بعد معاناة مع المرض، رحل القاص والباحث المغربي عبد الرحيم مؤذن (1948-2014) في هولندا حيث كان يخضع للعلاج منذ عدة أسابيع. وكان للراحل حضور خاص في المشهد الثقافي المغربي عبر كتاباته، إبداعاً ونقداً في فن القصة القصيرة، وإسهاماته في أدب الرحلة بحثاً وتحقيقاً.

نشر مؤذن أولى قصصه في الصحف المغربية منصف الستينيات من القرن الماضي. ثم أصدر مجموعته الأولى "اللعنة والكلمات الزرقاء" عام 1976 بالاشتراك مع صديقه القاص إدريس الصغير، وفي عام 1991 صدرت مجموعته "وتلك قصة أخرى".

كما اهتم مؤذن بالجانب النقدي والنظري للإبداع القصصي المغربي، وأصدر دراستين في هذا المجال: "الشكل القصصي في القصة المغربية" عام 1996 وهي دراسة من جزأين و"معجم مصطلحات القصة المغربية" عام 1993.

بعد نيله دكتوراه الدولة في الأدب عام 1996 بأطروحة بعنوان "السرد في الرحلة المغربية خلال القرن التاسع عشر" انخرط في ميدان أدب الرحلة وتخصص فيه عبر مجموعة من الأبحاث والتحقيقات؛ ما جعله يرسّخ اسمه في هذا المجال مغربياً وعربياً كباحث أكاديمي رصين ابتداء بدراسته الرائدة "أدبية الرحلة" عام 1997 إلى دراسة "الرحلة في الأدب المغربي" عام 2006 مروراً بـ"مستويات السرد في الرحلة المغربية" عام 2005. وكان الراحل أول الفائزين بـ"جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي" في دورتها الأولى عام 2003 تقديراً لتحقيقه لمخطوط "الرحلة التتويجية إلى الديار الإنجليزية" للرحالة المغربي حسن بن محمد الغسّال.

اهتم عبد الرحيم مؤذن، وفقا للعربي الجديد، أيضاً بأدب الأطفال والفتيان وأطلق سلسلة "الرحلات المغربية والعربية للفتيان"، ويصدر له قريباً عن منشورات اتحاد كتاب المغرب مجموعة قصصية للأطفال باللغتين العربية والإسبانية.