يعتبر الكاتب والروائي التونسي كمال الرياحي أن روايته الجديدة (عشيقات النذل) تأتي ضمن بداية التحول في الكتابة العربية بعد ما سماها "الخيبات والانكسارات وحالة اللامعنى" التي أعقبت انتفاضات (الربيع العربي).

ويرى أن بعد كل تحولات سياسية أو ثورة تهز المجتمع يظهر جيل الغضب مثلما حدث في امريكا أو اليابان.. هذا الأسلوب الغاضب في الكتابة بدأ يجد طريقه في الرواية العربية بعد انتفاضات الربيع العربي وبدأت تؤثر على أسلوبه ومنجزه الإبداعي.

والرواية الصادرة عن (دار الساقي) اللبنانية مطلع 2015 هي الثالثة للرياحي بعد (المشرط) في 2012 و(الغوريلا) في 2011. ويحاول خلالها اقتحام المحرم والنبش في المسكوت عنه بأسلوب صادم وساخر مستخدما لغة غاضبة لا تتردد في استعمال كلمات نابية تعكس غضب الشخصيات من واقعها وعلى العالم الذي رميت فيه.

وقال الرياحي في مقابلة مع رويترز "الرواية الجديدة تخرج من إطار الصورة البريدية وترسم صورة الشوارع الخلفية وتهتم بالفضاءات والشخصيات المهمشة في أسلوب الكوميديا السوداء وأقرب إلى ما يسمى بالواقعية القذرة التي ظهرت عقب حرب فيتنام أو الحرب العالمية الثانية".

ويضيف الرياحي "الرواية نص في مديح النذالة السافرة من واقع اليوم .. نص يروي كيف تصنع البشاعة والعنف وينبت الشر".

وبحبكة روائية تنحو منحى التجريبية على بساطتها وبأسلوب إبداعي يحاول الرياحي الحفاظ على التشويق حتى النهاية لخلق المأزق الروائي.

وتعتقد وانت تقرأ ثلثي الرواية التي جاءت في 192 صفحة أنك تعيش القصة الحقيقية للبطل قبل أن تصدمك مفاجأة وتكتشف أنك عشت خدعة بعد ان تنقلب الأحداث وتضطرك لاعادة ترتيب القصة وتركيبها من جديد وتدفعك لزيادة اليقظة خوفا من السقوط في فخ آخر.

وتدور الرواية حول مقتل المراهقة سارة فتتهم والدتها ناديا وهي صاحبة مؤسسة إعلامية شهيرة زوجها كمال اليحياوي وهو كاتب وروائي ذائع الصيت بفضل شبكة علاقات زوجته الكبيرة بقتلها.