الحقوقي والناشط صلب شبكة دستورنا عزالدين الحزقي الذي كان معارضا بارزا لبن علي وترشح ضده في احد الانتخابات الرئاسية ارتأى ان يدلي بشهادته في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة للبلاد التونسية لا سيما وانه كانت تربطه بالرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي والمرشح الرئاسي علاقة قديمة دفعته الى تقديم شهادة للتاريخ يكشف فيها حقيقته والاعلان عن انتخاب منافسه الباجي قائد السبسي ،"بوابة افريقيا الاخبارية" كان لها معه لقاء حول هذه الشهادة وعديد المواضيع الاخرى والتفاصيل في الحوار التالي:

س: توجهت برسالة تضمنت شهادة حول المرشح الرئاسي المنصف المرزوقي فهل من تفاصيل ؟

هي شهادة للتاريخ لان منصب الرئاسة بالنسبة لي هو رمز كبير والمنصف المرزوقي كانت لي معه علاقة شبه شخصية في الزمن الماضي وأردت ان يعرف "التوانسة" انه ليس مناضلا ضد بن علي بل صديق لبن علي وسانده في بداية حكمه وقال انتخبوه وساندوه كما كان مساندا لامريكا في العراق سنة 91 في حرب الخليج الاولى واتفق مع الامريكان ومع المخططات الاستعمارية التي كانت تحاك ضد شعب العراق فكان ضحية تلك المؤامرات التي ايدها المرزوقي وغيره واليوم يريد ان يعطي صورة مغلوطة للناس الذين سينتخبونه مستعملا فلسفة حقوق الانسان بينما هو من دافع عن قتل الانسان ومن باب المسؤولية التاريخية تجاه وطني تونس ارتأيت وانه ليس حقوقيا بل مستعملا لحقوق الانسان

س: قلت ان المرزوقي لم يكن معارضا لبن علي كيف ذلك ؟ وهل من مؤيدات ؟

فيما يتعلق بمعارضة المرزوقي لبن علي فهي مسألة مغلوطة لانه على العكس المرزوقي كان من اكبر مؤيديه ومن الذين سهلوا لدكتاتوريته والدعوة لترشيحه بنسبة كبيرة وخلافه مع بن علي بدأ سنة 1994 في مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الانسان الاستثانائي حيث علم عشية المؤتمر ان بن علي سوف لن يوزره بل حتى منصب رئيس الرابطة سوف ينتزع منه حينها غير نص الخطاب الافتتاحي للمؤتمر ولاول مرة في تاريخه يتهجم على بن علي وغادرالمؤتمرفي جو من الاحتجاجات واختلف مع بعض زملائه على تغيير النص وكان خميس الشماري يصيح يومها امام الناس ويقول يامنصف ليس هذا الذي اتفقنا فيه ثم رجع المرزوقي لسوسة قال انا مؤهلاتي تتجاوز الوزارة لتشمل الرئاسة واكد ذلك حيث عمل كل ما في وسعه مع القوى الاجنبية كي تفتح له المجال الاعلامي وخاصة الجزيرة والجميع يعلم الدور الذي تلعبه الجزيرة في حياكة المخططات ليبرز كمعارض صلب ومتشدد وما قلته عنه في النص الذي كتبته يوم 15 ديسمبر الجاري صحيحا اذ ذكرلي بالحرف الواحد بان خلافه مع بن علي هو في ان مشكلته ليست مع بن علي بل في "الورثة الي باش يخليهالي بن علي "'وهذه اشهد بها امام العبد والرب وكانه مكلف بمهمة لتعويض بن علي ويوم 17 جانفي 2011 في المطار اكد لي ما ذكره في 2005 قال:" باش نترشح للرئاسة"

س: هل رصدت تجاوزات خلال مراقبتك للانتخابات في الدورة الاولى؟

تابعت سير الانتخابات في احد المراكز منذ الساعات الاولى من النهار وكان الإقبال محتشما حيث لم تتجاوز النسبة ال20 بالمائة وعلى الساعة الثانية زوالا بدأ الاقبال يتزايد لتصل الى 62 بالمائة وطنيا اي بجميع المراكز وكنت اراقب من بعيد وانظر لاتجاه عين الناخب حيث كان على اليمين الباجي قائد السبسي وكان في أسفل ورقة الاقتراع حمة الهمامي والمنصف المرزوقي كما سالتني سيدة عن رقم 24 وهن رقم المرزوقي فقلت لهاكيف تنتخبين شخصا لا تعرفينه ونصحتها بان تعود للمنزل لتهتم بشؤونه ومن انتخب الباجي هم النخبة التي تشكل في غالبيتها الدولة التونسية يعني لا يمكن التغاضي عنها

