لا يبدو أن التصعيد المفاجئ في العلاقات المغربية الفرنسية، سيعرف نهاية قريبة، بالرغم من المكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس الموجود في جولة إفريقية، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
وزارة العدل والحريات المغربية، أعلنت أنه تقرر تعليق تنفيذ جميع اتفاقيات التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، وذلك من أجل تقييم جدواها، وتحيينها بما يتيح تدارك ما يشوبها من اختلالات.
وأفاد بلاغ للوزارة المغربية، أنه تقرر أيضا استدعاء قاضية الاتصال المغربية المعتمدة بفرنسا، إلى حين الاتفاق على حلول مناسبة تضمن الاحترام المتبادل والتام لمنطوق وروح الاتفاقيات التي تربط البلدين، صونا لسيادة الدولتين، على أساس مبدأ المساواة، الذي ينبغي أن يحكم علاقتهما.
وقال البلاغ المغربي إنه بناء على المساعي التي بذلتها قاضية الاتصال المغربية المعتمدة بباريس، للحصول على التوضيحات الضرورية لدى السلطات القضائية الفرنسية حول الموضوع، خلال ثلاثة أيام كاملة دون طائل. وهو التعامل الذي لم يسبق أبدا للسلطات القضائية المغربية أن قامت به في تعاونها مع نظيرتها الفرنسية، ونظرا لقيام سبعة عناصر من الشرطة الفرنسية بمحاولة تبليغ استدعاء قضائي لمسؤول مغربي بمقر إقامة السفير المغربي بباريس، خرقا للأعراف الدبلوماسية وبطريقة مستفزة، ونظرا لما تمثله هذه السلوكيات من مساس خطير بالقواعد الأساسية للتعاون بين البلدين وإخلال بروحها، بل وأكثر من ذلك بحرمة ومصداقية القضاء المغرب ، فإنه تقرر تعليق تنفيذ جميع اتفاقيات التعاون القضائي بين البلدين، من أجل تقييم جدواها.
وتمر العلاقات المغربية الفرنسية بتوتر شديد، على خلفية قرار القضاء الفرنسي التحقيق مع مدير المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي بتهمة تعذيب مغربيين.
عبد اللطيف الحموشي كان يوجد في فرنسا في إطار مهمة رسمية رافق خلالها وزير الداخلية المغربي محمد حصاد للمشاركة في لقاء أمني، شارك فيه إلى جانب كل من المغرب وفرنسا، كل من إسبانيا والبرتغال.
يتعلق الأمر بعادل المطلاسي، الذي اعتقل عام 2008، وأدين في ملف للمخدرات، قبل أن يتم ترحيله إلى فرنسا، والثاني هو النعمة أسفاري، أحد المدانين في ملف مخيم "إكديم إيزيك" قرب العيون بالصحراء، حيث أدين من قبل العدالة المغربية بقتل عدد من عناصر الأمن المغاربة.
ومما زاد الطين بلة في العلاقات بين الرباط وباريس، ما نسب لسفير فرنسا في الأمم المتحدة، قوله إن المغرب مثل العشيقة التي ننام معها كل ليلة، ولسنا بالضرورة مغرمين بها ولكن يجب الدفاع عنها.
وزارة الخارجية الفرنسية نفت أن يكون سفيرها قد تفوه بمثل هذا الكلام،
كما نفت أن يكون سفيرها المعتمد في واشنطن فرانسوا ديلاتر قد التقى الممثل الإسباني خافيير بارديم أو عالج معه نزاع الصحراء أو نطق بتعابير قدحية ومهينة في حق المغرب.