يدشن رئيس الحكومة التونسية المؤقت مهدي جمعة جولة خليجية بحثا عن الدعم المالي والإقتصادي لبلاده التي تمر بظروف إقتصادية تكاد تصل الى مستوى كارثي حسب ما أكده جمعة بنفسه الأسبوع الماضي ،غير أن كاهل رئيس الحكومة التونسية في هذه الزيارة سيكون مثقلا بتداعيات الوضع السياسي في بلاده في ظل إتساع دائرة طموح الإسلاميين الى العودة بقوة الى الحكم بعد الإنتخابات القادمة ، وخصوصا حركة النهضة المرتبطة عقائديا بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ،ويشغل رئيسها راشد الغنوشي منصب نائب رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين المعروف بأنه الجناح الشرعي للتنظيم ،

وتتزامن جولة جمعة مع تصريحات أدلى بها الغنوشي دعا فيها الى المصالحة في مصر مع الجماعة المحظورة الأمر الذي أنتقدته أصوات مصرية وإعتبرته تدخلا في الشأن الداخلي لبلادها ،كما أكد الغنوشي أن سحب سفراء الرياض وأبوظبي والمنامة من الدوحة سحب صيف عابرة 

في حين قال فتحي العيادي رئيس شورى حركة النهضة بخصوص تصنيف المملكة العربية السعودية لجماعة الاخوان المسلمين  تنظيما إرهابيا ان «هذا التصنيف ليس له تأثير على حركة النهضة و هو محاولة لإعاقة المشروع السياسي الديمقراطي في مصر و في المنطقة العربية  » على حد تعبيره ،وأن « الخشية ليست على النهضة في تونس و إنما الخشية من أن يعود منطق الاقصاء و يتعزز من خلال فكرة الاتهام بالإرهاب عوض معالجة القضايا السياسية في أجواء من الحرية و الديمقراطية » على حد قوله 

وسيجد جمعة المنطلق من بلد يرفع أعضاء من مجلسه التأسيسي وزعماء من حزبه الأغلبي شعارات « رابعة » نفسه في موقف لا يحسد عليه في دول أتخذت موقفا داعما لثورة الثلاثين من يونيو المصرية وإعتبرت جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا 

تونس والتحالف مع قطر وتركيا 

 كما تنضوي حركة النهضة تحت لواء التحالف التركي القطري الإخواني  الذي يستهدف تغيير خارطة المنطقة العربية والسيطرة عليها ووضع اليد على مقدراتها وهو حلف  يدور في فلك الجناح الأمريكي المتشدد وخصوصا  من خلال منظمة الإيباك ومراكز البحث والدراسات وإمبراطوريات الإعلام والنفط والسلاح 

وتعتبر علاقات حركة النهضة مع دولة قطر جزءا من إستراتيجيتها العامة حيث حصلت الحركة من الدوحة على دعم كبير في كل المجالات ،وكانت قطر أول دولة زارها الغنوشي بعد الثورة ، وقبل  وأثناء إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 كانت قناة « الجزيرة » القطرية قادت الحملة الإعلامية للحركة التي حصلت كذلك على الدعم « الشرعي » من قبل الداعية يوسف القرضاوي الذي زار تونس للغرض 

وبعد وصول النهضة للحكم قدمت قطر دعما إقتصاديا من خلال قروض ووديعة مالية كما إتسعت دائرة حضور الجمعيات الخيرية القطرية ،ونجحت قطر في تكريس أجهزة إعلام قريبة منها بتونس ، 

كما تطور الحضور التركي في البلاد وزار أدروغان تونس مرتين ،وعملت الشركات التركية على إحتكار السوق التونسية نظرا للعلاقات المتميزة بين حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية التركي 

النهضة والتنظيم العالمي 

ورغم أن حركة النهضة تنفي أرتباطها التنظيمي بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين إلا أن إرتباطها السياسي والعقائدي بالتنظيم تبيّن من خلال مواقفها المناوئة لثورة الثلاثين من يونيو المصرية ومن خلال تحالفها مع تركيا وقطر عرّابتي التنظيم في المنطقة وكذلك من خلال حضور ممثلين عنها بعض الإجتماعات السرية للإخوان و التي إنعقدت في تركيا وباكستان ولندن 

وفي حوار مع « مراسلون » قال عامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة أن « الشيخ راشد الغنوشي من القيادات البارزة في تنظيم الإخوان العالمي، ولدينا علاقات كحركة بالتنظيم وبكل الحركات الإسلاميّة المعتدلة وغيرها من الجمعيّات والأحزاب غير الإسلاميّة أيضا في سبيل المصلحة العامّة وتوسيع دائرة العلاقات. ولعلّ تعدّد النقاط المشتركة بين كلّ من حركة النهضة وتنظيم الإخوان المسلمين في مصر يجعله الشّق الأقرب خاصّة وأننا نشترك في نهضة الأمة الإسلامية والدفاع عن الحريّة التي هي جوهر الإسلام وعن استقلال قرار الأمّة الإسلامية » 

