أيمن شعبان مدرس سابق، غادر منزله في ليبيا خوفا على سلامته الشخصية. وهو يعيش حاليا في منزل البروفسور كريس نوريس، الأستاذ بجامعة كارديف. الرجلان رويا لبي بي سي تجربتهما والصداقة التي جمعت بينهما.

التقى السيد شعبان والبروفسور نوريس من خلال ShareDYDD، وهي شبكة تتكون من سكان كارديف الذين يتقاسمون منازلهم مع طالبي اللجوء المهددين بأن يصبحوا بلا مأوى لهم لأنهم لا يستطيعون العمل بشكل قانوني أو المطالبة باستحقاقات في المملكة المتحدة.

البروفسور نوريس ، وهو أستاذ الفلسفة في جامعة كارديف، أخبر المنظمة بأن منزله في Trethomas، في مقاطعة كيرفيلي ، يتوفر على مساحة شاسعة.

وكان السيد شعبان (البالغ من العمر 39 عاما) يعيش قبل ذلك في إقامة توفرها شركة خاصة تتعاقد معها وزارة الداخلية لإيواء طالبي اللجوء مؤقتا.

ويقول شعبان إنه أسعد كثيرا حيث هو الآن، وأن ذلك حل يوصي به كلاهما.

ويقول البروفيسور نوريس: "حميتي تحسنت بشكل كبير .. لا مزيد من وجبات طعام الميكروويف ... تخصص أيمن هو الطاجين".

في المقابل، حبب البروفسور نوريس لصديقه الليبي ركوب الدراجات. وتلك مهارة كان على السيد شعبان أن يتعلمها من جديد.

"في ليبيا، فقط الأطفال يركبون الدراجات.. البنزين رخيص، ولتر واحد يكلف فقط 15 بنسا"، يبرر شعبان.

وقد يفسر ركوب الدراجات جزئيا السبب الذي جعل السيد شعبان معروفا جيدا في منطقة Trethomas.

وعلى الرغم من أنه عاش هناك لمدة ست سنوات فقط، فإن البروفسور نوريس يصر على أن أيمن يعرف الناس في البلدة أكثر مما يفعل.

 ويتابع قائلا: "ليس هناك الكثير من الحياة الاجتماعية في Trethomas - إذ لا مكان للاجتماع بشكل دوري، ولكن عندما نذهب للنزهة إلى النهر، الجميع يقول :"مرحبا أيمن" ".

وقد انضم السيد شعبان أيضا إلى جوقة البروفات التي ينتمي إليها البروفسور نوريس ، وهو عضو في حملة Cochion Caerdydd.

وبالنسبة للسيد شعبان فإن هذه الهواية تلهيه عن مخاوفه، لأن في بعض الأحيان ، كما يقول: "التفكير ليس جيدا، بينما الغناء يريح."

العيش في منزل نوريس "ساعد أيضا السيد شعبان على تحسين لغته الإنجليزية التي كان يدرسها في كارديف بكلية فالي.

إنه يحب القراءة ومؤخرا استمتع بكتاب عن الفلسفة العربية أعطاه إياه البروفيسور نوريس.

"تجربة ثرية"

وردا على سؤال حول النصائح التي يمكنهما أن يعطياها لأي شخص يفكر في تقاسم الفضاء الذين يعيش فيه بهذه الطريقة، أبدى كلاهما حماسة إيجابية.

وقال البروفيسور نوريس: "إن التعود ليس مرهقا، والكثير من الناس لديهم ما يكفيهم من الغرف .. إنها تجربة ثرية."

ولا غرابة ربما في أنه لم يتخل عن مهنته وهو يقدم الإجابة، إذ أضاف بمنظور فلسفي: "الضيافة هي أساس الأخلاق لأنه يعني أنك منفتح ومرحب بالآخرين، مؤمن بالقيم الأخرى، وبنظامنا للمعتقدات"

ويتابع السيد شعبان بتعبير لا لبس فيه: "عندما التقي مع كريس أكون سعيدا طيلة اليوم."

وليس واضحا كم من الوقت سيبقى شعبان في Trethomas، بما أن البروفسور نوريس يخطط للانتقال إلى منزل آخر .. ولكن رفض طلبه للجوء للمرة الثانية ، يدفع السيد شعبان إلى التركيز حاليا على الخطوات التي عليه اتخاذها بعد هذا الرفض.

ولا يفوته التعبير بحسرة عن شعوره حاليا بأنه كما لوكان بلا مستقبل وبلا حياة .. ومع ذلك يقول: "أنا في حاجة لحياتي."