لم تكد تمضي 24 ساعة على عملية الإفراج عن الدبلوماسيين التونسيين العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ بعد اختطاف في ليبيا دام أكثر من 100 يوم، حتى فاحت رائحة صفقة سرية عُقدت في الظلام مع الإرهابيين.

ويبدو أن رائحة هذه الصفقة التي لم تتضح معالمها بعد، بدأت تتفاعل على أكثر من صعيد، لتُطيح بسرعة بالرواية التي قدمتها السلطات التونسية. وكان الدبلوماسيان التونسيان العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ المختطفان في ليبيا منذ أكثر من 3 أشهر، قد وصلا الأحد إلى تونس بعد الإفراج عنهما.

ولفت وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي إلى أن عملية تسليم المُختطفين التونسيين تمت “بسلاسة وبطريقة حضارية” مع الجهة الخاطفة، التي قال بشأنها “نحن لا نعرفها وليس لدينا معها أي اتصال بل اقتصر اتصالنا على الجهات الرسمية في ليبيا”.

غير أن تطور الأحداث سرعان ما دحض هذه التصريحات، وكشف عن صفقة بدا شقها الأمني يتضح، وذلك من خلال محاولة وُصفت بـ”الرديئة” لاستنساخ تجربة الأردن التي مكنته من استعادة سفيره فواز العيطان بعد اختطافه في العاصمة الليبية.

وبحسب عبدالوهاب الهاني، رئيس حزب المجد التونسي، فإن عملية إطلاق سراح الدبلوماسيين التونسيين “تُحيط بها عناصر غموض كبيرة تدفع باتجاه وجود صفقة”.

وقال لـ”العرب”، إن التصريح “غير الموفق للرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي أثناء استقباله الدبلوماسيين المُفرج عنهما، فضح هذه الصفقة، كما فضح سعي الرئاسة المؤقتة إلى عملية مُقايضة إطلاق سراح الدبلوماسيين بالإفراج عن إرهابيين ليبيين تورطا في أعمال إرهابية في تونس″.

واعتبر أن قبول الابتزاز لإطلاق سراح الدبلوماسيين “يُعد خطرا كبيرا على الجالية التونسية في ليبيا، كما يفتح شهية الإرهابيين لتنفيذ المزيد من العمليات بهدف المقايضة”.

 

*نقلا عن العرب اللندنية