قدرت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة العالمية المنظمة حجم تجارة تهريب المهاجرين في ليبيا بما يتجاوز 300 مليون دولار سنويًا، فيما قالت وكالة «رويترز» في تحقيق أجرته إن حالة الانفلات الأمني في ليبيا سهّلت عمل مهربي البشر لنقل الآلاف سنويًا.
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في النيجر جوسيب لوبريت: «ليبيا باب مفتوح... في عام 2015 نقدر أن 100 ألف مهاجر سيعبرون عن طريق النيجر، أي تقريبًا ضعفي عدد من هاجروا العام الماضي».
ويصل المهاجرون من مختلف أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط إلى ليبيا لينطلقوا إلى أوروبا، ووفقًا لأحدث الأرقام التي صدرت عن المنظمة فإن ما يقدر بنحو 38 ألف مهاجر عبروا إلى إيطاليا من يناير وحتى منتصف مايو، وتأتي الأعداد الأكبر من إريتريا والصومال ونيجيريا تليها جامبيا وسورية والسنغال ومالي.
وتتوقع المنظمة زيادة كبيرة في أعداد من يلقون حتفهم من المهاجرين غير الشرعيين بعد أن دق حادث غرق 800 شخص الشهر الماضي جرس الإنذار، وسبّب قلقًا شديدًا في أوروبا، ففي العام الماضي عبر أكثر من 170 ألف مهاجر البحر المتوسط إلى إيطاليا وغرق أكثر من ثلاثة آلاف.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة عدد المهاجرين الذين يلقون حتفهم من الجوع والعطش في الصحراء الأفريقية يماثل على أقل تقدير عدد من غرق منهم في البحر المتوسط خلال موجة هائلة لتهريب البشر من ليبيا إلى أوروبا هذا العام.
وقال لوبريت إن النيجر لا يمكنها فعل الكثير لوقف تدفق المهاجرين بسبب تدفق أغلب المهاجرين من دول أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) مثل نيجيريا ومالي وجامبيا والسنغال، وهو ما يسمح بحرية الحركة بين الدول الأعضاء وعددها 15.
وأشارت «رويترز» إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يعانون ظروفًا غير آدمية تحت أيدي مهربي البشر الذين قد يطالبون أهالي المهاجرين بفدية لإطلاقهم أو يتركونهم في الصحراء بمجرد نفاد أموالهم.
وقالت سنغالية تدعى أداما دياو (30 عامًا) في مركز للمهاجرين تابع للمنظمة الدولية للهجرة في نيامي عاصمة النيجر: «يحبسون الناس في أقفاص... ثلاثة أو أربعة أشخاص لأيام إلى أن تصبح لا تدري إن كانوا قد ماتوا، إذا ماتوا يحرقون الجثث».
وقال جوسيب لوبريت رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في النيجر إن المهربين في بعض الأحيان يحبسون المهاجرين ويجبرون عائلاتهم على سداد مبالغ مالية للإفراج عنهم، واضطر مهاجرون لدفع أموال ليس للمهربين وحسب بل دفعوا رشا لمسؤولين أمنيين على طول الطريق.
ومدينة أجاديز في النيجر واحدة من نقاط العبور الرئيسة للمهاجرين في الصحراء الذين يغادرون دول غرب أفريقيا الفقيرة متجهين إلى شمال أفريقيا ثم أوروبا.
وقال لوبريت: «حين تنفد أموالهم يتركون الناس يموتون في الصحراء بقدر ما يموتون في البحر، في الحقيقة سأندهش لو لم يكن عددهم أكبر ممن يلقون حتفهم في البحر المتوسط».
وأنقذت بعثة للمنظمة الدولية للهجرة أخيرًا 85 مهاجرًا قالوا إن مهربين تركوهم في الصحراء بعد أن نفد مالهم وفق لوبريت، ووعدت النيجر باتخاذ إجراءات صارمة بعد أن مات 92 مهاجرًا من الجوع والعطش في الصحراء في أكتوبر 2013 عندما تركهم مهربون كانوا يصطحبونهم إلى الجزائر.
وقال لوبريت: «المهربون يقولون لهم إن المسافة من ليبيا إلى الساحل الإيطالي لا تتجاوز 15 كيلومترًا لكنها تصل إلى 300 كلم »، وأضاف أن الشبان الذين ينتظرون في أجاديز وغيرها من البلدات الصحراوية معرضون لخطر أن تجندهم جماعات إسلامية متشددة في الصحراء الأفريقية».
وتطلق المنظمة الدولية للهجرة برامج بتمويل من الاتحاد الأوروبي لتوعية المهاجرين بمخاطر الرحلة والصعوبات المحيطة بالحياة في أوروبا بالاستعانة ببرامج إذاعية واستضافة مهاجرين سابقين للحديث معهم.