في الوقت الذي تتصاعد فيه الاصوات الدولية بضرورة وقف اطلاق النار والعودة الى طاولة الحوار من بوابة المبادرة المصرية الجديدة التي حضيت بدعم محلي ودولي واسع،تواصل حكومة الوفاق بتحريض من جماعة "الاخوان" ودعم من النظام التركي تعنتها واستمرار استهدافها لمدينة سرت في مشهد قد يؤدي لاجهاض مبادرة السلام الجديدة وييكتب فصلا جديدا من الصراع في البلاد.
إلى ذلك،أكد المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، أن قوات الجيش الليبي تمكنت من صد محاولات قوات الوفاق -المدعومة بالمرتزقة والأتراك- للهجوم على مدينة سرت.وقال المسماري، في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية"، اليوم الأحد، "إن تركيا تواصل إرسال السلاح والمرتزقة إلى مصراته بإشراف عناصر من الاستخبارات التركية، وجميع مبادرات وقف إطلاق النار التي قمنا بإعلانها استغلتها تركيا والميليشيات لنقل السلاح والمرتزقة"، بحسب تعبيره.
https://twitter.com/afrigatenewsly/status/1269696259260063744
يأتي ذلك فيما زعمت وكالة "الأناضول" التركية الذراع الاعلامي لنظام أردوغان،أن سلاح جو الوفاق يوجه ضربات في محيط قاعدة القرضابية بسرت،لكن مصادر خاصة أكدت ل"بوابة افريقيا الإخبارية"، بأن أنباء قصف قاعدة القرضابية، ومجمع قاعات واغادوغو في مدينة سرت، من قبل الطيران التركي المسير غير صحيحة.
وشنت القوات الموالية لحكومة الوفاق بدعم من آلاف المرتزقة والارهابيين الموالين لتركيا هجوما على مدينة سرت يوم أمس السبت، أسفر عن سقوط مايقارب الـ 50 قتيل بين صفوفهم إضافة إلى أسر عدد كبير من قوات الوفاق بينهم مرتزقة سوريين، ناهيك عن تدمير عدد كبير من الآليات والعربات العسكرية.
وقالت شعبة الإعلام الحربي،"إن القوات المُسلحة العربية الليبية أفشلت محاولة مجموعات الحشد الميليشياوي المدعوم من تركيا والمرتزقة السوريين والأتراك؛ للهجوم على مدينة سرت المُجاهدة".وأكدت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن القوات المسلحة "تقوم بالهجوم ومطاردة فلول (الميليشيات) بعدما ردتهم على أعقابهم خاسئين متكبدين خسائر كبيرةً في العتاد والأرواح".وأشارت إلى أن "المعارك انتقلت في هذا الأثناء إلى ما بعد الحدود الإدارية لمدينة سرت بتغطية جوية من قبل السلاح الجوي".
وتأتي هذه الهجمات مع تصاعد أصوات قيادات اخوانية وتلك المحسوبة على مدينة مصراتة للتحريض عى اقتحام مدينة سرت أسوة بما فعلته المليشيات والمرتزقة بمدينة ترهونة.حيث قال وزير داخلية الوفاق المفوض فتحي باشاغا،أن قوات الوفاق ستستعيد مدينة سرت مؤكدا "أننا لن نسمح بأن تكون سرت تحت أي سلطة باستثناء السلطة الشرعية لحكومة الوفاق" على حد زعمه.
وياتي تصريح باشاغا في استمرار لسلسلة تغريدات له،توعد فيها بالسيطرة على مدينة سرت بعد فشل دخولها من قبل مليشيات حكومة الوفاق ، خلال هجومها بالأمس، زاعما:"ستكون في حضن الوطن وتحت مظلة الشرعية، ولن نفرط في دماء الرجال من 2011، مروراً بالبنيان والبركان وسرت ستعود دون قيود بعزيمة الرجال بتوفيق الله".
وتندرج تغريدات باشاغا في اطار هجوم شنته قيادات مصراتة وجماعة "الاخوان" على نائب رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق الليبية،أحمد معيتيق،حول ما قيل أنه اتصال قام به معيتيق، بما تسمى "غرفة عمليات تحرير سرت والجفرة" التابعة للوفاق، طلب فيه ضرورة وقف الهجوم على مدينة سرت".
https://twitter.com/afrigatenewsly/status/1269615634503081986
وقال عبدالمالك المدني المتحدث باسم "عمليات بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، إن اتصالًا وصل لغرفة عمليات تحرير سرت والجفرة من "شخصية مسؤولة في الدولة" وأبلغهم بعدم مهاجمة سرت.وأوضح المدني في منشور له على "فيسبوك"، أن "شخصًا معتوهًا ذا صفة رفيعة في الدولة، اتصل بغرفة عمليات تحرير سرت والجفرة وأبلغهم برسالة من الروس مفادها عدم مهاجمة سرت لأنها "خط أحمر" لهم، وأن عليهم الانسحاب إلى بويرات الحسون".
وأشار المدني إلى أنه تواصل مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وأن الأخير "أكد على استمرار حربنا باتجاه مدينة سرت من أجل تحريرها، وطلب من غرفة عمليات تحرير سرت والجفرة الاستمرار بحربهم مع تقديم كل الإمكانيات والدفاعات الجوية لهم".وشدد السراج -بحسب المدني- على أن "مسألة تقدم القوات ترجع للغرفة والقادة الميدانيين فقط ولا أحد له دخل بذلك".
بدوره، كتب الرئيس السابق لما يسمى "المجلس الاستشاري الأعلى للدولة" في ليبيا عبدالرحمن السويحلي،المحسوب على مدينة مصراتة، عبر صفحته على فيسبوك:"إلى أسود البنيان والبركان.. لا تلتفتوا للدعوات المشبوهة من شخص أو حزب انتهازي يسعى لمناصب رخيصة على حساب دمائكم الغالية".على حد زعمه.
