أثار قرار الخارجية التونسية غلق القنصلية في طرابلس، تسليم القيادي في "فجر ليبيا" وليد القليب، في "صفقة" تبادل لإطلاق سراح الدبلوماسيين المخطوفين، جدلا في تونس، حول "هيبة الدولة" واستقلال القضاء وأداء الدبلوماسية، خاصة تجاه الملف الليبي.

واعتبر الكثير من المتابعين أن قرار غلق القنصلية في طرابلس جاء متسرعا، وعكس بوضوح تخبط الدبلوماسية التونسية، وهو ما أشار إليه المحلل السياسي منذر ثابت في تصريح لـ"العربية.نت"، الذي قال إن أداء الدبلوماسية المهزوز هو نتيجة طبيعية لأزمة السلطة والحكومة الحالية.

وأضاف ثابت أن غياب رؤية وتصور لما يجري في المنطقة، هو الذي يفسر تقديم تنازلات للميليشيات الليبية، في إشارة إلى تسليم قيادي في فجر ليبيا متهم بقضايا إرهابية مقابل الإفراج عن دبلوماسيين مخطوفين.

وأشار ثابت إلى أن السياسة الخارجية في تونس تمر بأسوأ فتراتها، فهي تعرف أزمة ثقة مع حكومة شرق ليبيا، ومن المتوقع أن تعرف حالة تصعيد مع "فجر ليبيا" في غرب ليبيا بعد إغلاق القنصلية ومطالبة التونسيين بمغادرة ليبيا، كما أنها تعرف حالة من "البرود" في العلاقة مع الجزائر.

أي مصير للتونسيين في ليبيا؟

من جهة أخرى، وفي إشارة إلى "خطأ" الخارجية وتسرعها في غلق القنصلية في طرابلس، طرح المدون الإسلامي سامي إبراهيم على صفحته على "فيسبوك"، مجموعة من الأسئلة قائلا: "على هامش قرار الإغلاق هل فكّرت وزارة الخارجية في مصير التونسيين الذين تخلّت عنهم وطلبت منهم مغادرة التراب الليبي بشكل مفاجئ؟ هل رتبت لعودتهم؟ هل من المقبول في العرف السياسي والدبلوماسي أن تعلن دولة أنها غير مسؤولة عمن يبقى من رعاياها في بلاد بعد أن طلبت منهم مغادرته؟ وما هو مصير من انتهت صلاحية جواز سفره بعد غلق القنصلية؟ وما مصير من لديه مصالح مشتركة مع ذلك البلد؟ والتجارة البينية ما هو مصيرها؟ هل هو قرار انفعالي مرتجل ومتسرع أم هو هو مجرد فرار وتخلص من المسؤولية الأخلاقية والسياسية عما يمكن أن يحدث للتونسيين لاحقا؟ هل هو إعلان فشل دبلوماسي مع شعب تربطنا به مصالح استراتيجية مهما كان وضعه السياسي والمؤسساتي الحالي في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم وحكوماته على البحث عن موطئ قدم في مشهده السياسي والاقتصادي؟

أين "هيبة الدولة"؟

كما رأى البعض أن تسليم وليد القليب المتهم في قضايا إرهابية وما صاحبه من خضوع لـ"ابتزاز" ميليشيات "فجر ليبيا" أضر بصورة #تونس و"بهيبة الدولة" التي مثلت الشعار المركزي للحملة الانتخابية للرئيس الباجي قائد #السبسي.

وفي هذا الإطار، وجهت المترشحة السابقة لرئاسة الجمهورية ورئيسة جمعية القضاة، كلثوم كنو، عبر صفحتها الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سؤالا لأمين عام حركة نداء تونس والمستشار السياسي السابق لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قائلة "هل بإمكان الدولة مد كل تونسي بفأس لينبش الأرض بحثا عن هيبة الدولة بعد الإفراج عن الليبي وليد القليب؟".