نتابع في موقع "بوابة أفريقيا الإخبارية"، بعرض سلسلة من المقالات القصيرة، الغنية والمفيدة، تتصدى لظاهرة تفشي الأخطاء اللغوية، وهي أخطاء كثيرة ومتكررة، تكاد تطرد يومياً فيما يسمع ويقرأ، والكل يعلم خطورة الكلمة ووقعها في النفوس، ودورها في تقويم اللسان أو إفساده، فكان والحالة هذه، أن تسلم حتى يسلم اللسان، وأن تساهم البوابة، في توعية لغوية ـ إن صح التعبير ـ حتى تنسجم لغة الإعلام مع جهود المدرسة، إذ الكل يعلم أنّ المدرسة لم تعد وحدها مصدر المعرفة، وأنّ وسائل أخرى كثيرة مما يعرف بمصادر المعرفة قد زاحمتها، بل استأثرت بمكانتها... وما هذه السلسلة من المقالات التي سننشرها اتباعاً، إلا محاولة متواضعة، ومجرد تنبيه إلى الأخطار المحدقة بلغتنا.

اليوم نعرض سلسلة من الأخطاء اللغوية الشائعة التي يكثر استخدامها... وانتقينا اليوم هذه الأخطاء التي ورد بعضها في مواقع التواصل الاجتماعي، ونأمل أن تكون الفائدة في التنبيه إليها:
 
 

ـ يقولون: يقيم بين ظهرانِيهم (بكسر النون) والصواب: ظهرانَيْهم (بفتح النون)، أي: بينهم وفي وسطهم.
 - 
ويقال أيضاً: فوّضت فلاناً بالأمر، والصواب: فوّضتُ الأمرَ إلى فلان. أي: جعلت له التصرف فيه.

ويخطئ بعضهم حين يقول: عندنا رجال ثِقاةٌ، فيأتون بكلمة (ثقاة) مجموعة جمع تكسير، مثل: قضاة ورعاة، والصواب: ثِقات؛ لأن مفردها (ثقة) لا (ثاق).

ذهبوا معاً لا ذهبوا سَوِيّة، إذ يقال: ذهبوا إلى النادي سَويّة. والصواب: ذهبوا معاً، لأن (السَويّة) هي مؤنث (السَويّ)، فنقول: هما على سويّة في هذا الأمر، أي: مستويان، وقسمت الشيء بينهما بالسوية، أي: بإنصاف.

-ويقولون: شرب الكأس دَفعة (بفتح الدال) واحدة. والصواب: دُفعة (بضم الدال)، أي: بمرّة. وجمع الدفعة: دُفع ودُفَعات ودفْعات ودُفُعات.

-انقاد لا انصاع ..ويقال: انصاع فلان لرأي أبيه. والصواب: انقاد لرأي أبيه، أو: أطاع أباه وعمل برأيه، لأن من معاني الفعل (انصاع): انفتل راجعاً مسرعاً، وتفرّق، وانصاع القوم: مرّوا سراعاً.
 -
وبعضهم يقول: سرُّك مصانٌ عندي. والصواب: سرُّك مصونٌ عندي؛ لأن المعاجم ليس فيها الفعل (أصان).
 
ـ لم أنسى حديثك الرومانسي. والصحيح: لم أنسَ حديثك الرومانسي، لأن (لم) حرف جزم، وحين تدخل على الفعل المضارع تحذف حرف العلة من آخره. 

ـ أقام دعوتين على خصمه. والصواب: (دعويين)، لأن القاعدة في تثنية الاسم المقصور الذي ألفه رابعة أن تبدل هذه الألف ياء لا تاء.

ـ حدث في الأربعينات من القرن الماضي. والصواب: في الأربعينيات من هذا القرن، لأن (أربعينات) لها معنى آخر، وهو عدة وحدات كل منها يتكون من أربعين عنصرا.

ـ تحسّنت الصناعة عن ذي قبل. وزيادة (ذي) قبل الكلمة (قبل) خطأ، لأنه لا معنى له، ولأن العرب لم تستعمل هذا التركيب، ولم تجئ كلمة (قبل) في لغتها مسبوقة بـ (ذي).

ـ يبحث فلان عن واسطة للحصول على وظيفة. والصواب: يبحث عن وَساطَة، لأنّ "الواسطة" كما في المعاجم جوهر القلادة الذي في وسطها، أما "الوَساطة" فهي التوسّط بين الناس من أجل تحقيق منفعة بين اثنين من أجل صُلح ونحو ذلك.

ـ وقع في مَأْزَق (بفتح الزاي). والصواب: وقع في مَأْزِق (بكسر الزاي) أي في موقف حَرِج، لذا فاسم المكان "مَأْزِق" على وزن "مَفْعِل". وهذا هو القياس الذي نَصّت عليه المعاجم اللغوية كالمعجم الوسيط، وغيره.

ـ أصبح لها صدى واسعاً في البلاد. والصواب: أصبح لها صدى واسع ... لأن كلمة (واسع) صفة لـ (صدى) و(صدى) إسم (أصبح) مرفوع بالضمة المقدرة، ولهذا تكون (واسع) مرفوعة بضمة وليست منصوبة .