س: عقبت على الشهادة التي كتبتها بتوضيح ذكرت فيه ان هناك اسباب خاصة لاختيار مرشحك الرئاسي الباجي قائد السبسي فماهي ؟

ساصوت للمترشح الباجي قائد السبسي لان من رشحه خلال الدور الاول وهم مليون و300 الف يمسكون بمفاصل الدولة ولان من انتخب الباجي هي النخبة التي تشكل غالبيتها الدولة التونسية يعني لا يمكن التغاضي عنها و لكن الذين اختاروا المرزوقي هم من المواطنين العاديين والبسطاء وبالتالي البلاد تحتاج اليوم للباجي ومن يسانده للخروج من عنق الزجاجة
واعرف ان برامج السبسي الاقتصادية والسياسية هي برامج تنفذ بناء على مخططات ورؤى اجنبية ونحن في حاجة الى برنامج تونسي ولهذا سوق تتجاوز تونس التجربة السبسية وتدخل مرحلة جديدة لا هي منبثقة عن المرزوقي واتباعه ولا عن السبسي وجماعته بل هي ناجمة عن 55 2الف الذين انتخبوا خلال الدورة الاولى لا خوفا من النهضة او التجمع ولا طمعا فيهم بل انتخبوا ليقولوا للتونسيين ان هناك في تونس طريق ثالث بامكانه ان يجد مخرجا لمشاكل تونس دون التدخل الاجنبي وهذا ما يجب ان تقويه القوى الحية تقويه بالبحث عن مشاكل البلاد من جهة ومن جهة اخرى تبحث عن مشروع وطني باعتبار ان التجربة اللليبيرالية سوف تفشل

س: احتياطات امنية وعسكرية لتأمين الانتخابات الرئاسية من الضربات الارهابية فهل الهاجس موجود لديكم كمجتمع مدني ؟

تونس عصية عن الارهاب ولن يدع الامن والجيش الوطنيين مجالا لتنفيذ مخططاتهم كما ان تونس ليست حاضنة له تاريخيا وسوف لن يجد مجالا للعيش فيها وسوف تتواصل الثورة ضد الارهاب وكل ما من شانه ان يهدد أمنها واستقرارها.

س: كيف ترى المشهد السياسي ما بعد الانتخابات وعلاقة النداء بالنهضة على ضوء التصريحات التلفزية الاخيرة لزعيم حركتها راشد الغنوشي؟

رغم اني اختلف تماما مع رؤى النهضة فاني اعتقد ان راشد الغنوشي هو مفكرسياسي خلافا للبقية وبراقماتي ويحسن التخطيط للمراحل وكذلك يحسن الاجابة وهو يخطط للمرحلة اللاحقة والتشارك مع نداء تونس لانه الحزب الاغلبي وهناك امكانية كبيرة للعمل المشترك واعتقد ان الانتخابات البلدية القادمة سوف تكون أساس معركة انتخابية ليكبر المولود الجديد وهو ليس النهضة وليس النداء والمجالس البلدية والمحليات يجب ان تتهيأ للبحث عن برنامج مجتمعي مواطني يمثل المصالح الفعلية للتونسي وعن طريقه يتم اختيار طريقة افقية للتعامل وليست عمودية تعتمد على الفكر الواحد او الحزب الواحد كالتي يعتقد الكثير من المتسيسين اليوم فيها وعلينا ان نبحث عن طريقة افقية للتعامل واللامركزية الفعلية السياسية والادارية في التنفيذ وعندها يمكن الحديث عن امكانية انقاذ البلاد وبناء المجتمع والاقتصاد الوطني الحر
والشباب لن يقبل مستقبلا بالخليفة او الامير اوالرئيس بل يجب فرض عقلية التعامل الافقي خلال الخمس سنوات القادمة ؟

س: يخشى البعض عودة الاستبداد بحصول نداء تونس على الرئاسة بعد حصوله على رئاسة البرلمان وربما على رئاسة الحكومة فماهو رايك؟

لا السبسي ولا غيره قادر على اعادة الاستبداد لهذه البلاد فالطبقة الوسطى في حالة غليان ولن تسكت امام اي ظلم والثورة متواصلة وهناك الاف الاضرابات ولاخوف على تونس وشبكة دستورنا سوف تعمل تحت شعار" نطالبك ونحاسبك" على تعرية تجاوزات اعضاء مجلس النواب الذين دخلوا البرلمان بفضل أصوات الشعب