أعطيت هذا الأسبوع بمحافظة تلمسان غرب الجزائر إشارة انطلاق تصوير الفيلم الذي يروي حياة ومسيرة الشهيد "العقيد لطفي". وسيدوم تصوير هذا العمل السينمائي الذي يجري تصوير جزء منه أمام المقر القديم لمحافظة الشرطة وسط مدينة تلمسان سبعة أسابيع حسب ما أبرزه مخرج الفيلم "أحمد راشدي".

وقد تقمص دور "العقيد لطفي" الممثل الجزائري "يوسف سهايري". ويتكون الفريق المكلف بالتصوير من تقنيين جزائريين وتونسيين مع مشاركة الممثل الفرنسي "جويل بيرين" الذي يؤدي دور الشرطي الذي ألقى القبض علي الشاب "بن علي دغين" الذي سيصبح فيما بعد "العقيد لطفي".

و سينتقل تصوير المشاهد الأخرى من هذا الفيلم التاريخ  إلى مدينة بشار الجنوبية الغربية و الذي يسلط الضوء على حياة أحد أبطال الثورة التحريرية الجزائرية(1954-1962) ويوميات الشعب الجزائري جراء فظائع ووحشية الاستعمار الفرنسي.

 الفيلم من إنتاج وزارة المجاهدين الجزائرية و أوكلت مهمة إنتاجه التنفيذي للشركتين الجزائريتين "آرفيلم تيليسينكس" و "بي آم أ برود كوم " وسيستغرق إخراج الفيلم، حسب الخرج "احمد راشدي" حوالي 22 أسبوعا بما في ذلك التصوير والتركيب ومرحلة ما بعد الإنتاج. وسبق للشاب الممثل "يوسف سحايري" أن كانت له انطلاقته في مسرح الهواة قبل أن يدخل عالم الفن السابع في مسلسل "عيسات إيدير" (وهو رمز ثوري جزائري ايضا) للمخرج الأردني" كمال لحام". ويتناول سيناريو الفيلم مسيرة الشهيد "لطفي " كمناضل في صفوف جيش التحرير الوطني وكمثقف متبصر و كمستشار لفرحات عباس (رئيس أول حكومة جزائرية مؤقتة) وهو ما جعل العقيد لطفي شخصية مميزة، بالرغم من مسيرته القصيرة نسبيا خلال الثورة التحريرية.

وكان الشهيد قد استقطب حيّزا زمنيا معتبرا من عمل فيلم آخر بدأء تصويره السنة الماضية ببشار للمخرج والمنتج "العربي لكحل"، و هو فيلم وثائقي خيالي جاء تحت عنوان ''تاريخ المنطقة الثامنة للولاية الخامسة''، الذي يحاكي خلاله أبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة الثامنة للولاية الخامسة بينها قيادة العقيد باعتباره أحد قادة المنطقة.

من جهة آخرى سبق لمخرج الفيلم الجديد "أحمد راشدي" أن جسد أفلاما ثورية ناجحة ك "العفيون والعصا" سنة 1965 و فليم عن الشهيد " مصطفى بن بولعيد" سنة 2009. و يأتي تمويل الأفلام الثورية الأخيرة من قبل وزارة المجاهدين الجزائرية ضمن احتفالات الجزائر بخمسينة استقلالها.

"العقيد لطفي"

وقد ولد "العقيد لطفي" و إسمه الحقيقي "دغين بن علي بودغن" في 5 ماي 1934 بتلمسان حيث زاولة تعليمه حتى عام 1948. وبعد إقامة قصيرة بوجدة (المغرب) انضم إلى المدرسة الفرنسية الإسلامية قبل الالتحاق بصفوف جيش التحرير الجزائري في أكتوبر 1955 بالمنطقة العسكرية الخامسة (منطقة وهران) حيث كان الكاتب الخاص للشهيد "سي جابر" قائدها الأول.

وبعد ذلك أوكلت له عدة مسؤوليات بجنوب البلاد حيث أظهر قدرات تنظيمية عالية مما جعله يعين مسؤولا عن المنطقة الثامنة وترقيته إلى رتبة نقيب ثم رائد في 1957 حيث بدأت تسميته "لطفي" بدلا من "إبراهيم" اسمه الحربي الأول. وفي عام 1958 تم تعيين "دغين بن علي بودغن" على رأس قيادة الولاية الخامسة التاريخية برتبة عقيد.

وقد سقط العقيد لطفي في ميدان الشرف يوم 28 مارس 1960 مع العديد من رفاقه عندما كان متوجها إلى بشار (بالجنوب الغربي الجزائري) بعد عودته من المغرب حيث اشتبك مع العدو في معركة غير متكافئة في ميدان مكشوف