خلال أشغال الأسبوع الدولي للبترول في العاصمة البريطانية لندن ، ذكرت شركة "كوزكوس إنرجي" البريطانية أنها ستقوم بحفر أول بئر نفط لها على سواحل المغرب، منتصف شهر مارس المقبل، حسب العقد الذي يربطها مع المكتب الوطني المغربي للهيدروكاربونات والمعادن.
وكشفت الشركة، أن عملية حفر البئر ستتبعها عمليات حفر لآبار بترول أخرى، وأن البئر الأولى توجد في "فم أساكا"، ويتوقع أن تحتوي على 500 مليون برميل من البترول.
وكان المغرب قد أعلن عن شروعه المغرب في التنقيب عن النفط في السواحل المقابلة لجزر الكناري، وهو ما تحفظت عليه حكومة الأرخبيل الإسباني التي طالبت مدريد بمراقبة عمليات التنقيب ومدى ملائمتها للاتفاقيات الدولية.
ومنح المغرب رخص التنقيب عن النفط لعدد من الشركات الدولية للتنقيب عن النفط والغاز في سواحله قبالة جزر الكناري.
وخلال السنوات الأخيرة، اندلع خلاف بين المغرب واسبانيا حول التنقيب عن النفط في المياه الفاصلة بين سواحله وجزر الكناري، خلاف سيادي لأن الحدود البحرية لم يتم ترسيمها رسميا
وكانت جزر الكناري قد لجأت الى القضاء الإسباني ضد حكومة مدريد لمواجهة قرارها بالترخيص لشركة ريبسول بالتنقيب عن النفط في المنطقة البحرية الفاصلة بين جزر الكناري والصحراء . وتؤكد حكومة جزر الكناري أن نفطها الحقيقي هو السياحة لهذا ترفض التنقيب عن النفط الذي قد يلوث البحر ويهدد السياحة التي تعتبر المصدر الرئيسي للدخل في هذا الأرخبيل.
وفي حالة ما إذا أكدت التنقيبات العثور على النفط في هذه المنطقة البحرية، فستكتسب أهمية كبيرة للغاية لأنها ستكون مصدر طاقة رئيسي لدول الاتحاد الأوروبي.
وكان المكتب الوطني المغربي للهيدروكاربورات والمعادن قد كشف أن 31 شركة نفطية دولية، بينها شركات كبرى وأخرى مستقلة، تشتغل حاليا في مناطق مختلفة من المغرب، في البر والبحر.
كما أكد المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي أن المناطق الأكثر تقدما من حيث الاستكشاف ستعرف حفر آبار استكشافية في أواخر سنة 2013 وخلال سنة 2014، فيما يواصل المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، في إطار مخططه ووفقا لاستراتيجيته الشاملة، تعزيز وتقوية دينامية التنقيب عن النفط، من خلال جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الدوليين وتكثيف أعمال البحث أكثر بالمغرب.
ويقول مختصون أنه بعيدا عن الاكتشافات أو التقديرات التي تعلن عنها شركات التنقيب عن النفط في المغرب، فإن هذا البلد هو بلد نفطي منذ آلاف السنين، إذ يؤكد المكتب الوطني للهيدروكاربورات أن المغرب يزخر باحتياطات هامة من الغاز الصخري، أي الصخر الزيتي، تقدر بـ50 مليار برميل، وتجعله يحتل الرتبة السادسة عالميا.
وترى أمينة بنخضرا مديرة المكتب، أن طبيعة الصخر الزيتي وتعقد عملية إبراز قيمته تحول دون وصول المغرب إلى مرحلة الاستغلال الصناعي٬ مسجلة أن المكتب اعتمد منذ سنة 2005 استراتيجية لتطوير الصخر الزيتي تتمحور بالخصوص حول الشراكة مع الشركات النفطية والشركات المنفذة.
وذكرت أنه ما بين 2006 و2007 قامت شركة «شيل» بمحاولات غير أنها لم تنضج على المستوى الصناعي، مشيرة إلى أن ثلاث شركات تعتزم حاليا القيام بمحاولات رائدة لاختبار النتائج المحصل عليها٬ في الوقت الذي يجري فيه المكتب مفاوضات مع شريكين حول تمحضيت لمنحهما مساحات حيث سيجريان بعض التجارب.
وبخصوص الغاز الزيتي٬ أضافت المسؤولة أن المغرب لازال في بداية المسلسل٬ موضحة أنه تم التوقيع على اتفاقيات مع ثلاث شركات تتوفر على رخص استكشاف، كما سجلت أن بعض الشركاء سيقومون٬ في هذه المرحلة من الاستغلال٬ بعمليات حفر وسيكون بمقدورهم عبر تحاليل الطبقات الأولى (300 متر) الحصول على معلومات ملموسة.