صرح الدكتور محمود الشربيني أستاذ العناية المركزة والخبير في حالات الطب الحرجة، وأحد أبناء مصر المغتربين في المملكة المتحدة، أن أحدث الأبحاث الطبية توصلت إلى علاج فعال لحالات تلوث وتسمم الدم الناتج عن العدوى البكتيرية القاتلة، والتي تصيب حوالي 30 مليون شخص كل عام حول العالم، يموت نصفهم تقريبا، وتتطلب هذه الحالات العلاج بالعناية المركزة.
وقال الشربيني - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن الأطباء قبل التوصل لهذا العلاج غالبا ما كانوا يفشلون في إنقاذ حياة المرضى نظرا لتوحش بكتيريا "الستاف اوريوس" و" الاشريشيا "، وهما من أهم أسباب تلوث وتسمم الدم، والذي يطلق عليه طبيا (sepsis)، مشيرا إلى أن هذه البكتيريا القاتلة تتسبب في الالتهابات الرئوية، وعدوى الكليتين والجهاز البولي، وأغشية القلب، وغالبا ما تقاوم كل المضادات الحيوية القوية والمتاحة الآن.
وتابع: إن السلطات الطبية في انجلترا وايرلندا وأمريكا أعلنت عن نجاح استخدام هذا العقار في التجارب المعملية، مما يفتح باب الأمل لإنقاذ ملايين البشر الذين يتعرضون لمرض تلوث وتسمم الدم كل عام، موضحا أن العقار المستخدم كان يستخدم من قبل في علاج أورام المخ والاعصاب، إلى أن تم اكتشاف فاعليته كعلاج لحالات تلوث الدم، مما يعد نقطة تحول تمثل انتصارا لجهود الأطباء على توحش الميكروبات والبكتيريا القاتلة.
وأوضح أستاذ العناية المركزة أن الطريقة التي يعمل بها هذا الدواء، تتلخص في أنه يلتصق بخلايا النسيج الداخلي المبطن للجدار الداخلي للشرايين المعروف علميا باسم "الاندوثيليوم"، مانعا خروج البكتريا وسمومها إلى أجهزة الجسم الحيوية ، وبالتالي عدم تحفيز وتهييج جهاز المناعة في الجسم ، والذي يعبر عن غضبه بحدوث جلطات والتهابات مميتة، وفشل في وظائف الرئتين والقلب والكبد والكلى، وبهذه الطريقة فإن استخدام هذا الدواء الجديد لا ينتج عنه تعود الميكروبات عليه أو مقاومته مع كثرة الاستخدام مع مرور الوقت.
على صعيد اخر، حذر الشربيني من الاستخدام العشوائي لأدوية تخفيض ضغط الدم المرتفع بسرعة بالمنزل أو اقسام الطوارئ بالمستشفيات، ومنها الكبسولات المستخدمة لهذا الغرض تحت اللسان أو بالبلع، مشيرا إلى إن أحدث الأبحاث حذرت من استخدام جرعة أكبر من 60 ميللي جرام من هذا الدواء، حيث يمكن أن تتسبب في توقف القلب والوفاة فورا.