إتهم السياسي الليبي عبدالله ناكر رئيس حزب القمة من وصفهم بالاخوان والتكفيريين بتسميم الاوضاع في ليبيا محملا هذه " الاطراف " مسؤولية ما اعتبره وصول ليبيا الى الضياع وقال ناكر في حوار مطول على بثته قناة ليبيا الدولية " صور اقتحام المؤتمر ذكرتني باقتحام باب العزيزية و تحرير طرابلس لأنهم حولوا " ريكسوس" لباب العزيزية ، و خرج علينا مسؤولو المؤتمر يقولون أن هؤلاء الشباب يتناولون حبوب الهلوسة، و لا أدري ما هي كمية الحبوب اللازمة لهذه العملية والتي يبدو انها أكبر كمية في العالم هذه المرة، و هذا يرجع لتمسكهم بالسلطة وإنهم يعتبرون أنفسهم هم القائد والمسؤول عن الدين والتاريخ وعن كل شيء ، وهذه بداية نهايتهم لأن الشعب قال لهم أرحلوا ونحن لا نريد دم من جديد و عليهم أن يعتبروا من القذافي الذي لم يمر على غيابه ثلاث سنوات لأن ما كان يملكه غير متاح لأحد، وهؤلاء أخذتهم العزة بالإثم و اغتروا بالكرسي و يروا في انفسهم على حق و غيرهم على باطل، وبذلك اصطنعوا لأنفسهم المبررات مدعين أن الذين خرجوا عليهم شباب صغار موجهين من شخصيات معينة و نسوا أن هذا هو الشعب الليبي خرج عليهم وهذا مطلب شعبي وليس مطلب عبدالله ناكر أو التحالف ، وما دام الشعب قال كلمته يفترض الامتثال لها.
وفي تفسيره لتشبث أعضاء المؤتمر بالكرسي وهل هناك قوة معينة يستندون عليها أكد ناكر
أن لديهم وهم يستندون عليه لأنهم يعملون في الخفاء خاصة جماعة الإخوان المسلمين و عندما حانت لهم الفرصة أصبحوا " يؤخنوا" في المراكز بداية من مصرف ليبيا المركزي ، و الاتصالات والبريد ولعبوا على القبلية بين الليبيين وزرع الجهوية وتحميل كل المشاكل على شماعة " ازلام النظام السابق" ووصلت بهم الدناءة إلى وصف الزنتان بأنهم من اتباع النظام السابق، وهم أول من قاموا ضد القذافي و نظامه وهذا ما يتكرر اليوم مع المؤتمر الوطني و هم بدأوا بحرق خيمة بسيطة في شكلها لكنها تعبر عن إرادة الشعب وبسببها خرج الشعب.
و عن تخوف البعض مما ستؤول إليه الأمور،و هل المحكمة العليا قادرة على إنشاء كيان آخر بدل المؤتمر رد ناكر قائلاً : كل الأجسام والأجهزة الحالية منبثقة عن المؤتمر " الفاسد" وهي بالتالي فاسدة لأن كل المؤسسات المالية والقضائية تابعة لما يعرف بجبهة إنقاذ ليبيا وهي التي تسير البلاد بإدارة الإخوان بالتقاسم مع الجماعة المقاتلة، أما البارزين الآن على الشاشة فهم عبارة عن "ديكور" ،والشرعية يجب أن ترجع للشعب وهو حر في أي جسم يختاره لإدارة البلاد، و يمكن الاعتماد على مجلس القضاء المتكون من مجموعة من القضاة الذين نضع ثقتنا فيهم وهم من يجب أن يسير البلاد لمدة شهر أو شهرين حتى يستطيع الشعب انتخاب من يره مناسب سواء كان مؤتمر جديد أو حكومة بعيداً عن الظلم و ضياع الحقوق لأن ليبيا لكل الليبيين ويجب أن نثبت للعالم أننا قمنا بثورة من أجل الحقوق ودولة المؤسسات التي يكون فيها القانون فوق الجميع ، ونحن كنا نعاني من ضعف في الجانب السياسي بسبب حقبة النظام السابق ولكننا اليوم أصبحنا أكثر نضجاً ولدينا معرفة بطريقة عمل الأحزاب و كيفية إدارة العملية السياسية، ولذا نطالب الشعب بأن يجتمع بكل أطيافه كما اجتمع أجدادنا في ما عرف بلقاء "سواني بن يادم" ليقرروا مصير البلاد سواء بالعودة لدستور 1951 المعدل أو الأخذ بأي مقترح، ونحن في حزب القمة قدمنا دستور وطرحناه للشعب لكن " المرتزقة" منعوا مبادرتنا التي حاولنا بها إخراج البلاد مما تعانيه.
و عن مسؤولية القبض على المعتصمين أمام المؤتمر أكد ناكر أن الذين أقدموا على هذه العمل هم غرفة ثوار ليبيا و قاموا بإحراق خيمة الاعتصام و اعتقلوا شباب عزل، ولكن الشعب لم يسكت وهو الذي ردعهم وشاهدنا ماذا حدث لكرسي بوسهمين، ونحن كنا قد نصحنا أعضاء المؤتمر بالاكتفاء بما ارتكبوا من أخطاء و لكنهم لم يستمعوا لنا بل استمروا في اتخاذ قرارات خاطئة مبنية على إجندات من دول معينة مثل قطر وتركيا وغيرها ومن الدول التي يتسابقون لإرضائها، لكن إرادة الشعب هي التي ستنتصر إذا ما تم تسليم إدارة البلاد لحكومة أزمة مؤقتة لمدة قصيرة ليس بالضرورة استمرار الحكومة الحالية بل يمكن اختيار حكومة تتكون من وزارات قليلة تقود البلاد حتى يقوم الشعب باختيار نظام يناسبه.
