قبل أكثر من سبعة  عقود صنع المستعمر الفرنسي "عبارة روصو"لتسهيل تنقلاته بين ضفتي نهر السنغال لبسط سيطرته علي مجموعة من البدو الرحل تجوب صحراء وطن لم تتحدد معالمه آنذاك  هم سكان  موريتانيا الحالية .

ورغم ارتباط هذه العبارة في أذهان الموريتانيين بالمستعمر الفرنسي ردحا من الزمن  الا انها بعد الاستقلال تحولت من  ايقونة للظلم الي جسر للتواصل الاقتصادي والثقافي بين موريتانيا والسنغال.

نشاط اقتصادي

توفر "عبارة روصو "وهي الجسر المائي  الوحيد بين موريتانيا والسنغال الكثير من فرص العمل غير الدائمة تقارب الـ 500 فرصة عمل في القطاع غير المصنف وحده، فضلا عن ذالك تؤمن العبارة 100وظيفة دائمة، وتملك طاقما فنيا مكونا من 10 فنيين في مجالات الميكانيكا، واللحامة.

ويشرف على العبارة، طاقم  موريتاني مكون من 4 أشخاص ومتدربين اثنين، يؤمنون السير المنتظم لأربعة رحلات تشكل البرنامج اليومي لعمل عبارتي "روصو.. و اترارزه"، بالإضافة إلى الرحلات الاستثنائية بالنسبة للوفود والمرضى، والتي تتم في العادة بعد الساعة السادسة مساء موعد الإغلاق الرسمي للحدود، والتي تتطلب ترخيصا رسميا من والي المدينة .وعلي متن الرحلات اليومية للعبارة تنشط التجارة البينية بين البلدين حيث يعمل التجار الموريتانيون  علي بيع تجارتهم في الجانب الاخر من الضفة من مواشي وملابس وأجهزة في حين يحرصون علي اقتناء البضائع المتوفرة في السنغال لبيعها في الاسواق الموريتانية وهي نفس العملية التي يقوم بها  التجار السنغاليون  بشكل يومي في تناغم وانسجام يعكس متانة العلاقات الموريتانية بجارتها الجنوبية السنغال.

جسر ثقافي

لايقتصر دور "عبارة روصو"  بين موريتانيا والسنغال علي النشاط الاقتصادي فقط ,فبحكم موقعها الجغرافي على ضفة النهر السنغال تعتبر مدينة "روصو" نقطة عبور مهمة وجسرا أساسيا للتواصل بين موريتانيا وجارتها السنغال, ذلك التواصل شكل نسيجا اجتماعيا وثقافيا قويا ربط بين الضفتين منذ أمد ليس بالقصير,فلمريدي الطريقة التجانية في السنغال اتباع في موريتانيا يقدرون بالآلاف وهم  يحرصون بشكل شهري علي زيارة مشايخهم في مدينة "كولخ"السنغالية وكل تلك الرحلات تتم  علي متن عبارة"روصو" هذا فضلا عن علاقة مصاهرة  منذ القدم ربطت بين زنوج موريتانيا وزنوج السنغال بين الضفتين.

.ويري الكثيرون انه وبغض النظر عن تداخل الجغرافيا بالتاريخ  بين البلدين الا ان  الدين الاسلامي  شكل عنصرا هاما وأساسيا في دعم وتقوية التقارب الثقافي بين الشعبين الموريتاني والسنغالي.