أكد الفنان الليبي عبدالباسط أبوقندة أن غزارة الإنتاج الفني هذا العام والاهتمام بجودته أمر إيجابي ويبعث على السرور لكن لا يمكن اعتباره صحوة فنية لأن الصحوة الفنية لابد أن تكون من أجهزة الدولة المعنية بالفن والثقافة مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الحكومة أصبحت تعي أهمية دور الفن ويمكن القول أننا نشهد بداية جيدة لتحقيق النهضة والصحوة الفنية.
إلى نص الحوار:
أعمال رمضانة كثيفة هذا العام.. كيف تقيمها.. ما أوجه القوة والضعف فيها؟
سعدنا هذا العام بكثافة الإنتاج الرمضاني في عدة قنوات ولا أستطيع تقييم كل الأعمال لأنه لم ينتهي عرضها بعد لكن في المجمل فإن ارتفاع معدل الإنتاج والاهتمام بجودته أمر مفرح فمن الجميل أن يتجه الموهوبين لتقديم أعمال فنية للمواطنين ويتمكن المواطنون من نسيان آلامهم والحروب والأهوال التي مرت على ليبيا وأتمنى أن يتواصل الإنتاج الغزير سواء في الثقافة أو الرياضة أيضا.
إلى أي مدى يمكن القول إن ليبيا تشهد صحوة فنية؟
لا يمكن القول إن ليبيا تشهد صحوة فنية لأن الصحوة يفترض أن تأتي من أجهزة الدولة المعنية بالثقافة والفن لكن النهضة أتت من القنوات الخاصة التي شجعت الإنتاج الفني ومؤخرا بدأت حكومة الوحدة الوطنية عبر قناة ليبيا الوطنية في الاهتمام بالأعمال الفنية وهذا شئ يبشر بأن الحكومة أصبحت تعي دور الثقافة والفن والدراما والإعلام ويمكن القول أن هذه بداية جيدة للنهضة والصحوة الفنية من قبل الحكومة.
حدثنا عن مشاركتكم في مسلسل السرايا ودود الفعل عليه؟
مشاركتي في مسلسل السرايا جاءت بترشيح من المخرج المتميز أسامة رزق الذي أعطاني دور شخصية أنانية ومتسلطة ومحبة للسلطة ونرجسية وأعتقد أن آداء هذه الشخصية أمر غير سهل كما أن قصة المسلسل تقوم على الصراع على السلطة ثم يتطور الأمر ليصل للشقاق بين الأخوة في أحداث رسمها المؤلف سراج هويدي بسيناريو جميل منظم وبه تصاعد درامي رائع وكل ألاحداث تدور حول صراع حسن بك وهو ولي العهد الذي قمت بدوره وأخوته أحمد القرملي ويوسف والتي تنتهي بالنهاية التاريخية الأليمة لحسن القرملي عندما خانه أخوه يوسف وقتله أمام أمه في عمل رائع أخرجه أسامه رزق بشكل احترافي إبداعي.
وبالتأكيد فإن هذا العمل هو إسقاط لما يدور من أحداث في ليبيا تتمثل في الصراع على السلطة منذ 2011 فما يحدث في ليبيا هو صراع بين الأخوة أدى للقتل بتحريض خارجي.
وبالنسبة لردود الفعل فإنها إيجابية جدا من المشاهدين الذين نتابع تعليقاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما أن المسلسل كان الترند في ليبيا لعدة أيام وهذا دليل على نجاحه.
ما أفضل الأعمال الرمضانية التي تابعتها ولماذا؟
أنا لم أتابع أعمال درامية في رمضان هذا العام لأن مسلسل السرايا يعرض خلال مائدة الإفطار وأغلب الأعمال الأخرى الضخمة تعرض في نفس الوقت لذلك لم تتاح لي الفرصة لمشاهدة أعمال وتقييمها باستثناء عمل واحد كانت أسرتي تتابعه "شن الحكاية" وهو عبارة عن مسلسل كوميدي خفيف لاقى قبولا جماهيريا.
قلتم في تصريحات سابقة إن الفن والرياضة هما سفراء الدول.. هل ترى أن الفن الليبي نجح في التعبير عن الشعب والأوضاع في البلاد؟
الفن والرياضة سفراء لأي دولة في العالم ويعبرون عن ثقافات الشعوب وحضارتهم وواقعهم وعاداتهم وتقاليدهم فهذا كله يبرز من خلال الفن والرواية والقصة والمسلسل والفيلم لكن للأسف الفن الليبي لم يقدم واقعنا بالشكل الذي نتمناه إلا أن بعض الجهود الفردية بدأت تتجه نحو الاهتمام بالدراما لكن بشكل فردي وإذا تم تكثيف الجهود سيكون لنا تواجد في الساحة العربية.
تحدثتم في السابق عن انحدار الفن في ليبيا سواء دراما أو أفلام أو مسرح.. فلماذا؟
الرقابة الثقافية مهمة وهي تتعلق بالمجتمع وعاداته وتقاليده خاصة وأننا مجتمع عربي محافظ يجب أن يكون لدينا معايير معينة نقدم من خلالها أعمالنا خاصة وأن البعض ظن أن الحرية هي ترك الأمور بدون ضبط لكن الحرية دائما لها شروطها ومعاييرها فلدينا أطفال وعائلات يجب أن نراعي ما يقدم لهم وأن يكون متماشيا مع ديننا الإسلامي وفي بعض الفترات كان هناك حالة انحدار ساهمت فيها مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف الدول العربية وليس في ليبيا فقط لكن تظل الأصوات المعتدلة المثقفة تسعى للحفاظ على نقاء المجتمع.
كيف تقيم واقع المسرح في ليبيا؟
لازلنا نعاني غياب المسرح في ليبيا ونحن نعلم أن المسرح هو أساس الفنون فالمسرح مثل الدراما والسينما غابوا بشكل واضح خلال فترة الحرب التي مرت على ليبيا حيث توقفت الأعمال الفنية المختلفة وهو ما أضر بالسلوك الإنساني العام لليبيين فنحن جميعا نعلم أن للفن والثقافة أثار إيجابية تنعكس على سلوك المواطنين لذلك آمل أن تعود الحركة الفنية والثقافية وتعي الدولة دور الثقافة والفنون في النهوض بالمجتمع.
في نقاط محددة ما الذي يحتاجه الفن الليبي لينهض؟
الفن الليبي يحتاج لنظرة جدية للإنتاج الدرامي والثقافي ودعم رسمي من دولة تعي دور الثقافة والفنون في بناء الإنسان والرقي به وتحصينه وتعريفه بعادات المجتمع وتقاليده وتاريخه فالفن الليبي يحتاج لدعم مادي ووزارات قوية وميزانيات ضخمة من مسؤول وحكومة واعية تعي دور الثقافة والفن.
كيف تنظر إلى مستقبل الحركة الفنية في ليبيا؟
أنا دائما متفائل جدا طالما هناك دماء شابة ترغب في صنع دراما حقيقية وأعتقد أن مستقبل ليبيا سيكون مشرق حتى وإن كثرت الصراعات على الكراسي فلابد أن يأتي يوم وتنهض البلاد بشباب يعرفون قيمة الوطن