وقال مدير المعهد التونسي للعلاقات الدولية أحمد المناعي المعروف بقربه من الإسلاميين إن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كان في السبعينات عضوا فاعلا في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مشيرا الى ان تنظيم الاخوان لديه عدد من الوثائق التي تثبت انخراط حركة النهضة التي كانت تسمى "الاتجاه الاسلامي" في التنظيم الاخواني سنة 1974 بوساطة من شخصية حميد مصير، وفق تصريحاته.
و اشار المناعي الى ان مقر الاخوان بمصر يحتوي على عدد من الصور لقيادات التنظيم و من بين هذه الصور توجد صورة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي 

وفي سياق متصل، قال مؤسس الحركة الاسلامية بالمغرب عبد الكريم مطيع الحمداوي إن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كان يعمل لحساب "الاخوان المسلمين" لاختراق الحركة الاسلامية ببلاد المغرب في نهاية السبعينات من القرن الماضي .
و كان رئيس التيار الاسلامي بالمغرب عبد الكريم مطيع الحمداوي قال في تصريحات صحفية ان الإخوان قاموا أول الأمر بتعيين  مصطفى الطحان  احد المنتمين للتنظيم الاخواني مسؤولا عن منطقة شمال افريقيا فقام بتعيين راشد الغنوشي ضابط اتصال لهم فيها ، لذلك كان الطحان يرسل الغنوشي في رحلات تفقدية من أجل استجلاء الأوضاع بكل من  الجزائر والمغرب، واقتراح الحلول والخطط الخاصة بالتعرف على الفصائل الإسلامية القائمة بها ومحاولة استقطابها و ذلك بحسب قوله .

الموقف من مصر

وتتخذ حركة النهضة موقفا معاديا من ثورة الثلاثين من يونيو الماضي ضد حكم الإخوان ،وتعتبره أنقلابا ، وفي 30 ديسمبر 2013 نقل راديو مونتي كارلو الفرنسي عن الغنوشي قوله   إنّ الغرب يدعم الديمقراطية عندما يصل العلمانيون إلى الحكم،و عندما تفرز الانتخابات وصول إسلاميين إلى سدّة الحكم فإنّها تدعو إلى الإجهاز عليهم مثلما حدث في مصر،مضيفا أنّ ما حدث في مصر هو إنقلاب على الديمقراطية، على حد تعبيره وأنتقد ما سمّاه تلعثم بعض الألسن في التعبير عن ذلك صراحة ،وقال أن ذلك يمثل فضيحة حيث لم تجرأ الدول الغربية على تسمية الأمور بمسمياتها و هي بذلك تبعث رسالة للمليار و نصف نسمة مسلم بأنّ الغرب غير صادق في مواقفه.

وأواخر فبراير الماضي أكّد  الغنوشي،  في محاضرة بمعهد «كارنيجي» بواشنطن ، ان ما حدث في مصر يعد انقلاباً ،وقال  أن تجربة بلاده تعد الأفضل من بين بلدان الربيع العربي من حيث المدنية والسلمية، في حين أن بلدان الربيع العربي الأخرى ، في إشارة منه إلى مصر، جنحت إلى العنف والانقلابات العسكرية

وكانت  حركة النهضةعبرت في بيان لها في الرابع من يوليو 2013، عن رفضها لما لما إعتبرته انقلابا سافرا في مصر، مؤكدة أن « الشرعية في مصر واحدة ويمثلها الرئيس محمد مرسي دون سواه » .وأكّدت النهضة أن « الانقلاب على الشرعية في مصر كرس تقسيم الشعب المصري وأبرز مطالب جزء من المصريين على حساب جزء آخر خرج إلى الميادين والشوارع بالملايين لدعم الرئيس المنتخب »  كما أدانت ما سمتها « الاعتقالات في صفوف قيادات حزب الحرية والعدالة و حركة الإخوان المسلمين وغلق المؤسسات الإعلامية ومنع الصحفيين من نقل الحقائق » 

وفي بيان أخر قالت حركة النهضة « ان إصرار الانقلابيين على الغاء الشرعية ممثلة في الرئيس محمد مرسي ستدفع بهم الى مزيد العزلة ومواجهة الشعب المصري بكامله » على حد تعبيرها ودعت « كل القوى الوطنية المصرية الى رفض الانقلاب و الانحياز الى معسكر الشرعية و كل الأحرار في العالم الى التضامن مع الشعب المصري في دفاعه عن الشرعية و الديمقراطية » على حد تعبير البيان 

