عملية الكرامة أو عملية كرامة ليبيا هي عملية عسكرية اعلن عنها اللواء خليفة حفتر منذ قرابة الشهرين  تهدف الى القضاء على الجماعات المسلحة الارهابية حسب وصف قادة العملية

 قبل الاعلان عن بدء عملية الكرامة ظهر اللواء خليفة حفتر في فبراير 2014 عبر احدى القنوات المرئية في تسجيل تلفزي يعلن بيان عرف انه انقلاب عسكري في الدولة وقام حفتر في هذا التسجيل بالإعلان على سيطرة الجيش الليبي على المؤسسات المهمة في الدولة داعيا الشعب الليبي الى اعلان الخروج على المؤتمر الوطني العام وإيقاف اعماله الى حين قيام الحكومة المدنية بإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة

عقب هذا الاعلان  التلفزي اختفى حفتر عن الانظار الى حين خروجه مرة اخرى في مايو الماضي بإعلان البدء في عملية عسكرية  ضد المليشيات المسلحة  في بنغازي اطلق عليها عملية الكرامة او عملية كرامة ليبيا مستخدما طائرات حربية وقوات برية اعلن فيما بعد ان قوامها يصل الى 40 الف مقاتل من افراد الجيش الوطني الليبي السابقين وأعداد كبيرة من المجندين الجدد الذين قام بتدريبهم خلال الشهرين السابقين لإعلان العملية

اعلن حفتر عن عملية الكرامة لينفذ هجوما وقائيا ضد قواعد ميليشيا مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى وخاصة انصار الشريعة  المتمركزة بشكل كبير في شرق ليبيا وحملها المسؤولية عن التفجيرات شبه المستمرة  والاغتيالات التي اجتاحت شرقي البلاد خلال السنوات الأخيرة.

في بداية اعلان اللواء خليفة حفتر عن هذه العملية كان اعضائها او المقاتلين المشاركين فيها اعداد قليلة سرعان ما انظم اليها كافة القطاعات العسكرية والأمنية في بنغازي شرق ليبيا عموما والتي تعاني منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي  من انفلات وتدهور امني ساهم في اتساع عمليات الاغتيال والخطف في المنطقة

كما انظمت معظم القطاعات العسكرية في ربوع ليبيا وخاصة بعد ان طلب اللواء خليفة حفتر في مؤتمر صحفي دعم وتفويض الشعب الليبي ومساندته له في هذه العملية والتي فعلا خرجت مسيرات ومظاهرات في كافة المدن الليبية تأييدا للعملية وللجيش الليبي ودعما لها

وقد اعتبر اللواء حفتر أن هذه المظاهرات التي نظمها آلاف الليبيين في العاصمة طرابلس وفي مدينة بنغازي وعدد من المدن الأخرى هي دعماً لعملية الكرامة وهي  بمثابة "تفويض" له في مكافحة الإرهاب

وقال حفتر  في بيان تلاه عقب هذه المظاهرات  "وافقنا على التفويض الشعبي ونقول لشعبنا شكرا على خروجكم وتفويضنا ونتعهد لكم يا شعبنا العظيم أننا قيادة وضباط وضباط صف وجنود لن نتراجع عن هذه المهمة حتى نقوم بتطهير ليبيا من الإرهابيين والمتطرفين وكل من يدعمهم ويساندهم من شذاذ ألآفاق  فالشارع فوضنا ونحن بإذن الله سنلبي النداء ولن نخذل شعبنا وسنقوم بسحق الإرهابيين التكفيريين وتدميرهم ". مطالباً الليبيين "أن يدعموا جيشهم في هذه المرحلة التاريخية

ورغم هذا التأييد الشعبي والعسكري للعملية إلا ان المؤتمر الوطني العام الليبي رفض ما يقوم به اللواء خليفة حفتر معتبرا ان ما قام به هو خروج عن الشرعية  حسب قول رئيسه نوري ابوسهمين ورئيس اركان الجيش الليبي وأعلن رئيس الاركان عن امر صدر منه من رئيس المؤتمر الوطني باعتباره القائد الاعلى للجيش الليبي باعتقال حفتر ومن يقوم معه من افراد الجيش وإحالتهم للتحقيق والمحاكمة

