قال العقيد المتقاعد من الجيش الجزائري، رمضان حملات " إن ما حصل في بلاده في مرحلة التسعينات أو "سنوات الجمر" مشابه تماما في بداياته لما يحدث في تونس خلال السنوات الأخيرة موضحا أن تكتيكات الإرهاب في تونس هي ذاتها بالنسبة لبداية تغلغل الظاهرة في الجزائر.

و أضاف رمضان حملات في حديث خاص ب"بوابة إفريقيا الإخبارية" على  هامش مشاركته اليوم الثلاثاء 16 يونيو 2015 بالعاصمة التونسية في أشغال مؤتمر اقليمي بعنوان: "بنية الصراع في العالم العربي (سوريا، العراق، اليمن، ليبيا نموذجا)  أن الجيش التونسي اكتسب في الوقت الراهن خبرة ميدانية تمكنه من التصدي بنجاعة لآفة الإرهاب، على حد قوله.

و تابع بأن منطقة شمال افريقيا و المنطقة العربية عموما في مواجهة خطة تقسيم واضحة المعالم خاصة بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على ليبيا، مبينا أن هذا التنظيم يسعى في مرحلة لاحقة إلى السيطرة على جزء من تونس (الجنوب) بغاية العبور إلى الجزائر، مؤكدا أن تونس هي مفتاح العبور الداعشي إلى بلاده و أن هذا التنظيم يخطط لإزالة الحدود بين تونس و ليبيا على غرار ما حدث في بلاد الشام حتى يتسنى له العبور إلى الجزائر حسب كلامه.

و شدد حملات على أن مخطط الإرهاب هو إسقاط الجزائر للسيطرة على ثرواتها الغازية و النفطية، مضيفا أنه في حال سقطت بلاد المليون شهيد ستتهاوى كل البلدان المجاورة لها لأنها ستصبح هدفا سهلا لتنظيم "داعش. و لا حظ أن دولة كالمغرب مثلا  لن تصمد أمام هذا التنظيم و كذلك الشأن بالنسبة لباقي دول الصحراء الإفريقية الهشة.

و عن طرق و آليات التصدي لهذا الخطر الداعشي الداهم، أكد العقيد العسكري الجزائري أن الإرادة السياسية و التعاون الأمني و العسكري الميداني  بين جميع دول المنطقة المغاربية هما صمام الأمان لكسب هذه المواجهة. و أعقب أن تونس و الجزائر مهددتان من طرف التنظيم الإرهابي المذكور و أن الحل في التصدي لهذا التهديد هو تعزيز التعاون العسكري الميداني بين البلدين.

و لاحظ في سياق متصل أن الجزائر تتحوز على امكانيات مادية و معدات عسكرية عالية في مواجهة الإرهاب و لذلك فإنه كان من المفروض عليها تقديم مساعدات و دعم عسكريين للجيش التونسي من خلال مده بالتجهيزات اللازمة لمساندته في الحرب ضد الإرهاب.

و أوضح في الإطار ذاته، أن القيادة العسكرية الجزائرية قامت باتخاذ كل التدابير  الأمنية اللازمة لحماية حدودها الشرقية (مع تونس و ليبيا) من مخاطر تمدد تنظيم داعش الإرهابي إلى ترابها.

أما بخصوص الأزمة الليبية، فاعتبر العقيد الجزائري أن إنهاء القتال في هذا البلد ليس بأيدي دول الجوار  بل هو بأيدي الدول العظمى مشددا على أنه لا تونس و لا الجزائر و لا غيرهما لديه القدرة على حلحلة الأزمة في ليبيا.

و عن موقفه من تصنيف الولايات المتحدة لتونس كحليف أساسي خارج حلف "الناتو" و ذلك خلال الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، مؤخرا،  إلى واشنطن، أشار رمضان حملات إلى أنه لا يود التعليق عن هذه المسألة.