وليبيا لن تكون لصاحب أجندة مهما كان من وراءه بل ستكون لكل الليبيين دون استثناء لا فرق بين الجنوب أو برقة أو طرابلس وأخوتنا في أقليم برقة تربطنا بهم علاقة طيبة وهم وطنيون وحريصون على وحدة ليبيا، ولكن مشكلتنا مع أصحاب الاسلام السياسي ، ومع احترامنا لإخوتنا في قطر الذين نشكرهم على دورهم في دعمنا والذين طالما تقدمنا لهم بالشكر والعرفان، ولكننا لا يمكن أن نسمح لهم بالمساس بسيادتنا وتقييد خياراتنا، ونحن نرحب بالتعاون معهم في الاقتصاد والتجارة ولكننا نرفض أن يقوموا بتسيير البلاد بغرف عملياتهم المنتشرة في بنغازي وطرابلس ونرفض تدخلهم في الشؤون الداخلية بإنزال الأسلحة والذخائر في المطارات الليبية، وهم في الواقع يدعمون الإخوان الذين فشلوا في رعايتهم حتى في مهدهم في مصر وبالتالي لن ينجحوا في بلادنا إذا ما اتحد الشعب في إطار واحد بعيداً عن الانتماءات الضيقة والتصنيفات المختلفة سواء بناء على الاتجاهات السياسية أو المناطقية أو القبلية، وشعبنا أصيل ومتعايش مع بعضه وقادر على حل كل مشاكله بما في ذلك المناطق و القبائل المتنازعة الآن.
و بالنسبة لأعضاء المؤتمر إذا لم يتعضوا بعد اسقاطهم من قبل الشعب الليبي فهذ يعني أنهم بحاجة لعلاج نفسي لإن كل الطرق جربت معهم، و بالنسبة للشرعية مرتبطة بما يقرره الشعب و لن تسرق ثورة الشعب هذه المرة كما حدث في المرة السابقة من قبل زبانية قطر من الإخوان و غيرهم من مزدوجي الجنسية الذين كانوا يترصدوا لثورة الشعب الليبي و استولوا على السلطة وتمكنوا من مفاصل الدولة بمجرد تحرر البلاد من النظام السابق.
ونحن اليوم كشعب وقيادات فهمنا اللعبة، وهمنا الوطن وحل مشكلاته بالوصول لما يتوافق عليه الشعب في تقرير مصيره باختيار نظام الحكم المناسب وبشكل يتماشى بما وصل إليه العالم من أنظمة أما ما يجري الآن من خلطة غريبة في الحكومة الحالية تجد وزير الثقافة يقوم بأعمال الدفاع و وزير الدفاع يقوم بأعمال الرياضة بشكل فوضوي لن يستمر لأن الشعب سيقول كلمته وسيختار من عاش في ليبيا وليس المستوردين وأصحاب الجنسيات المختلفة و الذين لا تربطهم بليبيا إلا مصالح مادية بمجرد انقضاءها تنتهي علاقتهم بها، وهم المسؤولين عن الأزمة التي تعيشها البلاد اليوم، وفي الطرف الآخر ينشط المتشددين والتكفيريين في مدن المنطقة الشرقية هؤلاء "خفافيش" لا يعملون إلا في الظلام وهم أبعد ما يكونوا عن الدين وهم عبارة عن بلطجية يقومون باعمالهم الإرهابية من أجل استمرار زعماء عصاباتهم في الحكم من الإخوان وغيرهم مثل الصلابي ومن على شاكلته.
وحل مشكلة ليبيا لن يكون إلا في يد الحكماء الوطنيين المقدرين من الجميع لأن مجتمعنا مترابط اجتماعياً، فلو ألتقى شيوخ القبائل والأعيان وقالوا كلمتهم سوف يستمع إليهم الجميع وسيكون الحل المقدم منهم يرضي الجميع، وأنا أدعوا كل الليبيين الوطنيين الانضمام لخارطة طريق واحدة تخرج بالبلاد لبر الآمان، وليبيا ترحب بكل الوطنيين الصادقين الذين تهمهم مصلحة الشعب، و أشدد على أننا في حزب القمة قدمنا دستور يفترض يعرض على الشعب ليتخذ فيه قرار لأن فيه عصارة جهد أساتذة متخصصين.
أما ما حدث اليوم للمؤتمر الوطني نتيجة طبيعية وكنا توقعناها قبل حدوثها و حذرنا رئيس المؤتمر من المصير الذي آلت إليه الأمور لأننا نعلم أن الثوار الحقيقيين والشعب الليبي لن يسكت على الظلم و كنا مع شرعية المؤتمر طيلة فترة ولايته و لكنه فقد الشرعية من تاريخ 7 فبراير الماضي ليصبح ساقط شعبياً و هذه المرة تم تعليق مقاعدهم على الأعمدة أما المرة القادمة سيكون الدور على الأعضاء أنفسهم وهذا آخر تحذير يجب أن يستمعوا له.