أكثر من أربعة أعوام غياب عن الشاشة السينمائية ليعود الفتي الأسمر عمرو سعد من خلال فيلم سينمائي جديد له طابع مختلف وحالة مختلفة لم يمر عمرو سعد بتجربته مرور الكرام وانما أثير حوله ضجة كبيرة أدت الي اصدار نقابة المهن السينمائية بيانا يدينه حول مشكلته الأخيرة مع النقابة وفيلمه الأخير وموقفه السياسي كان لنا حوارا مع الفنان عمرو سعد .

في البداية ما سبب غيابك عن السينما منذ فيلم الكبار الذي قدمته قبل 4 أعوام ؟

لم أجد السيناريو المناسب الذي يرضي طموحي خاصة أن الفترة الأخيرة كل ما عرض علي من سيناريوهات كان يحمل صبغة تجارية فقط فلم يرضي طموحي الفني ولم يشجعني علي العودة وان كنت لا ألوم علي هذه النوعية من الأفلام التي قدمت في الفترة الأخيرة في ظل ظروف البلد الصعبة علي كل المستويات اقتصادية وسياسية وأمنية أيضا .

وما الذي جذبك في فيلم حديد لتعود به في موسم عيد الأضحي الماضي ؟

فيلم حديد أشبع طموحي الفني وسيناريو الفيلم وجدت من خلاله ما أبحث عنه ليعيدني لجمهور السينما بعد غياب 4 أعوام فأنا أبحث عن عمل يبقي في تاريخ السينما وأعتقد أن فيلمي حديد من هذه النوعية فهو من الأفلام التي ستبقي في الذاكرة .

ويضيف عمرو سعد :

الفيلم ليس حالة فنية هادفة فقط فهو أيضا يقدم حالة انسانية مختلفة علي السينما ويعرض وجهة نظر بفلسفة خاصة من خلال بطل العمل عمار الذي جسدته ضمن أحداث الفيلم والعالم المحيط به داخل السجن وخارجه.

أشعر أن هناك ارتباط كبير بين عمرو سعد وبين عمار بطل حديد ؟

بالفعل شخصية عمار أقرب الشخصيات الي قلبي فهي تشبهني كثيرا خاصة أنني أعشق الفن التشكيلي ونفس الحال في شخصية عمار داخل أحداث الفيلم .

وهل بالفعل قمت باجراء عملية جراحية في عينيك من أجل الفيلم ؟

لا ليست عملية جراحية فهي مجرد عدسة لاصقة قمت بتركيبها أثناء تصوير لدور لأن البطل يعاني من عاهة في عينيه وهو ما عجزنا عن اظهاره بشكل طبيعي من خلال الماكياج السينمائي مما جعلني قمت باتصال مع أحد الخبراء الأجانب لتصنيعها خصيصا للدور لأني أسعي لتحقيق المصداقية في كل أعمالي الفنية .

هل تشعر أن جيلك مظلوم فنيا ؟

لا ليس ظلما وانما الجيل الذي أنتمي له هو أقل حظا من الجيل السابق الذي عاش انتعاشة كبيرة في دور العرض السينمائية حيث كانت دور العرض بها من 40 الي 50 فيلما سينمائيا وهو ما لايحدث الأن .

وما هي معايير اختياراتك للأدوار التي تقدمها ؟

دائما أبحث عن العمل الذي يحمل رسالة هادفة للجمهور والمجتمع وهو ما حاولت تقديمه في حديد ولا أنكر أن الفيلم لا يخلو من الخلطة التجارية وهو شيء لا يعيبه أبدا فالمنتج هدفه جذب أكبر عدد من الجمهور لمشاهدة الفيلم وما يهمني أن يحمل الفيلم رسالة للجمهور وهو ما تحقق بحديد.

هل انتابك قلق تجاة التعاون مع السبكي في أولي تجاربه للاخراج السينمائي ؟

لم أشعر بقلق تماما للتعاون مع السبكي علي العكس أنا أول من شجعته علي هذا ووقفت بجواره فأنا أثق في قدراته الفنية فهو منتج يعشق السينما والفن عامة وتعاون مع كبار نجوم السينما كنور الشريف والراحل أحمد زكي وغيرهم فكيف لا أثق فيه بالاضافة الي أنه يمتلك أدوات خاصه به تميزه عن غيره من الموجودين بالساحة الفنية .

