تقف الأعمدة الرخامية صامدة مقابل زرقة البحر الأبيض المتوسط العميق. هناك شيء مؤثر في أنقاض صبراتة، أطلال المنتديات والمعابد، بقايا المسارح والحمامات الحرارية التي تشهد على المجد الماضي، لروما القديمة التي أشرقت في أزمنة موغلة على هذا الساحل من طرابلس.

يمكن للعين أن تنتشي دون توقف، رغم حزمة من المطاط تقطعت بها السبل فجنحت على الرمل. المستطيل المطاطي الكبير أصبح بعد أن فقد هواءه، مثل كعكة ذابلة.

ندرك أخيرا أن المد الليبي لفظ على شاطئ صبراتة زورقا مطاطيا انتهت صلاحيته. لكن ، هل غرق في البحر؟ أم أنه تُرك هناك حطاما بعد أن ناء بأحماله الثقيلة جدا؟

ليس هناك شيء أكثر طبيعيا في ليبيا اليوم من العثور على زوارق على رمال صبراتة. فالمدينة الساحلية أصبحت نقطة الانطلاق الرئيسية لأوروبا.

إيطاليا، تهوس مئات بل الآلاف من المهاجرين الذين يركبون القوارب القابلة للنفخ كل أسبوع باتجاه جزيرة لامبيدوسا، على بعد 300 كيلومتر فقط.

هذا الطريق ، في وسط البحر الأبيض المتوسط ، حلت محل طريق آخر كبير من شرق البحر الأبيض المتوسط - عبر تركيا، ثم اليونان - والذي تراجع منذ الاتفاق الموقع في مارس 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة.

في صبراتة، يتم إلقاء الزوارق على موجات بالقرب من مواقع أثرية مثل تلليل أو الوادي.

فالمياه ضحلة بعض الشيء، كما أن سفينة الصيد لن تغامر هناك دون التعرض للضرر، ولكن منذ أن عوضت الزوارق السفن الكبيرة في الصيد في غمرة السباق المجنون لخفض التكاليف، باتت التفاصيل ثانوية.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والمقالات والتقارير المترجمة