يعتمد  الكثير من  سكان الأحياء العشوائية   في عاصمة موريتانيا نواكشوط   في تنقلاتهم اليومية داخل المدينة  على عربة الحمير  المعروفة محليا بـ "شاريت " للتنقل بين  احياء "الكبه" و"سينكيم"و"سيزييم" وكبيتال"باتجاه اسواق العاصمة  .

وتزاحم عربات الحمير سيارات التاكسي  في شوراع نواكشوط في مشهد قل حدوثه في عاصمة بلد  يعيش في القرن الواحد والعشرين .

 

عربة الحمير مصدر رزق للكثيرين

مع اشراقة  شمس كل يوم يلجم " محمد ولد عالي "  حماره  ويربطه بعربته، ويضع على رأسه  لثاما صحراويا يحميه من حر شمس ا نواكشوط  أول النهار ومن برده القارس آخر اليوم فانواكشوط   مدينة متقلبة المناخ كما يقول  ، ليبدأ رحلة التحصيل والكسب فيجوب شوارع المدينة بحثا عن الزبائن ومتنقلا بين احيائها .

ويقول محمد اعتدت هذه المهنة، وما أجنيه منها هو ما  أسد به جوعي، وأطعم به أطفالي فمن خلالها  اتدبر شؤون منزلي وهي وسيلتي الوحيدة التي اتكسب بها من عرق جبيني .

وعن دخل عربة حماره اليومي يقول "ولد عالي"وهو احد الارقاء الموريتانيين السابقين ان دخله اليومي من عمله يتراوح احيانا بين 2000 اوقية و3000 الاف أي مايعادل 20  دولارا امريكيا اصرفها في شؤون المنزل في حين اخصص منها دولارا يوميا لشراء العلف لحماري الذي اعتبره احد افراد عائلتي وجزء لايتجزء من حياتي  .

 

إقبال كبير  في أحياء الفقر بنواكشوط

 

تقول "خدجة منت اعمر" احدي ساكنات  حي "الكبة الشعبي" ان عربة الحمير رمز للفقراء في موريتانيا وبالتالي فهي تعتبرها خلقت لنظيراتها من الفقيرات فسعرها كما تقول في متناول الجميع علي خلاف  التاكسي التي اصبح ثمنها لايطاق .

 

 

 

 

 

 

و تتسع عربة الحمار  لأكثر من 4 ركاب مع بضاعتهم التي يجلبونها من الاسواق  وتبلغ تكلفة الراكب 50 أوقية، تتساوى في ذلك مناطق المدينة القريبة من المركز والبعيدة  ويتضاعف السعر في حال كان الراكب يحمل معه بعض المواد الغذائية او ماشابه .

ولعل هذا المبلغ الرخيص  حسب "منت اعمر"  هو ما جعل  الكثير من سكان نواكشوط  ـ خصوصا الفقراء منهم ـ يستخدمون هذه الوسيلة للتنقل بين أحياء مدينتهم.

 

ارتفاع ثمن المحروقات ساهم في انتشار الظاهرة

 

بعد تخلي الحكومة الموريتانية عن دعم أسعار المحروقات منذ سنوات لجئ الكثير من ملاك سيارات الأجرة الي رفع ثمنها من 100 اوقية الي 500 اوقية أي  اكثر من 1دولار ونصف  في بعض الاحيان  وهو ماشكل عبئا ثقيلا علي الكثير من الأسر الموريتانية الفقيرة مماجعلها تتخلي عن ركوب التاكسي مقابل اقبال منقطع النظير علي عربات الحمير التي لا يزيد سعرها تذكرتها  علي 50 اوقية وأمام هاذا الواقع الصعب  تحول استيراد الحمير من البادية الموريتانية الي تجارة رابحة تدر الكثير من الاموال علي اصحابها لتتحول  عربة الحمير مع مرور الزمن  الي  وسيلة نقل مفضلة لفقراء العاصمة الموريتانية نواكشوط  .