أجواء شهر رمضان في مصر تظهر في مختلف شوارع البلاد لكن شارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة له مذاق خاص وروحانيات تتجلى في الشهر الفضيل.

يعد شارع المعز من أكثر الأماكن المناسبة للسياحة الدينية في مصر حيث أنه من أقدم الشوارع التاريخية في القاهرة، وهو أقدم شارع ذي طراز معماري إسلامي في العالم، ويعتبره الأثريون أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم وتم إدراجه على قائمة موقع التراث العالمي في عام 1979.

ويمتد الشارع - بين بابين من أسوار القاهرة القديمة - من باب الفتوح شمالاً حتى باب زويلة جنوباً، مروراً بعدة حارات وشوارع تاريخية عريقة من أشهرها شارع أمير الجيوش، والدرب الأصفر، وحارة برجوان، وخان الخليلي، والغورية وأطلقت على الشارع العديد من التسميات منها الشارع الأعظم، قصبة القاهرة، قصبة القاهرة الكبرى وأخيراً أطلق عليه اسم المعز لدين الله في عام 1937 تكريماً لمنشئ القاهرة

ومع دخول شهر رمضان يظهر الشارع في أبهى حلته بعدما يتزين بالفوانيس والورق اللامع والإنارات والأضواء التي تخف أنظار المارة في الشارع المزدحم طوال العام وخاصة في رمضان، حيث يستمتع زوار الشارع بالسهرات الرمضانية والإنشاد الديني ويتناولون السحور في المقاهي والمطاعم المنتشرة في المكان كما يمكنهم اقتناء بعض الهدايا الذكرية والتقاط الصور المعبرة عن عراقة المكان ويمكنهم أيضا ارتداء الملابس التراثية والشعبية المصرية وأخذ صور تذكارية بها.

ويضم الشارع مجموعة من أروع آثار مدينة القاهرة يصل عددها إلى29 أثراً تعكس إنطباعاً كاملاً عن مصر الإسلامية فى الفترة من القرن العاشر حتى القرن التاسع عشر الميلادي، والتي تبدأ من العصر الفاطمي (297- 567هـ/ 969- 1171م) حتى عصر أسرة محمد علي (1220- 1372هـ/ 1805- 1953م)، وتتنوع الأثار الموجودة مابين مباني دينية وسكنية وتجارية ودفاعية، كما تصطف الأسواق ومحلات الحرف اليدوية التقليدية على طول الشارع التاريخي.