ومن جهته قال عامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة « في مصر هناك انقلاب على إرادة الشعب الّذي انتخب الإخوان، هذا الانقلاب العسكري تحوّل إلى انقلاب دمويّ ضدّ متظاهرين سلميّين. ولعلّ الانقلاب لم يكن مفاجئا بالنسبة لجماعة الإخوان » 
وحول فض إعتصام  رابعة ،قال « نحن اليوم أمام مجزرة سقط فيها آلاف الضحايا من شهداء وجرحى، والأفظع أنّ الموضوع ليس الإخوان. فقد تم استخدامهم كعنوان للانقلاب على الثورة لخدمة أجندة سيّاسيّة مضادّة للثورة.كما أنّ ذنب الإخوان الوحيد هو أنهم عبّروا بطريقة سلميّة عن رسالتهم المطالبة بإرجاع الرئيس المعزول مرسي إلى الحكم واحترام شرعيّة الصناديق، وبدل أن يتخذ الجيش دور حامي الديار والمواطنين، فقد دخل معركة دامية تحرّكها أياد خفيّة لإنجاح ثورة الرّدة » علي حد تعبيره ، 
وأردف « نحن كحركة نرى أنّ الوضع في مصر يضع الشعب المصري أمام خيارين أحلاهما مرّ، إمّا الانتصار على الانقلاب وتقديم التضحيات أو الخضوع لهذا الانقلاب وبالتالي العودة إلى الوراء والخضوع لسلطة العسكر الذي يخدم مصالح سياسيّة تهدف للعودة بنا إلى عصر الاستبداد والقمع » .

حول تصنيف الإخوان جماعة أرهابية

وفي يناير الماضي سألت صحيفة « الوطن » القطرية راشد الغنوشي عن موقفه من  إعتبار السلطات المصرية جماعة الإخوان جماعة إرهابية فرد قائلا « هذه سخافة، فالإخوان قبل أن يولد قادة الانقلاب، كانوا في مصر، منذ قرن ولم يتهموا من الملكية، ولا عبدالناصر، ولا السادات، أو مبارك، على امتداد هذه المسيرة لم يتهمهم أحد بالإرهاب، وإذا كان الشخص لم يمارس الإرهاب في شبابه، أيأتي ليمارسه وهو قد بلغ من العمر « 90» أو «100» سنة؟، بل نتساءل من اين جاء الإرهاب للإخوان، وهؤلاء قد نجحوا من قبل في ستّ انتخابات؟! » 

وفي ديسمبر الماضي ، إعتبرت حركة النهضة في بيان لها  قرار تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا" « هروبا إلى الأمام من قبل حكومة الانقلاب وتحريضا إضافيا على طرف سياسي التزم بالديمقراطية والسلميّة » على تعبير البيان ، ونبهت لما سمتها «خطورة التحريض ضدّ حركة حماس واتهامها بالضلوع في الاعتداء وما يمثّله من استهداف للمقاومة الفلسطينية وتشويه لصورتها »
من ناحية أخرى وصف القيادي في الحركة عامر العريض قرار الحكومة المصرية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا بالكلام الفارغ
 

حزب المرزوقي والموقف ذاته

كما أدان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتزعمه الرئيس منصف المرزوقي ما سمّاه « الانقلاب العسكري على المسار الديمقراطي »، معتبرا ما قامت به قيادة الجيش انتكاسة في مسار الثورة المصرية ومحاولة لإعادة تثبيت النظام القديم.  وحمل الحزب المؤتمر، في بيانه الصادر يوم 4 يوليو 2013، «مسؤولية الانقلاب لكل النخبة السياسية المصرية، الإسلامية والعلمانية، في الحكم وفي المعارضة، لعجزها عن ايجاد التوافقات الضرورية لعبور المرحلة الانتقالية الصعبة بأكبر قدر ممكن من الإجماع الوطني والعمل على تحقيق المشاركة الواسعة في تحمل أعباء الحكم ».

وأدان الحزب كذلك « حملة الاعتقالات الممنهجة ضد السياسيين والاعلاميين الرافضين لبيان قيادة الجيش وغلق القنوات الإعلامية والقمع الدموي ضد المحتجين على الانقلاب العسكري، محملا الانقلابين المسؤولية الكاملة عن أي انفلات للأوضاع » معتبرا « أن من حق المصريين الاحتجاج سلميا على العملية الانقلابية ».
واعتبر الحزب في بيانه أنّ التواطؤ الدولي مع انقلاب العسكر وصمت الأمم  المتحدةعليه ودعم ما سماه «النظام العربي القديم له استباحة لسيادة الشعب المصري ومصادرة سافرة لإرادته في تأسيس انتقال ديمقراطي يقطع مع عودة الديكتاتورية ويحرر الشعوب العربية من حكم شبكات الإفساد والاستبداد »

