قال الاستاذ بشير الصيد العميد الأسبق للمحامين التونسيين أن المصالحة في ليبيا يجب أن تكون بين كل الليبيي مع ضرورة عدم إقصاء أي طرف بما في ذلك أنصار القذافي على أن تكون مسلوقة بإطلاق سراح كل السجناء وتسوية أوضاع المهجرين خارج ليبيا وتمكينهم من حق دخول وطنهم والخروج منه بكل حرية ودون تتبعات

وفي حوار خاص مع بوابة افريقيا الإخبارية قال الصيد أن النظام التونسي المؤقت لم يكن محايدا في الشأن اذ تعامل مع طرف واحد وقد معه صفقات متعددة

س :كيف تقرأون الوضع في ليبيا اليوم وما هي تداعياته الممكنة على تونس 

ج : ما يحصل اليوم من تجاذبات ومعارك يقيم الدليل على أن التغيير الذي حصل بليبيا وأطاح بالنظام السابق فشل فشلا ذريعا في اقامة مؤسسات الدولة من أمن وجيش وقضاء وإدارة ،فأصبحت البلاد خارج وتعيش فوضى السلاح في غياب الأمن واستفحال ظواهر التقتيل والاغتصاب وتعذيب السياسيين المسجونين الى حد الاغتيال ( سفير ليبيا السابق بباريس) والاختطاف من ذلك اختطاف أو اغتيال الديبلوماسيين ، فلا سلطة اليوم في ليبيا غير سلطة الميليشيات المسلحة وحتى الحكومة والمؤتمر نالهما الاعتداء والاختطاف ٠

س : على ذكر اختطاف الديبلوماسيين التونسيين لماذا لم تتحركوا من أجل إطلاق سراحهما خاصة وأن لكم علاقات طيبة قديمة في ليبية وأساسا في الأوساط الحقوقية ؟

 ج: في مسألة التدخل لإطلاق سراح الديبلوماسيين التونسيين ، وان كنا ندعمها ونأسف لها جدا ، فإننا نحمل الحكومة التونسية والنظام المؤقت بالبلاد الذي لم يكن محايدا في تعامله مع عموم الليبيين لانه فضل جماعة المجلس الانتقالي ثم المؤتمر الوطني وعقد معهما الصفقات وآهمها صفقة تسليم البغدادي المحمودي ، ولم يدافع عن هيبة الدولة التونسية عند إهانة وخطف التونسيين٠

ثم تعلم أن لا علاقة بحكام ليبيا الجدد وهم من التيارات الاسلامية المتشددة وحتى الخاطفين منهم وهو ما يعلمه الجميع اليوم ٠

س : هناك تخوف من حصول اعتداءات على الليبيين المقيمين بتونس منذ سقوط النظام السابق وخاصة وأن أغلبهم من أنصار القذافي ؟

ج : شخصيا أرأس اللجنة الحقوقية العالمية للدفاع عن الليبيين المهجرين والمضطهدين بالداخل وبصفتي محام فقد كلفت بتبليغ الشعب التونسي وقواه الوطنية بأن القبائل الليبية الشريفة التي تصدت وتتصدى للتدخل الخارجي وأيضاً أنصار القذافي يكنون كل الاحترام للشعب التونسي ويعترفون بفضله في إيواء مئات الآلاف أبان الثورة ويؤكدون أن لا علاقة لهم بكل الاعتداءات التي استهدفت تونسيين على الاراضي الليبية وكذلك عمليات الاختطاف بما في ذلك الديبلوماسيين ٠ وهم مؤمنون بأن أمن تونس من أمن ليبيا ، وهم ينددون بكل مساعي تعكير الأجواء بين التونسيين والليبيين في هذة المرحلة العصيبة التي يعيشها البلدان ٠

س تونس تحتضن حسب تصريحات وزير الداخلية الاخيرة يبلغ مليون و 900. ألف ليبي كيف يعيشون وماهي الصعوبات التي يعيشونها اليوم ؟ 

ج :أولا شخصيا أعتقد أن الرقم مبالغ فيه كثير ما آعلمه أن عددهم لا يزيد عن 600 ألف مواطن استقروا بتونس منذ أقل من ثلاث سنوات وأغلبهم يشكو من إشكالات ادارية وأمنية اذ لم يتم تمكينهم من بطاقات اقامة وقتية بتونس ولم يتم توفير السكن و قبول التلاميذ والطلبة في المؤسسات التعليمية التونسية وكذلك المؤسسات الصحية والاستشفائية ٠

س : لكن إمكانيات الدولة التونسية لا تسمح بذلك اليوم في ظل الأزمة الاقتصادية الحرجة ؟

ج : الامر ليس بيد الحكومة التونسية فقط بل خاصة المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة وغوث اللاجئين والجمعيات الانسانية والحقوقية الدولية والإقليمية التي أغمضت عيونها جميعا عن مأساة الليبيين المهجرين في تونس ومصر خاصة  

س : في ظل توتر الأجواء وارتفاع منسوب التقاتل والعنف المسلح كيف ترى حلحلة الوضع الليبي وإعادة استقرار البلاد ؟ 

ج : ما يمكنني أن أوكده كخبير وعارف بالشأن الليبي ومتابع لمختلف تطوراته ان ليبيا لا يمكن بناؤها مستقبلا دون حوار ومصالحه تتم دون إقصاء أو عزل أي طرف و أعني هنا تحديدا القبائل الشريفة وأنصار القذافي ، يجب اتباع النموذج التونسي الذي لم يقبل بإقصاء المنتمين الى النظام السابق٠

وأعتقد أن نجاح هذه المصالحة يتطلب وقبل الدخول في حوار إطلاق سراح جميع المسجونين المنتسبين الى القبائل وأنصار القذافي وإيقاف جميع التتبعات السابقة ضدهم وتسوية أوضاع كل المهجرين وتمكينهم من الدخول والخروج الى ومن ليبيا بكل حرية ودون تتبعات ٠