نتابع في موقع بوابة أفريقيا الإخبارية، بعرض سلسلة من المقالات القصيرة، الغنية والمفيدة، تتصدى لظاهرة تفشي الأخطاء اللغوية، وهي أخطاء كثيرة ومتكررة، تكاد تطرد يومياً فيما يسمع ويقرأ، والكل يعلم خطورة الكلمة ووقعها في النفوس، ودورها في تقويم اللسان أو إفساده ، فكان والحالة هذه، أن تسلم حتى يسلم اللسان، وأن تساهم البوابة، في توعية لغوية ـ إن صح التعبير ـ حتى تنسجم لغة الإعلام مع جهود المدرسة، إذ الكل يعلم أنّ المدرسة لم تعد وحدها مصدر المعرفة، وأنّ وسائل أخرى كثيرة مما يعرف بمصادر المعرفة قد زاحمتها، بل استأثرت بمكانتها... وما هذه السلسلة من المقالات التي سننشرها اتباعاً، إلا محاولة متواضعة، ومجرد تنبيه إلى الأخطار المحدقة بلغتنا.

من أخطاء التسمية الشائعة في المحيط الطبي استخدام كلمة "نزيف" بمعنى انسكاب الدم خارج أوعيته. والصحيح في التعبير عند هذه الحالة المرضية هو كلمة "نزف". أما "النزيف" فإنما تشير الى المريض المصاب بالنزف، قياساً على فعيل. بمعنى مفعول، "قتيل" و"جريح" و"صريع" وأمثالها.وجاء في المعجم: نزَف دمَه نزفاً فهو منزوف ونزيف: استخرجه. ونزف فلان دمه ينزفه نزفاً إذا استخرجه بحجامة أو فصد. والمنزوف والنزيف أيضاً السكران إذا ذهب عقله. وأنزف الرجل إذا فنيت خمره أو ذهب عقله. 

اللسع واللدغ: ومن أراد التعبير عما يصيب الإنسان من أذى الحيوان والهوام والحشرات فليلتزم:


 
ـ اللسع: لكل ذي إبرة كالعقرب والزنبور.


ـ اللدغ: للهوام والحشرات التي تستعمل أجزاء فمها للعض كالقمل والنمل.


 
ـ العض: للحيوان والسمك.


 
ـ النقر: للطير.


ـ النهش: للزواحف.


 
ـ النكز: للحية.


 
الغصص والشرق: من أراد الدقة في التعبير عما يصيب الإنسان في حلقه عند البلع فليقل: غصَّ الرجل يَغص غصصاً بالطعام. والغُصَّة ما اعترض في الحلق من الطعام. وشَرِق الرجل يشرق شرقاً بالماء. والشرق بالماء كالغصص بالطعام. وشَجى الرجل يشجَى شجاباً بالعظم إذا نشب العظم في حلقه. وجَرضَ الرجل يجرض جريضاً بريقه إذا ابتلع ريقه على الجهد عند الحزن والهم. فأنت تقول: غصَّ بالطعام، وشرق بالماء، وشجيَ بالعظم وجرض بالريق.