كشفت مصادر أمنية أن نحو 300 فتاة تتراوح أعمارهن بين 20 و35 عاما يقاتلن في صفوف الجماعات الإرهابية، في الوقت الذي تصاعد فيه الجدل حول انضمام العنصر النسائي إلى التنظيمات المُتطرفة بعد تزايد عدد التونسيات الناشطات في صفوف داعش في سوريا والعراق.

وبرز هذا الملف المثير للاستغراب في تونس بالنظر إلى مكانة المرأة في البلاد، بشكل لافت خلال السنوات الأربع الماضية إبان حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة، غير أنه عاد من جديد إلى دائرة الضوء عندما فاجأت فتاة جامعية من مواليد 1990 أفراد عائلتها بالاتصال بهم من سوريا حيث انضمت إلى تنظيم داعش.

وكانت هذه الفتاة التي غادرت بلدتها “بوحجلة” من محافظة القيروان قبل نحو أسبوعين، قد أوهمت أفراد عائلتها أنها ستسافر إلى تركيا للمشاركة في دورة تكوينية مهنية.

ودقت هذه القضية ناقوس الخطر في البلاد، وبدأت الدوائر الأمنية تهتم بها، حيث أكدت مصادر أمنية أن حوالي 300 فتاة لهن علاقة بالتنظيمات الإرهابية، 5 منهن لا تتجاوز أعمارهن 25 عاما تورطن في العملية الإرهابية “بولعابة” من محافظة القصرين (18/2/2015) .

وأوضحت أن اثنتين من الفتيات الخمس “خططتا للعملية، فيما وفرت باقي الفتيات مساعدات لوجستية للإرهابيين الذين ينتمون إلى كتيبة “عقبة بن نافع”.

وقبل ذلك، تبيّن للسلطات الأمنية أن خمس نساء شاركن في عملية “وادي الليل” من محافظة منوبة (24/10/2014)، أخطرهن زوجة زعيم الخلية التي عمدت إلى محاولة قتل طفليها، قبل أن تستعملهما كدرع بشري وتطلق النار على قوات مكافحة الإرهاب.

وبحسب بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، فإن مشاركة النساء في التنظيمات المتطرفة والجهادية “أصبحت ظاهرة تُثير الاستغراب داخل المجتمع التونسي وخارجه”.

وقالت لـ”العرب” إن انخراط العنصر النسائي واندماجه داخل التنظيمات المتطرفة “تحول إلى ورقة أساسية داخل هذه التنظيمات، وبات من الواضح أن المرأة هي أكثر خطورة من الأسلحة قد تم تفعيلها وإثباتها بشكل كبير في عالم الإرهاب”.

واعتبرت قعلول التي تستعد لتنظيم ندوة فكرية لمناقشة موضوع “العنصر النسائي في التنظيمات الإرهابية”، أن المرأة تحولت إلى فاعل أساسي في تنفيذ بعض العمليات الإرهابية.

 

-العرب اللندنية