكرة بكل ما تحمله من كلام جميل ومعنى نبيل، وكغيرها من الكائنات هل ستتأثر بالمتغيرات والعوامل المحيطة من سياسة و اقتصاد و اجتماعي ثقافة و هل لها أن تعيش كغيرها من الكائنات فترات ازدهار و انتشاء و مراحل فتور و ضعف و تنتعش وتخفت بانتعاش و خفوت محيطها الثقافي و السياسي و الاقتصادي ، ماذا فعلنا نحن بمخزوننا وتجذرنا و لهجتنا ؟ و ما هي حدود مسؤولية المثقف عموما للحفاظ أو للإصلاح أو للتجاوز .

هل من دورنا أن نترك " شاردة " كالدابة المهملة ترعى حيثما ما اتّفق أم من واجبنا تعهّدها بالصقل و الدربة على التمرّس حتّى يتسنّى لها أن تصمد و تقرر مصير حياتها.