يقولون إن الإنسان يعلم بموعد اقتراب وفاته، وكان هاني المصري من هؤلاء الذين علموا بقرب أجله.

ودع الفنان التشكيلي أصدقاءه من خلال صفحته على فيسبوك، مخبرهم بحقيقة مرضه وآلامه التي أصابته في الفترة الأخيرة من بقائه بالعناية المركزة.

وقال هاني في رسالته الأخيرة: "أصدقائي جميعا.. أنتم ما اتعودتوش تسمعوا منى كذب.. ولا حتى تجميل للحقيقة.. ولذلك حاقول لكم بالظبط اللي بيحصل معايا، أولا أنا خرجت من اللوكيميا وانتصرت عليها، لكن للأسف الثمن كان فادح، وفى محاولة مستميتة لإنقاذ الكلوتين "اللي هم أصلا ضعاف جدا، حصل مشكلة في الرئة وبقا عليها مية كتير، لدرجة إني ما أقدرش أتنفس إلا بقناع أكسيجين، كذلك حصل لي ضمور في عضلاتي، وطبعا أي علاج طبيعي لازم يبقا وأنا بتنفس كويس، وده غير متوفر".

وتابع هاني متحدثًا عن حالته في رسالته الأخيرة "ممكن يكون شكلها بسيط، إنما الموضوع ده معقد كل الدكاترة، لأن ماعنديش ميكروب في الرئة، إنما التهاب جامد ومية، وهم قرروا يعالجوني بالـ steroids إنما لسه ما جابش نتيجة، ممكن يجيب نتيجة بس الوقت مش في صالحي قوى".

وأشار هاني في رسالته إلى رغبته في أن تسير حياته بشكل الطبيعي، وتابع: "أنا كمان مضيت على إقرار بالاتفاق مع ابني وچولى إنهم ما يطولوش عمري بأي وسائل صناعية أو غير طبيعية فلَو اتكتب لي عمر حاشوفكم في مصر لما أخف، وطبعا حاتعرفوا قبل كده".

وجاءت وصيته في آخر سطور رسالته قائلًا: "أما لو ما كانش في العمر بقية، أرجوكم ما تحزنوش، وافتكروا فيا مع الضحكات والمناقشات والأفكار اللي حاتخدموا بيها حبيبتنا كلنا، مصر.. الوطن".

وحاول هاني أن يصبر أصدقاءه على مرضه قائلًا: "هحاول أفضل أتكلم معاكم قد ما أقدر يا حبايبي، بس ما تتوقعوش نفس طويل".