يشكل الشباب نسبة مهمة في المجتمع التونسي و يعتبر الركيزة الأولى بالبلاد و هو الذي قام بالثورة التونسية و ناضل من أجلها و من أجل تحقيق مطالبها. إلا أنه و بعد الإعلان عن نسب المشاركة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، فوجئ الجميع بالنسب الضئيلة التي حققها الشباب في نسب المشاركة.
و في الإطار ذاته ، بدى إقبال هذه الشريحة العمرية في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية ضئيلا جدا نظرا لعدة أسباب: أولا ، لأن الثقافة الانتخابية في تونس ليست مكرسة بعد باعتبار أنه و للمرة الاولى في تونس ننتخب بكل حرية و شفافية.
ثانيا، لأسباب أخرى قد تكون عدم الاقتناع بالبرامج الانتخابية للمرشحين و التي تكاد تغيب الشباب في برامجها الانتخابية ، و هو ما أثار غضب بعض الشباب الذين اعتبروا وجودهم في الأحزاب مجرد استثمار و اعتبروه وجود صوري و كرتونيا ليس إلا.
و ما لوحظ أيضا أن نسبة الاقتراع في المناطق الساحلية بالبلاد التونسية و العاصمة تكاد تكون بنسب تفوق بكثير الإقبال على الانتخابات في المناطق الداخلية، و يفسر ذلك أساسا بالوضعية المأساوية التي تعاني منها هذه المناطق ( شمال غرب البلاد ووسطها ) على غرار محافظة القصرين ، سيدي بوزيد، القيروان و سليانة ، و التي كانت الشرارة الأولى للثورة التونسية على غرار الفقر و التهميش و البطالة.
و نكاد نقول أن عزوف الشباب سيتواصل في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ، إلى حين يتم أخذ مطالب الشباب بعير الاعتبار على غرار الشغل و المبادئ التي قامت عليها الثورة.
و في إطار متصل ، فسر علماء الاجتماع هذه الظاهرة بأنه خيبة أمل و يأس و عدم ثقة في النخبة السياسية إضافة إلى الإقصاء السياسي الذي كرسه السياسيون و يظهر ذلك جليا من خلال المناصب القيادية في الدولة و التي هيمن عليها الكهول.
و من هنا نحذر من أن حدوث أي انتكاسة لدى مشاركة الشباب في الانتخابات من شأنها أن تعيد البلاد إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الثورة.