أظهرت الحرب التي بدأها الجيش الليبي ضد معاقل المتشددين في ليبيا، في 16 مايو الماضي، وجود تحالف وثيق بين مسلحي "فجر ليبيا" الذين يسيطرون على العاصمة طرابلس منذ أغسطس الماضي، وجماعة "أنصار الشريعة"، التي تأسست في أبريل عام 2012، وكلاهما صنفهما مجلس النواب الليبي المنتخب على أنهما "جماعتان إرهابيتان".

ومع بدء تشكل ميليشيات "فجر ليبيا"، التي شنت هجوما للسيطرة على مطار طرابلس في 13 يوليو الماضي، انضمت إليها جماعات مسلحة جاءت من مصراتة وغريان والزاوية وصبراتة، وهي جماعات ينتمي غالبية أفرادها إلى "أنصار الشريعة"، التي أدرجها مجلس الأمن الدولي على لائحة الإرهاب في 20 نوفمبر الماضي. وبقيت "فجر ليبيا" خارج القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية.

وينضوي تحت "فجر ليبيا" أيضا "كتائب الدروع"، التي تكونت عام 2012، بعد إطاحة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في أكتوبر 2011، إذ يشكل عناصر "أنصار الشريعة" نسبة معتبرة من عددها. وهؤلاء ليسوا ليبيين فقط، بل من بينهم مسلحون أجانب، جاء غالبيتهم من تونس، ودول أخرى.

كما تعد "كتيبة الفاروق"، التي أسسها أحمد التير، الملقب "أبو علي"، في مدينة سرت، على الساحل الليبي، أحد أبرز التشكيلات المنضوية تحت جماعة "أنصار الشريعة"، والتي تعتبر اليوم واحدة من أهم الجماعات المسلحة الداعمة لـ"فجر ليبيا"، والذراع الأيمن له في مدينة سرت، شمالي ليبيا.

وقتل "أبو علي"، وهو من مدينة مصراتة، بعد اشتباكات اندلعت في مايو 2013 مع كتيبة "شهداء الزاوية" التابعة للجيش الليبي، على خلفية صراع بشأن دخول الجيش إلى وسط سرت، الذي يسيطر عليه "أنصار الشريعة".

وفي صبراتة، شمال غربي ليبيا، أقام "فجر ليبيا" تحالفا مع "أنصار الشريعة" في مواجهة الجيش الليبي، كان أبرز وجوهه عمر المدهوني رئيس المجلس العسكري بصبراتة. وقد قتل الاثنين الماضي في اشتباكات مع الجيش الليبي.

لكن التحالف الأبرز بين "فجر ليبيا" و"أنصار الشريعة" ظهر قبل 3 أيام، مع الإعلان عن "عملية الشروق" الهادفة للسيطرة على منطقة الهلال النفطي، بين بنغازي وسرت، شرقي ليبيا، وتضم مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا.

ويأتي هذا التحالف بعد أن حقق الجيش الليبي تقدما في كل من بنغازي وفي محيط طرابلس، واستعادة السيطرة على معبر رأس جدير على الحدود مع تونس، مما أجبر "فجر ليبيا" على التحالف مع "أنصار الشريعة" لتعزيز صفوفه في مواجهة قوة الجيش المتعاظمة.