اجرت صحيفة  "صوت العرب"  لقاءا مطولا  مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، تضمن للعديد من القضايا الهامة ذات العلاقة بالشأن الليبي .

وهذا نص المقابلة:

 

سيادة الرئيس، كيف تنظرون إلى مستقبل ليبيا في ظل تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية على الأرض، وبماذا تعدون المواطن الليبي البسيط الذي طال انتظاره في نفق الازمات والصراعات؟

بداية أتوجه لكم بالشكر لإتاحة هذه الفرصة لمخاطبة قراء مجلتكم الغراء ومن خلالها كل المهتمين بالشأن الليبي، أما بالنسبة لسؤالكم فأقول: نحن نثق أن المستقبل يحمل الأفضل لليبيا وشعبها، قطعنا خطوات مهمة خلال عام ونصف حتى الآن، شهدت خلالها عودة بطيئة نسبيا للمسار الديمقراطي، فقد جلس أطراف النزاع معا، تناقشوا تحاوروا تجادولوا ووصلوا إلى اتفاق سياسي برعاية الأمم المتحدة، حيث انحسر الخلاف اليوم في نقاط تعد على أصابع اليد الواحدة، الخلاف اليوم لم يعد حول المبدأ وإنما حول تطبيقه، نقاش اليوم حول عدد الحقائب الوزارية ومن يتقلدها، حول كيفية اعتماد حكومة الوفاق الوطني، كل هذا مؤشر أننا نسير في الاتجاه الصحيح رغم صعوبته وبطئه، الحل التوافقي هو أصعب الحلول وأنجعها، والمواطن في ليبيا يدرك هذا، وقد جرب ويلات الحروب ويدرك أن استمرار هذا الانقسام السياسي سيدفع البلد إلى مزيد من الفوضى والمعاناة.

إلى  أي حد استطاعت حكومة الوفاق الوطني أن تمهد الطريق أمام وفاق حقيقي في ليبيا؟

سؤال جيد، الاتفاق السياسي أنتج مجلس رئاسي مكون من تسعة أعضاء من بينهم ممثلين لأطراف النزاع في ليبيا، وهذا نقل الصراع من ساحات القتال إلى قاعات الاجتماعات ، وبدلا من التراشق بالرصاص أصبح التراشق بالكلمات، وبدلا من التهديد بمسح مدن وقرى إلى تهديد بالانسحاب وتعليق العضوية، هذه خطوة كبيرة جدا ومهمة، وأحد إن لم يكن السبب الرئيس في بطء عملنا هو السعي للتوافق مع مكونات الشعب الليبي واشراكها في النقاش، وهذه طبيعة الحل التوافقي البطء ويحتاج لصبر. وبالمناسبة دعني أصحح معلومة وهي أن لدينا جسمين، الأول نتج من الاتفاق السياسي مباشرة ويباشر عمله من لحظة التوقيع عليه ويسمى المجلس الرئاسي وله اختصاصات منصوص عليها في الاتفاق، أما الجسم الثاني فهو مجلس الوزراء أو حكومة الوفاق الوطني وهو جسم يولد باقتراح من المجلس الرئاسي واعتماد مجلس النواب وهذا الجسم لا زال في طور الاعتماد.

 ما هي خططكم المستقبلية للنهوض بالأمن والاقتصاد الليبي؟

الأمن يشكل أولوية مطلقة لحكومة الوفاق الوطني وكذلك الاقتصاد، وكما هو معلوم فالأمن يحتاج لإعادة تأهيل المؤسسات الأمنية والعسكرية من خلال تفعيل وسن قوانين تنظم عملها، وتدريب كوادرها وتزويدها بالمعدات اللازمة لأداء مهمتها من تسليح وتجهيزات لوجيستية وتوفير مقرات مناسبة، وندرك أن عجلة الاقتصاد لن تعود قبل توفير بيئة آمنة نوعا ما تكون نسبة المخاطر فيها مقبولة إلى حد ما.

 كيف تنظرون إلى العلاقات الليبية الصينية، وما هو مصير المشاريع الاقتصادية المشتركة بين البلدين، وهل هناك نية لدعوة الشركات الصينية لاستئتاف عملها في ليبيا؟

لا شك أن الصين دولة مهمة ومحورية بالنسبة لليبيا، وحكومة الوفاق الوطني وضعت من بين برامجها استئناف كافة المشاريع المتعاقد عليها وتنفيذها، وفي هذا الصدد ستكون هناك لجان مشتركة تبحث في الكيفية المثلى لتحقيق هذه العودة التي نأمل أن تكون قريبة جدا.

  هل تم عقد مباحثات ثنائية بين الوفد الليبي والوفود العربية المشاركة على هامش جلسات المؤتمر؟

التقيت على هامش القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي في جاكرتا بالرئيس السوداني السيد عمر حسن البشير وبحثت معه ملف تأمين الجنوب الليبي وتعزيز التعاون المشترك بما يعود بالنفع على الشعبين، كما التقيت بالسيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وأكدت له أن قضية فلسطين قضية محورية في وجدان الليبيين، ورغم ما يعانونه إلا أن فلسطين دائما في القلب ومحل اهتمام، كما التقيت بنائب رئيس الوزراء القطري السيد آل الحمود ووزير الخارجية المصري السيد سامح شكري والسيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وبحث مع كل منهم على حدى تطورات العملية السياسية في ليبيا ودور هذه الدول في دفع العملية السياسية إلى الأمام.

كلمة للجاليات العربية عموما في الصين والجالية الليبية خصوصا، عبر صفحات صوت العرب؟

من المهم للجالية العربية والليبية خصوصا العمل على الاندماج في المجتمع الصيني ونقل خبرات هذه الدولة الكبرى إلى بلداننا، مع السعي للعمل مع الفاعليين في الصين لتمتين العلاقات بين الصين وبين دول المنطقة .