ويوم الرابع من يوليو الماضي ، فاجأ الرئيس التونسي  منصف المرزوقي الحضور، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، وخرج عن القواعد البروتوكولية، تاليا بيانا بالعربية أدان فيه «الجيش المصري»، وتدخله في الشؤون السياسية، وإطاحته بالرئيس المنتخب محمد مرسي، بحسب قوله. 
وطالب «المرزوقي» ب«إعادة السلطة للرئيس المنتخب»، واستنكر حملة الاعتقالات لقيادات جماعة الإخوان المسلمين ، والتي يقوم بها الجيش أيضا بين صفوف الإعلاميين وغلقه لبعض القنوات الفضائية، حسب تعبيره 
وطالب المرزوقي  باحترام ما وصفها ب «الحرمة الجسدية» للرئيس مرسي، وطالب أيضاً بالتوقف عن الاعتقالات في صفوف السياسيين، واعتبر ذلك «انقلابا على الشرعية»، بحسب قوله

تراجع العلاقات مع مصر

وفي سبتمبر الماضي ،دعا المرزوقي، خلال كلمته على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة السلطات المصرية بسرعة الإفراج عن الرئيس السابق، محمد مرسي وكافة المعتقليين السياسين – على حد قوله ،كما طالب السلطات المصرية بإعادة فتح معبر رفح مع غزة 
وكرد على ما ورد، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا نشرته على صفحتها الرسمية،قالت فيه :تعرب وزارة الخارجية عن رفضها واستيائها مما ورد في كلمة الرئيس التونسي امام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة  اليوم 26 سبتمبر حول مصر بالمطالبة بإطلاق سراح ما أسماه بالمساجين السياسيين.
وتؤكد وزارة الخارجية أن ما ورد في تلك الكلمة بشأن مصر يجافي الحقيقة، فضلاً عما يمثله ذلك من تحد لإرادة الشعب المصري الذى خرج بالملايين في 30 يونيو مطالباً بإقامة ديمقراطية حقيقية تؤسس لدولة عصرية جامعة لا تقصى أى من أبنائها وهو ما نرجوه للأشقاء فى تونس الذين لا يزال البعض هناك يحاول أن يفرض عليهم نموذجاً بعينه لا يعبر عن واقع وطبيعة المجتمع ا التونسي السمحة »

وكانت النتيجة أن قامت دولة الأمارات العربية المتحدة بإستدعاء سفيرها في تونس للتشاور تعبيرا عن شجبها تدل المرزوقي في الشأن الدخلي التونسي ، ولم يعد السفير لمباشرة أعمالها الا في فبراير الماضي ، كما دعت القاهرة سفيرها للتشاور ليعود الى تونس بعد ثلاثة أشهر 

عراقيل في وجه جمعة 

يرى المراقبون أن حكومة الكفاءات المستقلة التي يرأسها مهدي جمعة منذ أواخر يناير الماضي غير قادرة على إعادة التوازن لعلاقات تونس الخارجية وخاصة مع مصر وأغلب دول الخليج العربي نظرا لدخول تونس مرحلة التأثير الإيديولوجي المباشر في الخطاب السياسي ولتحالفها الذي حددته حكومتا الترويكا مع المثلث التركي القطري الإخواني وكذلك لعلاقة تونس بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ولموقف الرئيس الحالي المؤقت وكتلة الأغلبية داخل المجلس الوطني التأسيسي وحلفائها من الوضع الداخلي في مصر ،خصوصا وأن القانون المؤقت للسلطات كما الدستور الجديد يعطي للرئيس دورا متقدما في تحديد معالم العلاقات الخارجية 

ومما يزيد في عسر مهمة جمعة أن حكومته لن تستمر في الحكم أكثر من أشهر معدودات قد تعود على إثرها حركة النهضة وحلفاؤها للحكم بذات الخلفية الإيديولوجية التي برزت خلال العامين الماضيين وتسبب في تجميد العلاقات مع دول الخليج وفي تدهورها مع مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان 

وسيحاول مهدي جمعة خلال زيارته لدول الخليج تجاوز حالة الجمود وخاصة مع المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة اللتين تعتبران الإخوان تنظيما إرهابيا ،كما سيكون من الصعب إحداث توازن في العلاقات مع أبوظبي والرياض والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية وفي ظل أرتباط قطر بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي لم تستطع حركة النهضة التنصل من علاقاتها بها رغم ما بات يمثله من تهديد حقيقي لدول المنطقة بعد أن برزت معالم مشروعه الإنقلابي والتخريبي وخاصة في منطقة الخليج العربي .