تحدث تقرير نشره موقع "فويس أوف أميركا" عن خيبة الأمل التي باتت مسيطرة على قطاع عريض ن الليبيين خلال الآونة الأخيرة بعدما تحولت تطلعاتهم بتحرير بلادهم من الفساد والطغيان إلى مشاعر حسرة على العنف المتصاعد وتفاقم الوضع الإنساني هناك.

ومضى الموقع يشير إلى سقوط المئات من القتلى خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الأعمال القتال المتواصلة بين مختلف الميليشيات المسلحة المنتشرة في كل من طرابلس وبنغازي، تزامناً مع تعطل إمدادات الوقود، الطعام والمياه إلى المواطنين المدنيين.

ونقل الموقع عن محللين تأكيدهم أن فراغ السلطة في ليبيا أدى لتنامي النشاط الخاص بتهريب السلاح والمخدرات فضلاً عن تواصل جهود استقطاب وتدريب الإرهابيين.

وأعقب المحللون بلفتهم إلى أن تلك الأوضاع المتفاقمة في كل الاتجاهات كانت سبباً في زيادة حدة الخوف والقلق لدى الغرب، لاسيما وأن هناك كثير من المصالح التي تهمه في ليبيا، لعل أبرز النفط، وهو ما يجعل ما يدور في ليبيا مثار اهتمام من جانبه.

وبينما أعلنت واشنطن مؤخراً عن دعمها الكامل للحكومة في ليبيا، إلا أن رئيس الوزراء الليبي المؤقت، عبد الله الثني، حذر من خطر تعرض البلاد للتقسيم، وناشد المجتمع الدولي بالتدخل لوقف القتال أو على الأقل لحماية المنشآت الحيوية والمواطنين.

وفي تصريحات للموقع الأميركي، قال كريم مرزان، الزميل البارز لدى مركز رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط، إن تلك المخاطر التي تحدق بليبيا هي مخاطر حقيقية.

وتابع بقوله :" يرجع العنف الذي يغمر ليبيا إلى وجود صراع سياسي بين جماعات قد يتم تصنيفها على نطاق واسع باعتبارها جماعات اسلامية وأخرى غير اسلامية. وبينما تشعر ليبيا بحاجة ماسة لحلفائها، فإن معظم الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، بدأت تقوم بترحيل موظفي سفاراتها أو تقلص الأعداد بشكل كبير".

وطالب مرزان في الوقت عينه بضرورة أن تتدخل أميركا والمجتمع الدولي في ليبيا نظراً لأن أجواء التوتر هناك قد تتفاقم بصورة سريعة وينتج عنها ما لا يحمد عقباه.