خلص الملتقى الوطني الجزائري حول دور التصوف والزوايا في الاستقرار الاجتماعي بالبلاد إلى ضرورة الحذر واليقظة وعدم الاستجابة لمحاولات زرع الفتن في كامل التراب الجزائري. وجاء الملتقى الذي شارك فيه عدد كبير من شيوخ الزوايا والتصوف بالجزائر ومشاركة أساتذة جامعيين أيضا تزامنا والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف و بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها محافظة "غرداية" قبل أسابيع. واعتبر المتدخلون أن الزوايا وعملها نابعة من عمق المجتمع وخادمة له وبالمناسبة تعهد الحضور بأن يكون الموعد الانتخابي القادم فضاء لأن يكون دور هذه الهيئات الدينية وفق كلمة الشعب الجزائري.

وتميزت فعاليات الملتقى الذي جرى بمحافظة غيلزان (غرب الجزائر) خلال يومين واشرف عليه وزير الأوقاف الجزائري بتقديم محاضرات حول التصوف ودور الزوايا في المجتمع ماضيا وحاضرا ومستقبلا من خلال محاربة الاستعمار الفرنسي. كما تناولت محاضرات أخرى تطور الفكر الصوفي عبر التاريخ الإسلامي وأسهبت تدخلات أساتذة آخرين في سرد السيرة الذاتية لرجال الطرق الصوفية الجزائرية ودورهم. فحين لم يلقى المحور الثاني للملتقى وهو "التصوف في المغرب العربي" الإسهاب المفصل نظير تركيز الحضور على المحور الأول أكثر والذي جاء تحت عنوان "التصوف والزوايا امن روحي ووطني" في إشارة واضحة الى تركيز الجانب الرسمي الذي يرعى الحدث على المستجدات الأمنية الأخيرة بغرداية  

وتعد الزوايا في الجزائر مراكز دينية هامة لقيت الدعم الكبير من طرف الدولة خاصة في عهد الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" مقابل مشاركتها الضمنية في الحياة السياسية على اعتبار أنها من الهيئات التي تساهم في خلق التعبئة الجماهيرية في الاستحقاقات السياسية والانتخابية على وجه الخصوص رغم أنها مؤسسات مستقلة في التسيير وتعمل تحت وصاية وزارة الأوقاف الجزائرية. وبات أهميتها واضحة في الحياة السياسية من خلال ولوج بعض كبار المسؤولين في هرم السلطة الجزائرية لظفر بمباركة هذه الزوايا قبل الدخول في المعتركات الانتخابية مهما كانت. و رغم ذلك مازالت الماهية الدينية لعمل الزوايا بالجزائر يشوبه كثير من اللغط  بين من يصنفه عملها في درجة التلقين الديني وتعاليمه وتحفيظ القران للشباب والناشئة وامتداد مفعولها خارج الحدود الجزائري باتجاه افريقيا جنوبا خاصة على غرار الزاوية "التيجانية" .