في هذه المقابلة المثيرة يتحدث رئيس الهيئة العامة الليبية للإعلام والثقافة عمر القويرى،  لصحيفة  «الشروق» فى حوار مطول عن وضع المعارك العسكرية فى ليبيا، ومدى نجاح تحركات القاهرة فى مساندة الحكومة والبرلمان المعترف بهما إقليميا ودوليا، مؤكدا أن تحركات قوية تتم الآن من جانب الجيش الوطنى الليبى بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر استعدادا لمعركة طرابلس.

وقال: «إذا خرجت قوات مصراتة من معادلة الحرب سنصلى صلاة الجنازة على الإخوان».. وإلى نص الحديث:

● فى الشهرين الآخرين كانت هناك زيارات خارجية مكثفة لمسئولين فى الحكومة الليبية فى اطار صياغة موقف دولى موحد للتدخل فى حل الأزمة الليبية.. كيف كانت نتيجة هذه الزيارات؟
ــ الزيارة الأهم كانت إلى روسيا، والجزائر، لكن الزيارة فى حد ذاتها ليست هدفا والأهم هو ما ينتج عن الزيارة، ومدى حدوث فعل ملموس من هذه الدول عقب تلك الزيارات، وما زلت أتساءل هل الدول التى تستقبلنا هى جادة فى التعامل مع الملف الليبى وهل لديها رغبة حقيقية فى مساعدة شعبنا أو على الأقل مستعدة لتحويل الكلام إلى أرقام يمكن التعامل معها مثل ملف المهجرين والتعامل مع قضاياهم وتمويل احتياجاتها. والمشكلة أن الدول العربية لا تزال تردد خطابات وحتى الآن النتائج ضعيفة جدا بعد كل الزيارات الرسمية.

● ما مدى التنسيق الذى يتم الآن مع روسيا؟
ــ يجب أن ننظر إلى روسيا باعتبارها دولة عظمى وليست دولة كبرى، لكن لا تزال علاقتنا بروسيا مجرد التعامل معها على أنها شركة لتسويق السلاح، والحقيقة روسيا أكبر من ذلك ولا يمكن أن نسطح العلاقة معها.
الروس كانوا لا يجدون شراكة حقيقية لهم فى ليبيا من كل المكونات والعناصر السياسية حتى من التيار الوطنى، وحتى الآن لا يمكن القول بأن روسيا تعمل بكل قواتها فى ليبيا رغم أنه كان لديها مشروعات قوية وكبيرة عندنا بداية من النفط والغاز وخط السكة الحديد الأكبر لمسافة ٤٠٠٠ كيلو متر لتغطية كامل ليبيا.
وأرى أننا بحاجة إلى علاقة قوية مع روسيا فى مقابل الانفراد الغربى بليبيا والذى لم ولن نحصل منه على شىء.
ــ لن يُرفع حظر السلاح، والذين وضعوا سيناريو الفوضى فى ليبيا يريدون استمرار المشهد لعشرين سنة قادمة.

● هل هناك بالفعل مخاوف أو بداية مؤشرات لتقسيم ليبيا؟
ــ نعم هناك محاولات لأن يكون هناك حكومة فى الوسط والغرب والجنوب، وهناك مخططات لتقسيم ليبيا ومحاربة الجيش الليبى، لكن شعبنا هو صِمَام الأمان.

● باعتبار أنها دولة الجوار الأوروبية الأقرب إلى ليبيا.. كيف ترى التحركات الإيطالية تجاه الأزمة الليبية؟
ــ نحن لا نسمع من إيطاليا إلا الكلام.. والآن ايطاليا مطالبة بالالتزام باتفاقية الشراكة والصداقة الليبية الإيطالية والتى تدفع مقابلها 200 مليون يورو سنوى لليبيا، وأنا أبشرها بخسارة كل رصيدها فى ليبيا، إن كان لديها رصيد لدى الشعب الليبى.
الآن من الواضح أن إيطاليا تقف مع أمريكا وهذه طبيعتها أنها ليس لديها رؤية استراتيجية ومصالحها أقرب إلى الغرب الليبى من الشرق، رغم أن النفط والغاز الذى تأخذه من ليبيا ينبع من أراض تتبع الحكومة الشرعية

● كيف تقيم وضع المعارك التى يخوضها الجيش الليبى؟
ــ الآن الجيش الليبى على مشارف طرابلس، وقواته على بُعد ١٦ كيلو من حدود تونس، والمؤشرات تؤكد نهاية قضية الإخوان والإرهاب، ومع نهاية العام ستكون الأمور تحت سيطرة الجيش الليبى، والجيش يستعد لنقل المعارك إلى طرابلس والفريق أول ركن خليفة حفتر يستعد لنقل مقار القيادة غربا للإشراف على معركة تحرير طرابلس.
الجانب الآخر بدا يضعف تدريجا ويفقد سيطرته والمؤشر الأهم هو هروب القيادات إلى قطر وتركيا، وهذا الفرار مؤشر قوى لانهيار قواتهم التنظيمية، كذلك انقسامهم مع قوات مصراته فى فتح باب التفاوض بعيدا عنهم، وإذا خرجت قوات مصراتة من المعادلة نصلى صلاة الجنازة على الإخوان.

