أكد السفير كمال حسن علي، وزير الدولة بوزارة الرعاية الضمان الاجتماعي بالسودان - سفير الخرطوم السابق بالقاهرة - أن العلاقات الأزلية والتاريخية بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، تتجاوز بإرثها الحضاري والثقافي وبأواصر الدم والمصاهرة، كافة الأنظمة السياسية والحكومات المتعاقبة بالبلدين، مشيرًا إلى دور الدبلوماسية الشعبية ورموز الفكر والفن والأدب في دعم وتطوير تلك العلاقات الأخوية إلى آفاق أرحب تشمل كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

وقال الوزير السوداني - خلال "منتدى الحوار الثقافي الحضاري السوداني المصري" الذى نظمه مركز راشد دياب للفنون، مساء الأحد، بالخرطوم - إن التواصل الثقافي والفني بين شعبي وادي النيل سيظل الشريان الحقيقي للعلاقة التي تتجاوز أبعادها الحدود الجغرافية، مؤكدًا على دور النخب الثقافية والإعلام بالبلدين في دعم العلاقات بين الشعبين، من خلال التركيز على القواسم والروابط المشتركة والبعد عن الفتن والمكائد التي تحاول النيل من العلاقة الأزلية لشعبي وادى النيل.

ودعا إلى استغلال الفرصة المواتية وحالة التفاهم والتقارب الكبير بين القيادة السياسية بالبلدين ممثلة في الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وعمر البشير، في الدفع بتلك العلاقات إلى الأمام لتحقيق التكامل المنشود.

ومن جانبه، أكد المستشار الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم عبد الرحمن عبد الفتاح ناصف، أن العلاقات المصرية السودانية، شهدت في الآونة الأخيرة تناميًا وتطورًا كبيرًا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيرًا إلى أن مبادرة الحوار الثقافي الحضاري السوداني المصري، التي دشنت مؤخرًا بمركز راشد دياب للفنون، تعد نموذجًا يحتذى به في التقارب والتلاحم بين مفكري ومثقفي ومبدعي الشعبين، لافتًا إلى تعدد الزيارات المتبادلة بين الجانبين خلال الأشهر الماضية، مما انعكس إيجابًا على تنمية العلاقات الثقافية والفنية والأدبية.

وأشار إلى أن افتتاح الطرق البرية الحدودية بين البلدين، والتي بدأت بمنفذ "أشكيت-قسطل"، وستليها افتتاح طرق برية أخرى تمتد لدول القارة الأفريقية، ستساهم في زيادة التواصل والتقارب، من خلال تنقل الأفراد والسلع والمنتجات، مما سيسهم في مردود إيجابي على الاقتصاد القومي للبلدين.

كما ألقى سفير السودان الأسبق بالقاهرة أمين عبد اللطيف، كلمة خلال المنتدى، أكد فيها على دور الدبلوماسية الشعبية في تحقيق التواصل والتقارب بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن العلاقة الحميمية بين الشعبين لا تتغير بتغير الحكومات والأنظمة.

ونوه إلى دور المفكرين والمبدعين والفنانين والأدباء بالبلدين في دعم تلك العلاقات عبر التاريخ، لافتًا إلى البعثات التعليمية المصرية، والطرق الصوفية، ورجال الأزهر الشريف في هذا الصدد.