لم يعد التنقل بين الكونغو- برازافيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية بالأمر السهل كما كان في السابق. فمنذ الاثنين الفارط، فرضت برازافيل الإدلاء بجواز السفر عند عبور مواطني جمهورية الكونغو الديمقراطية النهر، فيما ذهبت كينشاسا إلى أبعد من ذلك حين فرضت تأشيرة الدخول إلى أراضيها على المواطنين من الضفة الأخرى.

هذا وأعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية الأربعاء الماضي أن مواطني الكونغو- برازافيل سوف يحتاجون لأكثر من ورقة مرور لدخول أراضيها، بل يتوجب عليهم الآن أن يتوفروا على جواز سفر و تأشيرة للدخول. وبحسب وزير الداخلية الكونغولي، ريتشارد مويج، جاء هذا الإجراء ردا على تشديد شروط تنقل مواطنيها إلى الكونغو-برازافيل.

قبل قرار جمهورية الكونغو الديمقراطية كان بالإمكان التنقل في القارة

" لقد عاينا إبعاد مواطنينا لأنهم كانوا يحملون فقط ورقة مرور كانت كافية قبل الإجراءات الجديدة. تم فرض جواز السفر وتأشيرة الدخول، فأعطيت تعليمات للمديرية العامة للهجرة بتوفير هذه الشروط للمواطنين"، يشير الوزير. "فوجئنا كثيرا بهذا التطور الجديد، الذي يمكن وصفه بالأزمة التي إن استمرت على هذا الحال سوف تؤثر سلبا على علاقاتنا الجيدة مع برازافيل"، يصرح الوزير.

سلطات الكونغو- برازافيل لم ترغب في الرد على الاتهامات. "نحن لم تفرض أية شروط جديدة، إنهم هم [سلطات جمهورية الكونغو الديمقراطية] الذين فرضوا التأشيرة على مواطنينا"، حسب ما عبر عنه مصدر حكومي في برازافيل. فيما أفادت مصادر رسمية في برازافيل، أنهم لا يستبعدون، مع ذلك، أن يكون بعض الجمركيين قاموا بإبعاد مواطنين كونغوليين من الجانب الآخر بعد مطالبتهم بتقديم جواز سفرهم.

معنى عملية مباتا يا باكولو (mbata ya bakolo)

"إن مواطني جمهورية الكونغو الديمقراطية لا يحملون معهم جوازات سفر أو تأشيرات دخول [ ...] فالحصول على هذه الوثائق بالنسبة إليهم يدخل في خانة الكماليات أو هو نوع من الترف، بل يقتصر فقط على فئة معينة. مجرد الإدلاء ببطاقة الناخب كان مقبولا"، يضيف نفس المصدر. في جمهورية الكونغو الديومقراطية، بطاقة الناخب تعادل بطاقة الهوية.

تبعات عملية مباتا يا باكولو (mbata ya bakolo)

توترت العلاقات بين البلدين منذ إطلاق هذه الإجراءات من جانب الكونغو-برازافيل، وهي الإجراءات التي كنت تتوخى بالأساس مكافحة ارتفاع الجرائم المنسوبة للأجانب، وبينهم على الأخص شبان "كولونا" (Kuluna)، وهم مجموعة من الأحداث الجانحين لجأوا إلى الكونغو- برازافيل، فارين من قمع الشرطة الكينية.

"في برازافيل، غياب 'العمالة الكونغولية' أصبح مملوسا "

تعترف برازافيل أن حوالي ألف مواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية طردوا وعشرات الآلاف الآخرين عادوا إلى بلدهم الأصلي خوفا من طردهم بالقوة ونتيجة تنامي عداء ساكنة برازافيل.  وفقا لسلطات جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنظمات غير الحكومية، تخللت الإجراءات الجديدة الكثير من الحوادث والتجاوزات. كما أن برازافيل أقرت بهذه الانزلاقات وهو ما دفعها لطرد 17 رجل أمن من الخدمة.