لم تعد التنظيمات المتشددة في ليبيا تثير إرباكاً في الوسط السياسي الليبي فقط وإنما عم الإرباك الدول الأخرى أيضاً.

فاختلاط أصوات الرصاص بمشاهد القتل بسبب انتشار السلاح، وتشكيل ميليشيات متمردة على السلطة الليبية المؤقتة، إضافة إلى سيطرة الإسلاميين المتشددين على جنوب البلاد، جعلت من ليبيا بؤرة للإرهاب.

وأثار تصعيد الوضع حفيظة العديدين، حيث أكدت فرنسا على لسان وزير دفاعها، جان إيف لودريان، أن جنوب ليبيا تحول إلى "وكر أفاع" للمسلحين، وأن الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي من خلال تحرك جماعي قوي من الدول المجاورة.

وتشهد بنغازي موجة من الاغتيالات تتواصل بشكل شبه يومي مستهدفة عدداً كبيراً من العسكريين والأمنيين ممن ينتمون إلى جهازي الشرطة والجيش، إضافة إلى أجانب.

وكانت الحكومة الليبية المؤقتة قد أعلنت في مارس الماضي الحرب على الإرهاب وذلك بعد الهجوم على إحدى الثكنات العسكرية في مدينة بنغازي، والذي أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.

هذا وشدد مجلس وزراء الداخلية العرب على أهمية تعاون الدول المجاورة لليبيا ومساعدتها في ضبط الحدود لمواجهة أنشطة ما أسماها "الجماعات الإرهابية وعصابات الاتجار بالسلاح".

يذكر أن فرنسا كانت قد شنت حملة عسكرية في مالي في يناير من العام الماضي ونجحت في إنهاء سيطرة مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة على شمال البلاد، لكن جيوباً صغيرة من الإسلاميين استطاعت أن تعيد تنظيم نفسها للعمل في الصحراء الشاسعة بغرب وشمال إفريقيا.