تحدثت مصادر سياسية في الخرطوم عن تحركات واتصالات مكثفة يجريها الاتحاد الأوروبي مع الحكومة السودانية، بشأن مقترح لعقد ورشة عمل بمدينة “هايدنبرغ” بألمانيا للإسهام في تنقية أجواء الحوار الوطني وتعزيزها.

وأكدت المصادر على موافقة مبدئية من الحكومة في ظل ضغط هائل من المجتمع الدولي لحمل حكومة البشير لاتخاذ خطوات جادة تجاه الحل السلمي للأزمة السودانية عقب لقاء ضم ممثلين للاتحاد الأوروبي بالخرطوم ومساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور.

ويتزامن ذلك مع إجراء ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية، وممثلون للأمم المتحدة وسفير “الإيغاد”، زيارة خاطفة للعاصمة السودانية الخرطوم، اطلع خلالها على خارطة طريق الحوار الوطني التي تم التوصل إليها مؤخرا بين الحكومة والأحزاب التي قبلت الحوار مع الحكومة قبل توجهه إلى جوبا في زيارة مماثلة.

وطالبت الأحزاب المشاركة في الحوار الاتحاد الأفريقي أن يلعب دورا في إقناع الحركات المسلحة والقوى السياسية الرافضة للحوار، وأبلغت أمبيكي برؤيتها فيما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إلى جانب الرقابة على الصحف وحرية الصحافة.

وقاطع تحالف أحزاب المعارضة السودانية، مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس البشير فور إعلانها في يناير الماضي، واشترط التحالف حكما انتقاليا ووقف الحروب وإلغاء القوانين المقيدة للحريات للمشاركة في الحوار.

إلى جانب ذلك، بحث أمبيكي، مع مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم غندور الملفات العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان، وما وصل إليه تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين على خلفية الاتهامات الأخيرة من وزير الدفاع الجنوبي للخرطوم بدعمها لزعيم المتمردين رياك مشار.

وأكد غندور في تصريحات صحفية أن مباحثاته مع أمبيكي شملت كذلك الجولة القادمة للمفاوضات مع الحركة الشعبية – شمال، دون تحديد تاريخ قاطع لجولة مباحثات جديدة إلا انه تلقى تأكيدا من أمبيكي بأن المشاورات جارية مع الأطراف لتحديد موعد لبداية الحوار، حسبما ذكرت العرب.