توعد قادة فصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران أمس السبت بـ"الثأر"، غداة هجمات ليلية دامية طالت مقارهم في جنوب البلاد، ما أثار مخاوف من تصاعد العنف في العراق الذي يشهد موجة احتجاجات مطلبية.

ومساء الجمعة، أضرم محتجون النيران في جنوب العراق بعشرات المقار التابعة لأحزاب سياسية ومسؤولين، وخصوصاً الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي.

وحاول متظاهرون اقتحام أحد مقار "عصائب أهل الحق" في مدينة العمارة (350 كلم جنوب بغداد، قبل إضرام النار فيه. وأسفر الهجوم عن مقتل أحد قادة العصائب.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت أن وسام العلياوي نُقل مصاباً بسيارة إسعاف، ولحق به المتظاهرون لمهاجمته هو وشقيقه الذي حاول منعهم من الاقتراب. وتوفي الشقيقان لاحقاً.

وخلال تشييع العلياوي وشقيقه في بغداد، قال زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي إن مقتل العلياوي يعد "الدليل الأكبر على مشروع الفتنة (...) وحجم المؤامرة التي تستهدفنا".

وأكد الخزعلي في الوقت نفسه على أنه "علينا أن نفرق جداً بين من يتظاهر، يطالب بحقوقه، ونحن نقف معه مئة بالمئة (...) وبين من يريد أن يحرق ويقتل وينهب ويعتدي على الأملاك العامة والخاصة، والذي هو بحكم القانون إرهابي، وبحكم الشرع مجرم، ويجب أن نتصدى له".

وبدوره، أكد هادي العامري زعيم منظمة بدر، التي أحرق مقرها في جنوب البلاد أيضاً، أن "العراق يمر اليوم بفتنة كبيرة"، متهماً إسرائيل والولايات المتحدة ومعتبراً أن الدولتين تريدان "ألا يستقر العراق، وسحبه إلى الفتنة والفوضى".

وأصدرت حركة "النجباء" الموالية لإيران بياناً، دعت فيه المتظاهرين إلى "الاتحاد".

وأضافت "تحتل حماية أرواح البشر المقام الأول دائماً. ولا يمكن التسامح مع الكيانات المسلحة التي تخرب المظاهرات السلمية وتقوض مصداقية الحكومة وقدرتها على التصرف".