كثيرا ما نسمع عن ألقاب الأشخاص نسبت لهم أو نسبوها لأنفسهم حتى تعكس ميزة فيهم أو تصرفات اعتادوا على القيام بها، وقد يكون ذلك لمجرد المزاح والضحك، ولكن الأمر يختلف مع تلاميذ المتوسطات والثانويات بالعاصمة، الذين يطلقون على أنفسهم ألقابا من أجل بث الخوف والرعب في نفوس زملائهم وأساتذتهم وجميع المشرفين على تلك المؤسسات التربوية.

 انتشرت مؤخرا عبر المؤسسات التربوية ظاهرة غريبة عن مجتمعنا بات أبطالها يزرعون الرعب والخوف في أوساط زملائهم، حيث أطلق هؤلاء على أنفسهم أسماء توحي بقوتهم وسيطرتهم على الأوضاع في تلك المؤسسة، ولتسليط الضوء أكثر على الظاهرة جمعت »صوت الأحرار« بعض الألقاب لطلاب يتمدرسون بالعاصمة، انطلاقا من شكوى بعض الأساتذة منذ الأيام الأولى للدخول المدرسي، وهو ما يدل على حجم خطورة الظاهرة، كما كان لنا دردشة مع أصدقاء وزملاء هؤلاء الطلاب.
»زكايا  كولوار« بمتوسطة القطار» شيكاغو« بمتوسطة الصومام بباب الزوار و» السفاح« بثانوية أحمد طاطا بالحراش، هي ألقاب اشتهر بها تلاميذ المتوسطات والثانويات التي زرناها حيث لا يتعدى سن هؤلاء المشاغبين الـ 18سنة أرادوا فرض سيطرتهم على المؤسسة التي يزاولون فيها دراستهم، ضاربين نظامها الداخلي عرض الحائط، من خلال هذه الألقاب التي تعكس كل منها على شخصية كل واحد منهم.
فبمتوسطة القطار، يزاول التلميذ محمد أو كما يلقب»زكايا كولوار« دراسته والذي لا يتجاوز سنه الـ 17سنة، ويعود سبب تلقيبه بهذا اللقب إلى تنقله في رواق المتوسطة أثناء ساعات الدراسة، ودون استشارة المدرسين، ومن جهتها قالت أستاذة الفيزياء بذات المتوسطة أنها تعرضت من مضايقات من طرف ذات التلميذ الذي كان يتجول بين الأقسام محدثا ضجيجا، ما جعلها تخرج من القسم لاستطلاع الأمر، إلا أنها استغربت لردة فعل محمد، عندما قال لها بالحرف الواحد »لماذا تنظرين إلي فأنا »زكايا كولوار« والذي لا يعرفني فليسأل عني«، هذا ما أثار غضبها وجعلها تشكوه إلى المدير.
ومن جهته قال أحد العاملين بالمؤسسة أنهم لا يستطيعون منع محمد من التجول في وسط الأقسام فلو حاولوا منعه لتصرف بطريقة لا أخلاقية وأسمعهم بوابل من السب والشتم أمام مرأى ومسمع التلاميذ.
أما» شيكاغو« التلميذ الذي يحدث دائما أعمال الشغب داخل متوسطة الصومام بباب الزوار فزملاؤه يعاملونه معاملة خاصة خوفا من بطشه الدائم فسلوكياته تثير الهلع وسط التلاميذ أما طريقة كلامه مع الأساتذة والمسؤولين بالمؤسسة تبعث الرعب والخوف في نفوسهم وتقول أستاذة بذات المتوسطة بأن »شيكاغو» شيكور« في المؤسسة لا أحد يتجرأ على التحدث معه أو حتى توبيخه«.
وحول نفس الموضوع أرجعت أستاذة اللغة العربية بذات المؤسسة العدوانية التي يتميز بها شيكاغو إلى الحصانة التي يتمتع بها في المؤسسة، حيث يعتبر من الخطوط الحمراء التي لا، مضيفة أن إحجام أطراف كثيرة عن دورها التربوي ساهم في فتح المجال أمام هؤلاء التلاميذ، مشيرة إلى أن انتشار ظاهرة الإنحراف في أوساط الشباب لها دور كبير في تفاقم هذه الظاهرة، خاصة وأنهم في مرحلة عمرية حرجة التي يمر بها التلاميذ تلعب أيضا دورا كبيرا في هذه السلوكيات العدوانية وبالتالي لابد من إيجاد الحلول لها وذلك من خلال غرس الانضباط الذكي الممارس ذاتيا.
أما السفاح الذي يدرس بثانوية أحمد طاطا بالحراش اختار لنفسه هذا اللقب بهدف فرض قانونه في المؤسسة، وقالت إحدى التلميذات بذات الثانوية أن حميد يتمتع بشخصية قوية ويحب السيطرة على كل شيء كما أنه لا يترك المجال لأحد من أجل مناقشته فهو الأمر والناهي في نفس الوقت وكثيرا ما نلقبه بالشرير نحن الفتيات تضيف محدثتنا.
ومن جهتها استهلت أستاذة الانجليزية بالمؤسسة بعبارات»لا أخلاق، لا تربية، شيء مؤسف نصطدم بسلوكيات دنيئة على طول مدة التدريس ذهب الحياء ولم يبق شيء«، حيث أكدت أن الأستاذ أصبح لا قيمة له في ظل فرعنة التلاميذ وتصرفاتهم، لذا فهي ترى أن المؤسسة بحاجة لمزيد من التفعيل والتشديد والمتابعة.

 

صحيفة صوت الاحرار