ومع ذلك خرج اللواء خليفة حفتر معلنا مواصلته لهذه العملية التي اعلن عنها للقضاء على الجماعات المسلحة في مختلف مدن ليبيا ومنهم تنظيم انصار الشريعة ومليشيات 17 فبراير المتهمة بالقيام بعمليات الاغتيال والخطف في مناطق شرق ليبيا

   وفي اطار الخلاف الحاصل بين الحكومة والمؤتمر الوطني العام في دعم ورفض ما يقوم به الجيش الوطني من عمليات عسكرية ضد مجموعات انصار الشريعة خرج وزير الثقافة الليبي يوم 21 مايو في مؤتمر صحفي معلنا دعمه للعملية ودعا جميع الوزراء في الحكومة لتأييدها قائلا " أنا ادعم هذه العملية ضد المجموعات الإرهابية. والمؤتمر الوطني العام الذي يحمي الإرهابيين لم يعد يمثلني "

وأكد حفتر في لقاءاته المتواصلة عبر عدد من القنوات الفضائية المرئية الليبية والعربية أن هدفه التالي هي العاصمة طرابلس فيما ذكر مقاتلون ينتمون إلى مدينة مصراته أنهم سيتحركون باتجاه العاصمة طرابلس لمواجهة القوات التابعة لحفتر  الامر الذي ربما  يهدد بحرب أهلية ليبية.

 

وفي محاولة من الجماعات المسلحة التي تحاربها قوات حفتر حاولت في العديد من المرات القيام بعمليات انتحارية للقضاء على اللواء خليفة حفتر ومن يمكن ان يكونوا قريبين منه فقد أكد اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة إنه تعرض لمحاولة اغتيال علي يد انتحاريين نفذوا العملية من خلال سيارة مفخخة كانت مجهزة بـ3 أطنان من المتفجرات وتسببت في مقتل أربعة من حراسه وإصابة 4 آخرين وتسوية 5 منازل بالأرض حسب قوله. 
وقال حفتر عقب محاولة الاغتيال إنه بصحة جيدة ولم يصب في حادث التفجير الانتحاري مؤكدا على استمراره في تنفيذ عملية الكرامة الى ان يتحقق الهدف الذي خرج من أجله وهو ان ينعم الليبيون بالأمن والأمان. 

 

من هو خليفة حفتر

ولد حفتر في مدينة اجدابيا 1943 ودرس هناك مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وانتقل في الثانوية لدرنة ودخل الكلية العسكرية سنة 1964، وتخرج منها عام 1966   وتم تعينه في كتيبة المدفعية بالمرج وتلقى حفتر تدريبا عسكريا متطورا في روسيا وقاد  الجيش الليبي في معركة عسكرية بين ليبيا وتشاد اعلن على اثرها حفتر انشقاقه عن الجيش ثم سافر إلى الولايات المتحدة  الامريكية بعد اعلانه معارضته لسياسة معمر القذافي وعاش في الولايات المتحدة الامريكية الى ان اطيح بنظام معمر القذافي عام 2011 رجع الى ليبيا في رغبة منه لبناء جيش ليبي بعد ان الغيت كافة الكتائب العسكرية التي كانت موجودة سابقا وأصبحت ليبيا بدون قوة عسكرية منظمة  اللهم إلا جماعات مسلحة قامت ببناء نفسها على شكل كتائب للثوار امتلكت الاسلحة والمعسكرات التي كانت قائمة في عهد معمر القذافي

إلا ان قادة الكتائب والمليشيات المسلحة لم ترضى ان يقوم حفتر بقيادة وبناء جيش ليبي لأنه اذا ما تم بناء هذا الجيش فستنتهي قيادتهم لهذه المليشيات المسلحة ولهذا عملوا جهدهم لإقصاء حفتر من أي منصب عسكري وهذا ما تم فعلا فيما بعد

وأخيرا ترى هل يستمر حفتر وقواته في تنفيذ عملية الكرامة الى حين التخلص من الجماعات الارهابية المسلحة التي تقوم بتنفيذ عمليات الاغتيال لأفراد الجيش والحقوقيين والنشطاء السياسيين والإعلاميين ام ان طول الوقت سيسبب في فتور في العملية هذا ما سنشهده الايام القادمة .