ويضيف عمرو سعد :

ورغبة السبكي في الاتجاه للاخراج السينمائي ليس عيبا وهو حق طبيعي لأي مبدع في كل دول العالم خاصة أنه له رؤية فنية تحترم وليس من حق أي شخص أن يحجر علي رؤيته وابداعه.

من وجهة نظرك لماذا كل هذا الهجوم الذي واجهته من نقابة المهن السينمائية فور عرض الفيلم واصدارها لبيان ضدك ؟

أنا حتي الأن لا أعلم السبب فقد فوجئت بهذا البيانةالذي أصدرته النقابة فور عرض الفيلم وعندما تقابلت مع مسعد فودة نقيب المهن السينمائية أكد لي أنه لايعلم شيئا عن هذا البيان وأنه لا يحمل توقيعه ووعدني بأن سيقوم باصدار تكذيب للبيان ولكن حتي الأن لم يظهر التكذيب ومازلت في انتظاره !

وهل من حق نقابة المهن السينمائة منع السبكي من الاخراج ؟

لا يحق لأي شخص أن يمنع المبدع من ابداعه ولا يجوز لنقابة بحجم نقابة المهن السينمائية أن تدخل في معركة مع شخص أيا كان هذا الشخص فالمقابة كيان مهم لكل السينمائيين ولا يمكن أن تنساق في هذه المعارك .

ولا يمكنها أبدا أن تحرم أي مبدع من ممارسة هوايته وخروج ابداعه للنور والأمر لا يتعلق بالسبكي الأمر يتعلق بأي فنان لا يمكن الحجر علي فنه وهو مبدأ لا يمكن اتخلي عنه وسوف أدافع عنه طوال مشواري الفني .

والمشكلة بدأت بعد عرض الفيلم لأنه نهاية الفيلم أصر السبكي علي وضع لافتة توضح أنه يحترم قرار النقابة بمنعه من الاخراج ولكن حقيقة الأمر أه هو المخرج الحقيقي للعمل وأن وضع اسم المخرج أحمد البدري جاء ليقف بجوار صديقه محمد السبكي في أزمته انما السبكي هو من قام باخراج الفيلم كاملا.

بعد عرض الفيلم بدور العرض السينمائية هل جاءت ايراداته بما يرضيك كنجم شباك ؟

في الحقيقة وبكل صراحة الفيلم لم يحقق الايرادات المتوقعة والسبب في ذلك أنه تم رفعه من بعض دور العرض السينمائية بالاضافة الي أنه لم ينال حظه من الحملات الاعلانية الكافية والدعاية اللازمة له قبل عرضه بدور العرض السينمائية وهذا يعود الي قرار السبكي المفاجيء بعرضهوفي موسم عيد الأضحي وكان من المقرر عرضه في موسم نصف العام ولكن بعد قرار حفظي بعرض فيلمي أسوار القمر مع مني زكي وأسر يس في نفس الموسم قرر السبكي عرض حديد في عيد الأضحي حتي لا سكون لي فيلمين بنفس الموسم وهو ما جاء علي حساب الدعاية للفيلم بسبب ضيق الوقت .

في أخر أعمالك الفنية تبنيت بعض وجهات النظر السياسية فهل قصدت هذا ؟

بالفعل تبنيت عرض بعض الوجهات السياسية في فيلم حديد ومسلسلي الأخير شارع عبد العزيز 2 ولكن الفن يعكس الواقع وهو ما جعلني أنفعل بالأحداث التي مررنا بها السنوات الماضية ليس أكثر ولكني لا أدعي أنني مناضل أو ثوري .

بعض الفنانين معروفين بانتمائهم لأحزاب سياسية خاصة في السنوات الأخيرة فهل تنتمي لأي حزب سياسي ؟

أنتمي لحزب الشارع ولا أنتمي لأي أحزاب سياسية كل ما يهمني المواطن العادي وخدمة المجتمع علي قدر استطاعتي وبفني وبالرسالة التي أقوم بتوصيلها للجمهور من خلال أدواري .

وما مشاريعك الفنية القادمة ؟

أقوم حاليا بالتحضير لعمل سينمائي جديد مع المخرج المتميز محمد سامي ويعتبر أول تجربة له في مجال الاخراج السينمائي ومن المقرر أن تشاركني البطولة رانيا يوسف ويسرا

وهناك مشروع أخر مع ناصر عبد الرحمن الذي أتمني خروجه للنور قريبا يحمل عنوان صمت الياسمين ومن المقرر أن يتولي اخراجه مخرج لبناني.