نتابع في موقع بوابة أفريقيا الإخبارية، بعرض سلسلة من المقالات القصيرة، الغنية والمفيدة، تتصدى لظاهرة تفشي الأخطاء اللغوية، وهي أخطاء كثيرة ومتكررة، تكاد تطرد يومياً فيما يسمع ويقرأ، والكل يعلم خطورة الكلمة ووقعها في النفوس، ودورها في تقويم اللسان أو إفساده ، فكان والحالة هذه، أن تسلم حتى يسلم اللسان، وأن تساهم البوابة، في توعية لغوية ـ إن صح التعبير ـ حتى تنسجم لغة الإعلام مع جهود المدرسة، إذ الكل يعلم أنّ المدرسة لم تعد وحدها مصدر المعرفة، وأنّ وسائل أخرى كثيرة مما يعرف بمصادر المعرفة قد زاحمتها، بل استأثرت بمكانتها... وما هذه السلسلة من المقالات التي ننشرها اتباعاً، إلا محاولة متواضعة، ومجرد تنبيه إلى الأخطار المحدقة بلغتنا.


أخطاء شائعة في الإعلام: هناك العديد من الأخطاء التي تشيع على نطاق اللغة العربية بعامة و الإعلامية بخاصة، وتتداولها وسائل الإعلام على اعتقاد أنها صحيحة، لكن الواقع أن هناك ما يكون منها خاطئا، ومنها ما يكون له معنى أدق.والمشكلة الأساسية لا تكمن في الخطأ نفسه بل بالتعود عليه والاستمرار به. وهناك العديد من الأخطاء الشائعة، نورد لكم بضعة أمثلة منها:


ـ (إنّ هكذا أشياء)، والصحيح: إنّ أشياء كهذه، لأن (هكذا) = (ها) التنبيه + كاف التشبيه + (ذا) اسم الإشارة، لذلك يجب القول: إن مثل هذه الأشياء، أو: إن أشياء كهذه.


 
ـ (اعتبرتُ فلاناً صديقاً)، والصحيح: عددتُ فلاناً صديقاً، فاللغة العربية لا تستخدم (اعتبر) بهذا المعنى، لأنه يعني اتخذه عبرةً.


 
ـ (انطلقت باخرة "شريليون" وعلى متنها 1700 راکباً)، والصحيح: 1700 راكبٍ، لأن العدد (مائة، ألف، ومضاعفاتها) يكون معدودها مفرداً مجروراً.


 
ـ (حفرت الهزائم المتلاحقة أخاديداً عميقة في أعماقنا)، والصحيح: حفرت... أخاديد، لأنها على صيغة منتهى الجموع، وهي كل جمع تكسير ثالثه ألف زائدة بعدها حرفان أو ثلاثة أوسطها ياء ساكنة، مثل: (مساجد - ستائر - مدارس - معالم - عصافيْر - تماثيْل – مفاتيْح).


 
ـ (لِما سافرت؟)، والصحيح: لِمَ سافرت؟! لأن (ما) الاستفهامية إذا جرت بحرف جرٍ أو وقعت مجرورة بالإضافة، فإن ألفها تحذف قياساً، فتصبح (لِمَ ؟)، و مثلها: (عمَّ تبحث؟ وفيمَ تفكر؟ وعلامَ تستدل؟ و إلامَ تهدف ؟).


 
ـ (كانوا يلعبون في المنتزهات)، والصحيح: المتنزّهات، لأن فعلها (تنزَّه) وليس (انتزه)، وإسم المكان منه، (متنزَّه).


 
ـ (ومن المُلفت للنظر)، والصحيح: ومن اللافت للنظر. لأن فعله (لفت)، لا (ألفت)، إذ لا يوجد في العربية فعل هو (ألفت)، وإسم الفاعل من الثلاثي عادة على وزن (فاعل) فنقول: لافت.


 
ـ هل يمكن للغصن إلا أن يكون أعوجاً؟! والصحيح: أعوجَ... لأنها على وزن (أفعل) وممنوعة من الصرف.


 
ـ اعتبار من تفوّق بالثانوية هم فقط الأذكياء، فيه تجني وشيئاً من الطبقية الفكرية. والصحيح: فيه تجنٍ وشيءٌ من الطبقية الفكرية. فالاسم المنقوص تحذف ياؤه حين يكون نكرة في حالتي الرفع والجر، وتثبت في حالة النصب (لا تجنيَ على الكاتب) وقد أثبتت هنا لأنها اسم ( لا) النافية للجنس، منصوب. وفي المثال الأول: (فيه تجنٍ وشيءٌ) يُعرب مبتدأ مرفوع، وشيء: إسم معطوف على (تجن) فهو مرفوع مثله.


 
ـ هل سمع حلفائنا أن ... ؟! والصحيح: هل سمع حلفاؤنا... لأنها فاعل، لذلك تكتب الهمزة على واو، وليس على نبْرة (بتسكينِ الباء، لا بكسرِها


 
ـ قصد الصحفي إحدى مراكز خدمات الهاتف الجوال. والصحيح: أحد مراكز، لأن مفرد (مراكز): مركز، وهو مذكّر.


يتبع...