استبعد خبراء عسكريون واستراتيجيون تدخل مصر عسكريا فى الشأن الداخلى الليبى منفردة، مؤكدين لـصحيفة «الشروق» القاهرية أن مصر ليست مستعدة لهذه الخطوة، وأن تدخلها سيكون فى إطار دولى بمشاركة دول أجنبية وعربية وتحت مظلة الأمم المتحدة.

وقال اللواء عبدالمنعم سعيد، محافظ جنوب سيناء، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، إن القوات المسلحة تؤمن حدودها الغربية ضد أى عناصر ارهابية تحاول أن تعتدى على مصر، وأن مصر تراقب بحذر شديد ما يحدث داخل ليبيا، وتعلم جيدا عبر الأجهزة المعلوماتية تلك الميلشيات المسلحة، مستبعدا عزم مصر التدخل عسكريا فى الشأن الليبى، لأن مصر دولة لا تعتدى على أحد، بحسب قوله.

ورجح الخبير العسكرى ورئيس جهاز تعمير سيناء السابق اللواء مختار قنديل، أن يطلب الجيش الليبى دعما عسكرىا من مصر، بإرسال معونات تتضمن أسلحة وتصويرا جوىا للعناصر المسلحة الموجودة فى ليبيا.

وأضاف: «من المحتمل التدخل العسكرى لمصر فى حالة اتفاق دولى ومظلة الأمم المتحدة، بإرسال قوات ولكن ليس لمساعدة فيصل ضد آخر، إنما للفصل بين القوات المتشاحنة ولحماية المقار الدبلوماسية، كما يحدث فى دارفور بالسودان وهى قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة».

وأشار إلى أن التدخل العسكرى المصرى فى الشأن الليبى يسبب حساسية لتواجد العمالة الموجودة هناك، وقد يؤدى هذا إلى اقتتال المصريين، موضحا أن التدخل العسكرى له دستور ينظمه، ووفقا للمادة 152 من الدستور المصرى، التى تنص على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة لا يعلن الحرب ولا يرسل قوات خارج حدود دولته إلّا بموافقة مجلس الدفاع ومجلس الأمن الوطنى، فضلا عن موافقة ثلثى مجلس الشعب.

واستبعد الخبير الاستراتيجى اللواء فريد حجاج، عضو المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، أن تخطو مصر خطوة نحو التدخل العسكرى منفردة، ولكنها من المحتمل أن تتفق مع عدة دول مثل الجزائر التى تعانى من خطورة العناصر المسلحة فى ليبيا، إضافة إلى دول أوروبية لديها احتياجات اقتصادية بليبيا.

وقال: «فى حال تدخل مصر عسكريا فى ليبيا يكون بغطاء دولى متمثل فى الأمم المتحدة، ووقتها يمكن لمصر أن تشن ضربات استباقية للبؤر الإرهابية فى ليبيا بالاتفاق مع الدول الاوروبية ودول الجوار، وهذا كان واضحا فى أول زيارة رسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الجزائر لشعوره مبكرا بخطورة الوضع فى ليبيا».

وتابع: «يجب على مصر تقديم دلائل مؤكدة بوجود خطر يهدد الدول الاجنبية ومصر من تواجد تلك الميلشيات المسلحة فى ليبيا، وعلينا الاعتماد فى الوقت الحالى على الجيش الليبى بإرسال مساعدات عسكرية من أسلحة وذخائر».

من جانبه، أكد اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه يجب على مصر إنفاذ كافة الطرق حتى الوصول فى النهاية إلى الحل العسكرى، بدءا من الطرق السياسية والدبلوماسية، وفى حالة استنفاد تلك الطرق ليس أمامها إلا التدخل العسكرى.

 

*عن « الشروق » المصرية