وهاجم أشرف الشح المستشار السياسي السابق في "المجلس الأعلى للدولة"، أحمد معيتيق، قائلًا عبر حسابه على "تويتر"، إن "إكمال سيطرة الدولة على أراضيها لا تراجع فيه مهما حاول بعض المراهقين و الانتهازيين مثل معيتيق التشويش"، على حد قوله.فيما أعلن المعاقب دوليًا "صلاح بادي" آمر مايسمى بـ"لواء الصمود" من مدينة مصراتة أن العمليات العسكرية ضد سرت والجفرة مستمرة، معتبرًا أنه لن يعتد بما جاء به معيتيق.
وكان الجيش الوطني الليبي سيطر على مدينة سرت في يناير الماضي،في عملية عسكرية سريعة استمرت لمدة 3 ساعات فقط.وقال حينها المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري،أن عملية تحرير سرت اعتمدت على عنصري السرية والمفاجأة موضحا أن المدينة أصبحت بؤرة للإرهابيين للهجوم على الموانئ النفطية لذلك كان لابد من تحريرها.
https://twitter.com/afrigatenewsly/status/1269718239749312513
وتعتبر سرت ذات أهمية كبرى بسبب موقع المدينة الاستراتيجي،حيث تقع بين طبرق شرقا وطرابلس غربا، وتعتبر مفتاح السيطرة على ليبيا بكاملها، لكونها نقطة التقاء كافة ربوع المناطق اللبيبة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وقربها من موانئ وآبار النفط الرئيسية الثلاثة البريقة ورأس لانوف والسدرة، فضلا عن أنها تقع في إحدى المناطق الغنية بالنفط بين حقول سرت ومرادة وزلة.
ويأتي اصرار حكومة الوفاق على مهاجمة سرت استقواءا بالدعم التركي الكبير الذي تحضى به بعد أن باتت أنقرة المدير الفعلي للعمليات العسكرية مستخدمة أحدث تكنولوجيات "الناتو" العسكرية ومعولة على آلاف من المرتزقة والارهابيين المدربين تدريبا عاليا.وقد نجح الخليط الخطير من المقاتلين في اجتياح مدنالساحل الغربي وصولا الى مدينة ترهونة.
ومارست المليشيات ومرتزقة أردوغان جرائم كبيرة،حيث انتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر ما تبدو أنها أعمال نهب للمحال، وإضرام نار في منازل عائلات على صلة بقوات الجيش الوطني وداعميها المحليين.قالت الأمم المتحدة، الأحد، إنها "تنظر في تقارير عن نهب وتدمير ممتلكات في بلدتين خارج العاصمة الليبية طرابلس"، سيطرت عليها ميليشيات موالية لحكومة الوفاق خلال الأيام الماضية".
https://www.facebook.com/newsafrigate/videos/283955019649487/
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان إن "أكثر من 16 ألف شخص شردوا في الأيام القليلة الماضية في ترهونة وجنوبي طرابلس".وقال البيان دون إلقاء اللوم على أي جهة:"التقارير عن اكتشاف عدد من الجثث في المستشفى في ترهونة مزعجة للغاية".وأضاف البيان:"كما تلقينا عدة تقارير عن نهب وتدمير ممتلكات عامة وخاصة في ترهونة والأصابعة والتي تبدو في بعض الحالات أفعال عقاب وانتقام تهدد بتآكل النسيج الاجتماعي الليبي".
والأصابعة هي بلدة أخرى إلى الجنوب من طرابلس اقتحمتها الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني بدعم من المرتزقة والارهابيين،وشهدت المدينة انتهاكات جسيمة على غرار ما حدث في مدن صبراتة وصرمان التي شهدت تنفيذ المليشيات التابعة لحكومة الوفاق إعدامات جماعية وفردية في شوارعها.وقوبلت هذه الانتهاكات والجرائم حينها بغضب وتنديد كبيرين في الأوساط الليبية والدولية.
وتؤكد هذه الأحداث أن مدينة سرت ستشهد في حال اقتحامها من طرف المليشيات والارهابيين الموالين لتركيا عمليات انتقامية وجرائم كبيرة مثل المدن التي سبقتها.ويشير مراقبون الى أن اصرار حكومة الوفاق على المضي قدما في الهجوم على المدينة من شأنه أن يجهض الفرصة الأخيرة التي قدمتها المبادرة المصرية للعودة الى طاولة الحوار.
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،السبت، مبادرة سياسية لإنهاء الصراع المحتدم في ليبيا، تمحورت حول ضرورة إنهاء القتال بداية من يوم 08 يونيو الجاري، وقطع الطريق على المقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى تفكيك الميليشيات، وتسليم أسلحتهم، وانخراط جميع الأطراف في جهود تشكيل مجلس رئاسي جديد يمثل الأقاليم الليبية الثلاثة وبشروط يتفق عليها الجميع.
وحضيت المبادرة بدعم دولي واسع حيث سارعت الدول الأوروبية والعربية للترحيب بها والاعلان عن دعمها فيما سارعت قطر وتركيا لانتقادها في موقف يكشف سوء النية الذي تحمله هذه الدول تجاه ليبيا حيث تسعى لاستمرار مسلسل الاقتتال الذي سيسمح لأنقرة بمزيد التوغل في ليبيا لهثا وراء ثرواتها النفطية فيما تسعى قطر لدعم حلفائها في تنظيم "الاخوان" لخدمة أجنداتها المشبوهة التي تستهدف الدول العربية.