● كيف ترى دعوة القاهرة لاستضافة مؤتمر القبائل الليبية والحوار معهم؟
ــ غالبا ما تعقد القبائل الليبية اجتماعاتها فى القاهرة بشكل دورى، ويمكن اعتبار اللقاءات الليبية ــ الليبية خطوة جيدة خاصة إذا كانت بعيدة عن التأثيرات والتدخلات الخارجية ونحن ندعمها ونؤيدها، لكن أنا متأكد أن مصراتة، والزنتان غير موجودة فى هذا اللقاء، ولا أتصور حل الأزمة الليبية من دون وجود مصراتة، لذلك فإن المكونات الليبية الفاعلة هى التى يجب أن نعمل عليها.
وأدعو الحكومة المصرية فتح الباب لمصراتة لكى يُغلق على تركيا، والتأكيد عليهم بأن انتماءهم وبعدهم القومى هنا فى مصر والدول العربية وليس من الباب العالى فى تركيا، والمجلس البلدى لمصراتة بدأ يسير تجاه العرب حيث تمت دعوته إلى الإمارات، وأدعو مصر لدعوتهم لتسمعهم الكلام اللين والقاسى لوقف تحركاتهم السلبية.

● قلت إن الطريق إلى طرابلس بات قريبا.. كيف تتصور أن تكون المعارك فى طرابلس؟
ــ قبائل طرابلس الأساسية هى مع الكرامة والجيش الليبى وهو ما سيسهل بقوة عمل الجيش فى سرعة تحرير طرابلس.

● وإذا كانت كل المكونات الليبية فى طرابلس مع الجيش الوطنى لماذا تأخر تحريرها من أيدى الميليشيات؟
ــ العوام لا يتحملون غالبا الأزمات، والآن فى ليبيا هناك أزمات كهرباء والنَّاس تريد أن تعيش حياة طبيعية، ولا يهمها من يحكم، لكنى أتصور أن معركة تحرير طرابلس ستكون أسهل بكثير من بنى غازى لأنه بمجرد دخول الجيش سيتم الفرار والكل سيعود إلى مدينته.

● تشكيل قوة دفاع عربية مشتركة.. هل ترجح أن يكون أول عمل لها فى ليبيا؟
ــ سيكون مطلوبا من القوة العربية المشتركة دعم الجيش الليبى وبأمواله، وما زلت لا أعول على مجلس الأمن ولا أتكلم بالنفاق السياسى.. من اللحظات الأولى لم يكونوا يرغبون فى استقرار ليبيا وكانوا قادرين على التأمين وكان يكفى فقط التنبيه على عدم فتح مخازن الأسلحة فى ليبيا، لكن الآن لدينا ٢٠ مليون قطعه سلاح توزع فى البلد وأصبحت من المنظور الاقتصادى أن تباع ولا تسلم إلى الجيش.

● علمنا من مصادر أنه كانت هناك زيارة غير معلنة لحفتر إلى القاهرة.. كيف كانت نتائج هذه الزيارة؟
ــ الزيارات لم تنقطع، ولم تكن هى أول زيارة.. الفريق أول ركن حفتر مستمر فى التنسيق مع قيادة الجيش المصرى وجميع الأطراف الداعمة للشرعية فى ليبيا وهناك شىء يعلن عنه وشىء لا يعلن عنه.
والفريق حفتر كان فى زيارات إلى الأردن والإمارات قبل مصر وله أن يزور البلد التى يريدها، الآن هناك تنسيق أمنى قوى وبشكل يومى عبر تبادل المعلومات ووضع الخطط والبرامج المشتركة.
والآن نحن نعطى رسائل تطمين للعمالة المصرية بأن العديد من المدن الليبية مؤمنة ومفتوحة لاستقبالهم، ونطلب من الحكومة المصرية رفع إجراءات الفيزا بين مصر وليبيا.

● لماذا لا تزال الردود الرسمية الليبية ضعيفة إزاء التدخلات والمواقف الدولية السلبية؟
ــ نحن ندعو المسئولين الليبيين أن يكونوا ممثلين للشعب، وعلاقتنا مع دول الجوار يجب أن تكون مبنية على مصالحنا والوضوح ويجب على الخارجية أن توجه رسالة قوية للسفراء الأجانب أن يلتزموا حدود الدبلوماسية فى التعامل مع الشعب الليبى، وبشكل عام ما زلت غير راض عن أداء الدول الغربية ورد الفعل من الخارجية الليبية.

● هل تتوقعون أى نتائج مستقبلية للحوار الوطنى الليبى الذى ترعاه الأمم المتحدة؟
ــ هذا الحوار كان مجرد جلسة شاى، وعاد الجميع لما كانوا عليه، ومبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا برناردينو ليون لديه مسودة رابعة الآن لمخرجات الحوار، الحقيقة أن الأمر الآن بين فريقين، الأول يتبناه الجيش الوطنى والفريق الآخر هو العديد من الميليشيات غير قادرة على التوحد أو السيطرة عليها.

● لماذا ترفضون التحركات التونسية وخصوصا اللقاء الأخير للرئيس التونسى مع القيادى الليبى على الصلابى؟
ــ الرئيس التونسى قال إنه مستعد أن يتقابل مع الشيطان من أجل مصلحة تونس وهو بالفعل قابل الشيطان، عندما قابل على الصلابى، كل ما يحدث فى ليبيا والانقلاب فى طرابلس يتحمل مسئوليته على الصلابى وهو عميل للمخابرات الصهيونية. نحن سنستعيد العاصمة وسيتم استرجاعها وسنقابل المعروف بالمعروف والسيئات بمثله.

 

-الشروق